أعلن محمد جمشيدي مساعد الشؤون السياسية لمكتب الرئيس
الإيراني أن
العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز وجه رسالة إلى الرئيس الإيراني إبراهيم
رئيسي رحب فيها بالاتفاق المبرم بين البلدين الشقيقين، ودعاه إلى القيام بزيارة
رسمية إلى الرياض وتعزيز
العلاقات الاقتصادية والإقليمية.
ونقلت وكالة أنباء "فارس" الإيرانية اليوم الاثنين، عن جمشيدي قوله:
"في رسالة من الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز للرئيس الإيراني إبراهيم
رئيسي، رحب الملك سلمان باتفاق البلدين الشقيقين، ودعا الرئيس الإيراني لزيارة
رسمية إلى الرياض، داعيا إلى تعزيز التعاون الاقتصادي والإقليمي ".
وأضاف: "وقد رحب رئيس الجمهورية بهذه
الدعوة، وأكد على استعداد إيران
لتعزيز التعاون".
وأعلنت
السعودية وإيران، يوم 10 آذار (مارس) الجاري، عن استئناف
العلاقات الدبلوماسية بين البلدين وإعادة فتح السفارات في غضون شهرين، وذلك بعد
وساطة صينية.
وقال بيان سعودي ـ إيراني ـ صيني مشترك إن "الدول الثلاث تعلن
توصل المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى اتفاق يتضمن
الموافقة على استئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما وإعادة فتح سفارتيهما
وممثلياتهما خلال مدة أقصاها شهران".
وأضاف البيان: "يتضمن (الاتفاق) تأكيدهما (البلدين) على احترام
سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية".
واتفقت السعودية وإيران على "عقد وزيري الخارجية في البلدين
اجتماعاً لتفعيل ذلك وترتيب تبادل السفراء ومناقشة سبل تعزيز العلاقات بينهما".
كما أنهما اتفقا على تفعيل اتفاقيات تعاون في مجالات عدة أبرزها الأمني
والاقتصادي، والتي سبق توقيعها في عامي 1998 و2001، وفق البيان المشترك.
وجاء ذلك الاتفاق عقب استضافة بكين في "الفترة 6- 10 آذار/
مارس الجاري مباحثات بين وفدي السعودية وإيران، برئاسة مساعد بن محمد العيبان
مستشار الأمن الوطني السعودي، وعلي شمخاني أمين المجلس الأعلى للأمن القومي في
إيران"، بحسب البيان ذاته.
وجاءت استضافة بكين، للمباحثات السعودية الإيرانية "استجابة
لمبادرة من الرئيس الصيني، شي جينبينغ، بدعم الصين لتطوير علاقات حسن الجوار بين
السعودية وإيران بالاتفاق مع قيادتي المملكة والجمهورية الإيرانية ورغبة منهما في
حل الخلافات"، وفق البيان المشترك ذاته.
وأعرب الجانبان السعودي والإيراني عن تقديرهما وشكرهما لـ"العراق وسلطنة عمان لاستضافتهما جولات الحوار التي أجريت بين الجانبين خلال
عامي 2021- 2022".
وتستضيف بغداد منذ 2021 مباحثات بين إيران والسعودية، لإنهاء القطيعة
الممتدة منذ عام 2016، والتوصل إلى تفاهمات بشأن الخلافات القائمة بينهما في عدة
ملفات، أبرزها الحرب باليمن والبرنامج النووي.
ولأول مرة يعلن الجانبان الإيراني والسعودي عن وساطة سلطنة عمان التي
تجمعها علاقات قوية بالبلدين.
وفي كانون الثاني/ يناير 2016، قطعت السعودية علاقاتها مع إيران، إثر
اعتداءات تعرضت لها سفارة الرياض في طهران وقنصليتها بمدينة مشهد (شرقا)، احتجاجا
على إعدام المملكة رجل الدين الشيعي السعودي نمر النمر، لإدانته بتهم منها الإرهاب.
وتتهم دول خليجية تتقدمها السعودية، إيران بامتلاك "أجندة شيعية" توسعية في المنطقة والتدخل في الشؤون الداخلية لدول عربية، بينها
العراق واليمن ولبنان وسوريا، وهو ما تنفيه طهران، وتقول إنها تلتزم بعلاقات حُسن
الجوار.