أدان حلف شمال الأطلسي "الناتو" إعلان الرئيس الروسي فلاديمير
بوتين نيته نشر أسلحة نووية تكتيكية في بيلاروسيا، بالتوازي مع الحرب التي يخوضها في أوكرانيا.
ووصف الحلف الخطوة الروسية بأنها "خطيرة" و"لا مسؤولة" معتبرا أن إشارة موسكو إلى المشاركة
النووية بأنها "مضللة".
إدانات
وقال متحدث باسم الحلف إن"حلفاء الناتو يتصرفون باحترام كامل لالتزاماتهم الدولية"، فيما اتهم الحلف
روسيا بالخرق المستمر لالتزاماتها الخاصة بالحد من التسلح، بما في ذلك قرار الدولة بتعليق معاهدة "ستارت الجديدة"، وهي صفقة تم توقيعها في عام 2010 تحد من عدد الرؤوس النووية الأمريكية والروسية، وتمنح كلا منهما سلطة التفتيش على الآخر.
يأتي هذا بينما ترى الولايات المتحدة أنه لا توجد هنالك مؤشرات بشأن نية روسيا استخدام أسلحة نووية.
وتشترك بيلاروسيا في حدود طويلة مع أوكرانيا، وكذلك مع أعضاء الناتو بولندا وليتوانيا ولاتفيا.
من جانبها، دعت أوكرانيا إلى عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي لمواجهة التهديد المحتمل بعد إعلان بوتين.
وتقول أوكرانيا إن هذه الخطوة تنتهك اتفاقيات حظر انتشار الأسلحة النووية، وهو اتهام نفاه الرئيس بوتين، مقارناً خطوته بنشر الولايات المتحدة أسلحتها في أوروبا.
واتهم المستشار الأمني أوليكسي دانيلوف كبير للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الأحد، روسيا بجعل بيلاروسيا "رهينة نووية"، حيث كتب على "تويتر" أن خطط روسيا تمثل "خطوة نحو زعزعة الاستقرار الداخلي" في بيلاروسيا، وتوقع أن تزداد المشاعر المعادية لروسيا في البلاد.
وقالت زعيمة المعارضة البيلاروسية المنفية سفياتلانا تسيخانوسكايا، إن نشر روسيا لأسلحة نووية في بلادها "يتعارض بشكل صارخ مع إرادة الشعب البيلاروسي"، وسيجعلها هدفا محتملاً لشن ضربات انتقامية.
الانتشار النووي
وفي السياق، أعرب الكاتب والمحلل السياسي الألماني أندرياس كلوث عن أمله في أن يرى الرئيس الصيني شي جين بينغ تحركات موسكو في هذا الصدد على أنها إهانة شخصية له، وأن يُوبّخ "صديقه" في موسكو في الحال، في إشارة إلى بوتين.
وأوضح كلوث، رئيس التحرير السابق لصحيفة "هاندلسبلات" الألمانية، في تحليل نشرته وكالة بلومبرغ للأنباء، إنه قبل أيام فقط، كان شي يقوم بزيارة بوتين لمناقشة مجالات التعاون بينهما، وكذلك لحثه على الخروج من التصعيد النووي والدخول في عملية سلام مع كييف. لكن في نهاية هذا الأسبوع، فعل بوتين العكس تماما.
وفي أكثر تهديداته النووية مكرا ضد أوكرانيا والغرب، أعلن بوتين أنه سيضع أسلحة نووية تكتيكية في بيلاروس، التي اعتبرها كلوث دولة ديكتاتورية وتابعة وقريبة مباشرة من الغرب، فمن هنا، يمكن حتى للصواريخ والطائرات ذات المدى القصير أن تضرب أهدافا في أوكرانيا أو وسط أوروبا.
وقال كلوث إن بوتين يدعي، على نحو مخادع أكثر من أي وقت مضى، أن هذه الخطوة لن تنتهك التزامات روسيا بموجب معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية. ومنطقه هو أنه هو شخصيا الذي سيحتفظ بالسيطرة على الرؤوس الحربية والصواريخ التي قد تحملها وليس الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو وهذا ظاهريا، يجعل الأمر على ما يرام.
وأوضح كلوث أن الرؤوس الحربية التكتيكية، التي يمكن أن يكون لها مردود "صغير" نسبيا، مخصصة للاستخدام على الجبهة لكسب المعارك، في حين أن الأسلحة النووية الاستراتيجية مصممة للنشر ضد دولة معادية كوسيلة للردع المروع.
وأضاف أن الدرس المستفاد للطغاة والمعتدين في كل مكان، من كوريا الشمالية إلى إيران وما وراءها، واضح، إذ يمكن فقط للأسلحة النووية أن توفر لهم تأمينا ضد الابتزاز النووي من المعتدين الذين لا يرحمون مثل بوتين، ويمكن أن تكون في نفس الوقت بمثابة أدوات للابتزاز في مجموعات الأدوات الخاصة لتلك الدول. ويرى أن بوتين قد أطلق للتو حقبة جديدة من الانتشار النووي.
اظهار أخبار متعلقة
وختم بالقول إنه يجب على أوكرانيا والغرب في الوقت نفسه ألا يسمحا لبوتين بإخافتهما ودفعهما إلى الهستيريا. لقد أصبح الرئيس الروسي متهورا وغير متوقع ومختل للغاية في نظرته إلى العالم ومصيره فيه، لدرجة أن العزم الصلب وقوة الهدوء فقط هي التي يمكن أن تردعه عن جعل الوضع السيئ أسوأ كثيرا.