توصلت
البرازيل والصين إلى اتفاق يقضي بالتخلي عن التعامل بالدولار في تعاملاتهما التجارية الثنائية، مقابل استخدام عملتيهما المحليتين.
وسيتيح الاتفاق للصين، أكبر منافس للهيمنة الاقتصادية الأمريكية، وللبرازيل، أكبر اقتصاد في أمريكا اللاتينية، إجراء صفقاتهما التجارية الهائلة مباشرة، واستبدال اليوان بالريال والعكس بالعكس بدلا من الاعتماد على
الدولار.
وقالت الوكالة البرازيلية للترويج للتجارة والاستثمار (أبيكسبرازيل) في بيان: "هناك توقعات بأن هذا سيخفض التكاليف (...) ويعزز التجارة الثنائية أكثر ويسهل الاستثمار".
والصين هي الشريك التجاري الأكبر للبرازيل، حيث بلغت قيمة التبادل التجاري بينهما نحو 150 مليار دولار العام الماضي.
وتم الإعلان عن الاتفاق خلال منتدى أعمال صيني-برازيلي رفيع المستوى عُقد في بكين، وقد جاء في أعقاب اتفاق مبدئي في كانون الثاني/يناير الماضي.
وكان من المقرر أن يحضر الرئيس البرازيلي لويز إيناسيو لولا دا سيلفا المنتدى، لكنه اضطر إلى إرجاء زيارته
الصين بعد إصابته بالتهاب رئوي.
وقال مسؤولون إن "البنك الصناعي والتجاري الصيني" وبنك "بي بي أم" سينفذان التعاملات.
وسبق للصين أن تخلت عن التعامل بالدولار أيضا مع روسيا وباكستان وعدة دول أخرى.
جدير بالذكر أن بكين وبرازيليا تنتميان إلى مجموعة "بريكس" (البرازيل، روسيا، الهند، الصين، وجنوب أفريقيا)، التي تنوي مناقشة مبادرة إنشاء عملة موحدة بين الدول الأعضاء، خلال القمة المقرر عقدها في جنوب أفريقيا، في آب/ أغسطس المقبل.
وفي كانون الثاني/ يناير الماضي، قال وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف: "هذا هو الاتجاه الذي تسير فيه المبادرات، والتي ظهرت... قبل أيام فقط، بخصوص الحاجة إلى التفكير في إنشاء عملات خاصة داخل مجموعة دول بريكس، وداخل مجتمع دول أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي".
وأضاف: "سيكون هذا بالتأكيد على أجندة قمة بريكس، التي ستعقد في جمهورية جنوب أفريقيا في نهاية أغسطس، حيث تمت دعوة مجموعة من الدول الأفريقية... بما في ذلك الرئيس لورنسو (رئيس أنغولا)"، منوها بأنه ستتم دعوة مجموعة من الدول الأفريقية لحضور قمة "بريكس" في جمهورية جنوب أفريقيا.
والعام الماضي، دعا وزير الصناعة والتجارة الروسي، دينيس مانتوروف، الدول الأعضاء في مجموعة "بريكس" إلى زيادة التعاملات المالية بين الأعضاء بالعملات الوطنية على حساب الدولار، وفق موقع "روسيا اليوم".
ووفقا لمانتوروف، فإن التجارة بالعملات الوطنية تعد جانبا أساسيا من التعاون بين دول المجموعة الخمس، التي تسيطر على ثلث المنتجات الصناعية العالمية، وحصتها من التجارة العالمية تبلغ 17 بالمئة.
وقال الوزير الروسي: "إن الاستخدام الرشيد والمتوازن لهذه الأداة سيساعد على زيادة استقرار اقتصادات بلداننا، وتقليل الاعتماد على سياسات الولايات المتحدة".
وحث مانتوروف زملاءه في الوزراء على استخدام بنك التنمية الجديد (NDB) التابع لمجموعة "بريكس" بشكل أكثر فاعلية.
وتأسست المجموعة في 16 حزيران/ يونيو من العام 2009، تحت اسم "بريك" في مدينة يكاترينبورغ الروسية، بمشاركة كل من البرازيل وروسيا والهند والصين أولاً.
وعُقد أول لقاء على المستوى الأعلى لزعماء دول "بركس" في تموز/ يوليو عام 2008، وذلك في جزيرة هوكايدو اليابانية، حيث اجتمعت آنذاك قمة "الثماني الكبرى".
اظهار أخبار متعلقة
وشارك في قمة "بركس": رئيس روسيا فلاديمير بوتين، ورئيس جمهورية الصين الشعبية هو جين تاو، ورئيس وزراء الهند مانموهان سينغ، ورئيس البرازيل لويس إيناسيو لولا دا سيلفا. واتفق رؤساء الدول على مواصلة التنسيق في أكثر القضايا الاقتصادية العالمية آنية، بما فيها التعاون في المجال المالي وحل المسألة الغذائية.
ولاحقا، انضمت جنوب أفريقيا في العام 2010، ليصبح اسم التحالف الدولي "بريكس"، وهي كلمة مشكلة ومشتقة من الحروف الأولى من اسم كل دولة عضو.
تشكل مساحة هذه الدول ربع مساحة اليابسة، وعدد سكانها يقارب الـ40% من سكان الأرض، وتغطي مساحة الدول الأعضاء فيه ما يزيد على 39 مليون كيلومتر مربع، أي ما يعادل 27 في المئة من إجمالي مساحة اليابسة.
ومن المتوقع بحلول عام 2050 أن تنافس اقتصادات هذه الدول اقتصادات أغنى الدول في العالم حاليا، بحسب مجموعة "غولدمان ساكس" البنكية العالمية.