تجمع أكثر من 3 ملايين شخص الخميس في عموم
فرنسا، بحسب الاتحاد العمالي العام "سي جي تي"، احتجاجا على تزامنا مع اليوم التاسع من المظاهرات التي تعرفها البلاد، رفضا لإصلاح نظام
التقاعد غير الشعبي الذي أقره الرئيس إيمانويل
ماكرون دون تصويت في الجمعية الوطنية (البرلمان).
وفي العاصمة باريس حيث أعلنت نقابة "سي جي تي" مشاركة 800 ألف شخص، في مقابل 119 ألفا بحسب وزارة الداخلية، سرعان ما سجّلت أعمال عنف لا سيّما رشق الحجارة والقوارير وإطلاق المفرقعات على قوات الأمن، مع تحطيم للواجهات ومحطات ركاب الحافلات وإحراق لحاويات النفايات، التي لم ترفع منذ الإثنين بسبب إضراب عمال النظافة.
وأعلنت الشرطة توقيف 14 شخصا قبيل الساعة 17:00 بالتوقيت المحلي (16:00 ت غ)، قالة إن "نحو ألف" من العناصر المتطرفين متواجدون في التظاهرة مضيفة ان الحوادث محصورة في موكب فرعي فيما موكب النقابات يتقدم "بشكل طبيعي".
طوال فترة التظاهرة، قام هؤلاء الأشخاص الذين ارتدوا يرتدون ملابس سوداء وووضعوا أقنعة ونظارات بتخريب مطاعم صغيرة ومصارف وواجهات محال.
كذلك، ألقوا الحجارة وزجاجات حارقة على قوات الأمن التي استخدمت مرات عدة القنابل المسيلة للدموع، فيما تدخلت قوات الأمن بهدف "تفكيك تكتل" هؤلاء الاشخاص كما أضاف بيان للشرطة.
كما وقعت صدامات أيضا الخميس في نانت ورين في غرب فرنسا بين متظاهرين وقوات الأمن التي ردت على رشقها بالحجارة باطلاق الغاز المسيل للدموع واستخدام خراطيم المياه.
وفي وقت سابق من الخميس، أغلق محتجون فرنسيون الطريق المؤدية إلى مطار شارل ديغول شمالي العاصمة باريس،.
وهذا الإصلاح الذي قدّمه ماكرون يرفع سنّ التقاعد من 62 إلى 64 عاماً، في الوقت الذي تعدّ فيه فرنسا من الدول الأوروبية التي تعتمد أدنى سنّ للتقاعد ولو أن أنظمة التقاعد غير متشابهة ولا يمكن مقارنتها تماماً.
لكن معارضي هذا الإصلاح يرون أنّه "غير عادل"، خصوصاً بالنسبة إلى النساء والعاملين في الوظائف الصعبة.
وجاءت مظاهرات الخميس استجابة لدعوة النقابات الرئيسية في البلاد المعارضة لهذا الإصلاح، للمرة التاسعة منذ 19 كانون الثاني/يناير، وللمرة الأولى على المستوى الوطني منذ إمرار مشروع القانون.
وفي مقابلة تلفزيونية بعد أسابيع من التوترات الاجتماعية، أمل إيمانويل ماكرون بأن يدخل هذا الإصلاح - الذي يعدّ إجراءً رئيسياً خلال ولايته الثانية - "حيّز التنفيذ بحلول نهاية العام"، مع إقراره بأنّه "غير شعبي".
وقال إن "هذا الإصلاح ليس متعة ولا ترفاً بل ضرورة"، مشيراً إلى الدفاع عن "المصلحة العامة" في مواجهة تدهور وضع صناديق التقاعد وارتفاع عدد المسنّين في فرنسا.
شهد الأربعاء عدّة تحرّكات وعمليات إغلاق طالت مستودعات النفط والموانئ والطرق والنقل الجوي، وقطاع الغاز والجامعات، فيما يشهد الوضع تدهوراً طفيفاً في ما يتعلّق بالوقود، في ظلّ مواجهة حوالي 14 في المئة من المحطّات شحّاً في نوع واحد من الوقود على الأقل، مقابل 12 في المئة الثلاثاء. كما تعمل مصفاة واحدة تابعة لـ"توتال انرجيز" من كلّ أربع مصافٍ في فرنسا.
وقالت وزارة التحوّل البيئي لوكالة فرانس برس الخميس إنّ مستوى الإمدادات بالكيروسين إلى منطقة باريس ومطاراتها من النورماندي (غرب) "بات حرجاً"، وذلك فيما تستعدّ لاستدعاء الموظّفين المضربين.
من جهتها، طلبت المديرية العامة للطيران المدني في فرنسا من شركات الطيران إلغاء 30 بالمئة من رحلاتها الخميس في مطار باريس-أورلي و20 بالمئة في المطارات الأخرى.
وتمّ إغلاق ميناءي مرسيليا-فو (جنوب) وبريست (غرب) بشكل كامل الأربعاء، بناء على دعوة الاتحاد النقابي النافذ (CGT).
كذلك، لا تنوي الشركة الوطنية للسكك الحديد (SNCF) تسيير سوى نصف عدد القطارات الفائقة السرعة وثلث قطاراتها الإقليمية السريعة الخميس.
ومن المتوقّع أن تكون حركة مترو باريس وقطارات الضواحي "مضطربة للغاية".
في هذه الأثناء، يستمر إضراب عمّال جمع القمامة في باريس إلى الإثنين، بعدما كان قد بدأ في السادس من آذار/مارس.
Embed from Getty Images
وأكد ماكرون الأربعاء أنّه لا يعتزم حلّ البرلمان أو إجراء تعديل وزاري أو استفتاء على إصلاح النظام التقاعدي.
غير أنّه قال إنّه يريد "استئناف" الحوار مع الشركاء الاجتماعيين بشأن العلاقة بالعمل "في غضون أيام قليلة، أسابيع قليلة"، في انتظار تراجع التوتر.
اظهار أخبار متعلقة
وردّ رئيس الكونفدرالية الديموقراطية الفرنسية للعمل (سي إف دي تي) لوران بيرجيه على ذلك، وقال لوكالة فرانس برس: "هذا كلام فارغ، في الوقت الحالي، هناك صراع اجتماعي كبير وأزمة ديموقراطية وأزمة اجتماعية".
ويظهر الفيديو قيام المتظاهرين بقطع الطريق المؤدية إلى الممر رقم 1 في مطار شارل ديغول.
وأفادت صحيفة "لو فيغارو" المحلية اليومية أن مجموعات من الشباب والطلاب احتشدوا أيضا أمام مباني الجامعات في عدة مدن، بينها "ليل" و"ستراسبورغ" و"ليون" و"رين"، لمنع الطلاب من الدخول إلى الكليات.