يشهد
العلاج الجيني نقاشات حول العالم، حول مدى أخلاقيته،
ومن يمكنه الوصول إليه، في ظل العديد من القصص لنجاح هكذا طريقة لعلاج
أمراض
مستعصية.
واستعرضت القمة الدولية الثالثة لتعديل
الجينوم البشري في العاصمة البريطانية لندن، قصة فيكتوريا غراي، التي كانت مصابة
بمرض فقر الدم المنجلي، وهي أم لأربعة أطفال.
وعطلت الإقامات
الطويلة في المستشفيات والإرهاق طفولتها، ما أجبرها على ترك دراستها الجامعية،
وتناول مسكنات قوية مسببة للإدمان.
اظهار أخبار متعلقة
وقالت غراي: "كان
الألم الذي شعرت به في جسمي أشبه بضربة صاعقة وصدمة قطار شحن في الوقت ذاته".
وفي عام 2019، تلقت
غراي علاجا تجريبيا للمرض الوراثي باستخدام تقنية لتعديل الجينات تدعى "CRISPR-Cas9"، والتي سمحت للأطباء بإجراء تغييرات دقيقة
للغاية على حمضها النووي.
ورغم أن الإجراء كان مرهقا،
مع استغراقها فترة تتراوح بين 7 إلى 8 أشهر للتعافي تمامًا، إلا أنها أكدت أنّه
غيّر حياتها، قائلة: "أشعر أنني شُفيت الآن حقًا".
وبينما اضطرت إلى
الاعتماد على مقدّم رعاية في المنزل لمساعدتها في الاستحمام، وتنظيف المنزل،
ورعاية أطفالها، لكنها أوضحت: "أفعل كل هذه الأشياء بمفردي الآن".
وشاركت غراي تجربتها
مع الأطباء، والعلماء، والمناصرين للمرضى، وخبراء الأخلاقيات الحيوية الذين
اجتمعوا في العاصمة البريطانية لندن لحضور قمة تعديل الجينوم البشري.
وخلال القمة، أبلغ
المشاركون عن التقدم المحرز في هذا المجال، وناقشوا القضايا الأخلاقية الشائكة
التي تطرحها هذه التكنولوجيا المتطورة.
وأوضحت غراي: "أنا هنا حقا لأكون منارة، لأن هناك مشاعر
مختلطة حول تعديل الجينات. وأعتقد أنه يمكن للأشخاص رؤية النتيجة الإيجابية لهذا
الإجراء".
وتناقضت قصة غراي المشجعة،
والتي لقيت ترحيبا حارا من الجمهور، مع عرض تقديمي عرض في آخر مرة عقد فيها
المؤتمر بهونغ كونغ خلال عام 2018.
وآنذاك، أذهل الطبيب
الصيني، هي جيانكوي، نظراءه والعالم بكشفه عن أول الأطفال المعدلين جينيا في
العالم وهما فتاتان.
ونمت الفتاتان من أجنة
قام بتعديلها باستخدام تقنية"CRISPR-Cas9"، والتي قال إنها ستجعلهما تقاومان فيروس نقص
المناعة البشرية (HIV).
وتمت إدانة عمله على
نطاق واسع من قبل المجتمع العلمي، والذي انتقد التجربة باعتبارها غير ضرورية من
الناحية الطبية، وغير مسؤولة أخلاقيًا.
اظهار أخبار متعلقة
وحُكم عليه بالسجن
لثلاثة أعوام في عام 2019. ولا تزال الأسئلة حول فضيحة الطفلتين مستمرة
بعد أكثر من 4 أعوام.
ويعمل
الحمض النووي
كدليلٍ إرشادي للحياة على كوكبنا، ويمكن لتقنية "CRISPR-Cas9" استهداف مواقع في الخلايا النباتية
والحيوانية باستخدام مرشد "RNA" لإيصال إنزيم "Cas-9" إلى مكان أكثر دقّة على شريط من الحمض
النووي.
ويسمح ذلك للعلماء
بتغيير الحمض النووي عبر التخلص من جين معين، أو إدخال مادة وراثية جديدة في موقع
محدد مسبقا في الشريط.
والحد التالي لهذه التقنية،
والذي يعتبره الكثيرون خطا أحمر، هو تعديل الجينات القابلة للتوريث، أي تغيير
المادة الوراثية في الحيوانات المنوية البشرية، أو البويضات، أو الأجنة بحيث يمكن
نقلها بأمان إلى الجيل التالي.
ويتمثل الهدف بمنع
الأطفال من وراثة الأمراض الجينية.
وفي بيان صدر في ختام
المؤتمر، قال المنظمون إن "تعديل الجينوم البشري القابل للتوريث، لا يزال غير
مقبول في هذا الوقت".
يشار إلى أن العلاج الجيني، مكلف للغاية،
وقُدرت تكاليفه بالنسبة لغراي، بأكثر من مليوني دولار، ما يجعله بعيدا عن متناول
العديد من الأشخاص الذين هم بحاجة إليه.