انتقد القيادي في حركة "رشاد"
الجزائرية المعارضة
الديبلوماسي السابق محمد العربي زيتوت،
تصريحات الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون
الأخيرة بشأن العلاقة مع كل من الجارتين المغاربيتين
المغرب وتونس، واعتبر أنها
تصريحات غير مناسبة ومن شأنها إضعاف المنطقة والإساءة لشعوبها والزج بهم في أتون
حروب خدمة لأجندات خارجية.
ورأى زيتوت في حديث مع
"عربي21"، أن قطع
العلاقات بين الجزائر
والمغرب إجراء أخرق يتعارض مع مصالح البلدين ويضر بالمنطقة برمتها.
وقال: "أشعر بالأسف الشديد عندما أسمع مما يسمى بالرئيس تبون يتحدث
عن ارتياح رسمي بسبب قطع العلاقات مع الجارة المغرب، وهو من المفترض أنه يعلم قبل
غيره أن إغلاق الحدود وقطع العلاقات بين البلدين مضر بمصالح الشعبين، حيث أن هناك
دراسات اقتصادية أثبتت أن فتح الحدود بين البلدين بما فيها من تواصل اقتصادي واجتماعي
وتجاري من شأنه أن يزيد من دخل الناتج الخام في البلدين بنسبة ما بين 3 و5
بالمائة، أي ما يعادل 6 إلى 10 مليارات دولار سنويا تضاف لاقتصاد البلدين، هذا فضلا
عن أن إغلاق الحدود ثم قطع العلاقات الديبلوماسية والجوية قد كلف آلاف العائلات بين
البلدين تحمل أعباء إضافية من أجل التواصل الأسري حيث أصبحوا يمرون عبر دولة
ثالثة إذا أرادوا التواصل".
وأضاف: "قطع العلاقات الجزائرية ـ المغربية، لم يضعف فقط
البلدين، وإنما فتح الباب على مصراعيه أمام التدخل الخارجي في منطقتنا
المغاربية، وهكذا أصبحت منطقتنا مرتعا للمخابرات الدولية والتواجد العسكري
المتصاعد".
وأعرب زيتوت عن انتقاده الشديد لتطبيع المغرب علاقاته مع الكيان
الإسرائيلي والذهاب بعيدا في هذه العلاقات، وقال: "للأسف الشديد لقد وفر حكام
الجزائر المبرر لحكام المغرب لاستئناف علاقاتهم مع إسرائيل، حيث أن الرباط تتحجج
بأنها تواجه خطر اندلاع حرب عليها وأنها مضطرة لحماية نفسها.. وهذا مبرر غير مقبول
بالتأكيد، فالتطبيع مع الاحتلال أمر مرفوض وندينه بشدة، لكننا ندين أيضا سياسات
عصابة الحكم في الجزائر التي توفر الغطاء لذلك".
على صعيد آخر أعرب زيتوت عن أسفه للموقف الذي وصفه بـ "الإجرامي"
لحكام الجزائر من تجربة الانتقال الديمقراطي في
تونس، واعتبر أن تصريحات تبون، بوقوفه
إلى جانب الرئيس قيس سعيد تؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن النظام في الجزائر كان
جزءا من الانقلاب في تونس.
وقال: "كنت على علم منذ بواكير الثورة التونسية مطلع العام
2011، أن عصابة الحكم في الجزائر اتخذت سياسة الاحتواء أولا للثورة التونسية، لا
سيما جناح بوتفليقة ووزير دفاعه يومها الفريق قايد صالح، مع أن جناح المخابرات
الموالي للتوفيق اتخذ سياسة تشجيع الإرهاب لإسقاط التجربة.. لكن بعد سقوط بوتفليقة
وقدوم الفريق الجديد اتخذت عصابة الحكم سياسة إسقاط التجربة الديمقراطية في تونس
مع آخرين، خصوصا الإمارات ومصر، وقد نجحوا في ذلك إلى حد الآن".
واعتبر زيتوت أن "النظام الجزائري ليس معنيا بنجاح أي تجربة
ديمقراطية أو تنموية في المنطقة، وأن ذلك ما يبرر استمراره في توتير المنطقة، وهي
بالمناسبة رغبة لبعض القوى الإقليمية والدولية، كالكيان الإسرائيلي والإمارات ومصر
وإيران وروسيا، كما يقف بقوة إلى جانب قيس سعيد، الذي أدخل تونس في أزمات متفاقمة،
وها هي الحالة الاقتصادية والاجتماعية على أبواب الانهيار الشامل"، على حد
تعبيره.
وكان الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون قد قال في تصريحات للجزيرة: "إن
العلاقة بين الجزائر والمغرب وصلت إلى نقطة اللاعودة، وإنه يأسف لوصول العلاقة بين
البلدين الجارين إلى هذا المستوى"، مشيرا إلى أن موقف بلاده هو رد الفعل.
وبالنسبة لتونس اعتبر الرئيس الجزائري عبد
المجيد تبون، أن "هناك مؤامرة تحاك ضد تونس"، وأن "الجزائر لن
تتخلى عنها".
وقال تبون في ذات المقابلة: "هناك
مؤامرة تحاك ضد تونس، والجزائر لن تتخلى عنها أحب من أحب وكره من كره"، دون
تسمية أي جهة ولا تفاصيل أكثر بشأن تلك "المؤامرة".
وأضاف أن الجزائر "تدعم (الرئيس
التونسي قيس) سعيد باعتباره رمزا انتخبه الشعب ولم يوضع في المنصب بالقوة"،
وأنهم "يدعمون الدولة التونسية عن طريق رأسها (رأس السلطة)".
كما شدد تبون على أن "دعم تونس يكون
عبر رأس الدولة وأنه لو تم دعمها عن طريق جمعيات فإن ذلك سيكون تدخلا في شأنها
الداخلي".