وجهت هيئة محلفين كبرى في منهاتن
اتهامات للرئيس الأمريكي السابق دونالد
ترامب بعد تحقيق حول دفع أموال لإسكات ممثلة إباحية، بحسب ما كشفت عنه صحيفة "نيويورك تايمز".
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين مطلعين قولهم إنه من المرجح إعلان لائحة الاتهام في الأيام المقبلة، ضد ترامب، الذي أصبح أول رئيس أمريكي سابق توجه له اتهامات جنائية.
وفي أول رد على القرار، قال ترامب في بيان إنه بريء تماما وإن اتهامه استمرار للتدخل في الانتخابات ونهج الاضطهاد السياسي.
وأضاف أن ما يحصل معه لم يحدث من قبل في تاريخ الولايات المتحدة، قائلا إن توجيه الاتهام لي سيرتد على الرئيس جو بايدن الذي يحاول مطاردتي سياسيا عبر
القضاء.
بدوره، أكد فريق الدفاع عن ترامب أن هيئة المحلفين أبلغتهم بتوجيه اتهامات لموكلهم.
ونقلت وكالة أسوشيتد برس عن محامي ترامب (لم تسمّه)، قوله إن "لائحة اتهام هيئة المحلفين الكبرى ضد ترامب، 76 عاما، تعد تطورا غير عادي بعد سنوات من التحقيقات في تعاملاته التجارية والسياسية والشخصية".
من جهته، اعتبر رئيس مجلس النوّاب الأميركي الجمهوري كيفين مكارثي الخميس أنّ قرار توجيه الاتّهام إلى ترامب ألحق بالبلاد "أضرارا لا يُمكن إصلاحها"، في وقتٍ يشنّ حلفاء الرئيس السابق هجوما عنيفا على الديموقراطيّين والمسؤولين القضائيّين.
وقال مكارثي إنّ المدّعي العامّ في مانهاتن الديموقراطي ألفين براغ "أضرّ ببلادنا بشكلٍ لا يمكن إصلاحه، في محاولة للتدخّل في انتخاباتنا الرئاسيّة". وأضاف "الشعب الأميركي لن يتسامح مع هذا الظلم، ومجلس النوّاب سيُحاسب ألفين براغ واستغلاله غير المسبوق للسلطة".
بدوره، انتقد رون ديانتيس، المنافس الأبرز لترامب لنيل ترشيح الحزب الجمهوري في انتخابات 2024 الرئاسية، الخميس توجيه الاتهام للرئيس السابق واصفا الأمر بأنه "منافٍ للقيم الأميركية".
وقال ديسانتيس حاكم فلوريدا حيث مقر إقامة ترامب إنه "لن يساعد في طلب تسليمه بالنظر إلى الظروف المشكوك فيها" للائحة الاتهام التي وصفها بأنها جزء من "أجندة سياسية".
في المقابل صرّح محامي نجمة الأفلام الإباحية ستورمي دانيالز الخميس أن توجيه الاتهام إلى الرئيس السابق يظهر أن "لا أحد فوق القانون".
وقال كلارك بروستر إن "اتهام دونالد ترامب ليس مدعاة للفرح"، مضيفا "الآن لندع الحقيقة والعدالة تسودان".
ولا يمنع توجيه لائحة اتهام أو حتى الإدانة الجنائية ترامب من مواصلة حملته الرئاسية إذا ما اختار ذلك، حيث لا يمنع القانون الأمريكي مرشحا أدين بجريمة من خوض الحملة الانتخابية والعمل كرئيس، حتى من داخل السجن.
وقد تؤثر الاتهامات، التي أعقبت تحقيقا قاده المدعي العام في منهاتن ألفين براج المنتمي للحزب الجمهوري، على سباق الانتخابات الرئاسية في 2024.
وقال ترامب في السابق إنه سيواصل حملته للفوز بترشيح الحزب الجمهوري لخوض الانتخابات إذا وجهت له اتهامات جنائية.
وفي عام 2016، اتصلت نجمة الأفلام الإباحية ستورمي دانييلز بوسائل إعلام عارضة عليها بيع قصتها، حول ما قالت إنها علاقة جنسية ربطتها بدونالد ترامب في 2006.
أحيط فريق ترامب علما بهذا الأمر، فقام محاميه مايكل كوهين بدفع مبلغ 130 ألف دولار لدانييلز من أجل أن تلتزم الصمت حيال هذه القضية.
ورغم أن هذا أمر لا يعتبر مخالفا للقانون، لكن، عندما سدد ترامب المبلغ لكوهين، جاء في سجل الدفع أن المبلغ دُفع لتسديد رسوم قانونية. ويقول محامو الإدعاء؛ إن هذا الأمر يرقى إلى قيام ترامب بتزوير سجلات أعماله، وهو أمر يُعتبر مخالفة أو جنحة جنائية في نيويورك.
اظهار أخبار متعلقة
وقد يزعم محامو الادعاء أيضا أن هذا ينتهك القانون الانتخابي؛ لأن محاولته لإخفاء دفعاته المالية لدانييلز، كان دافعه من ورائها هو الرغبة في عدم معرفة الناخبين أنه كانت لديه علاقة جنسية معها. وإن التغطية على جريمة من خلال تزوير السجلات يعد جناية، وهو ما يعتبر تهمة أشد خطورة.
ويقر حتى المؤيدون للمحاكمة بأنه في كلتا الحالتين، لا تعتبر هذه القضية سهلة وواضحة بأي حال من الأحوال. فهناك سوابق ضئيلة لمثل هذه المحاكمة، والمحاولات السابقة لتوجيه اتهام لسياسيين بعبور الخط الفاصل بين تمويل الحملات الانتخابية والإنفاق الشخصي باءت بالفشل.