تتزايد القناعات الإسرائيلية بأن انفجار
مجدو شمال فلسطين المحتلة، يقف خلفه
حزب الله اللبناني، غير مستبعدة بأن
المواجهة معه ستكون قريبة.
ولم تتوصل التحقيقات الإسرائيلية، بشأن علاقة منفذ الهجوم بحزب الله، لكن كل من أرسله أخذ في الاعتبار رد الفعل الشديد، وربما الحرب، وقفا للتقديرات الإسرائيلية التي تشير إلى أن الحزب مستعد للمواجهة بمائة وخمسين ألف صاروخ، بمعدل إطلاق 2500 صاروخ في اليوم، فيما قواته من الكوماندوز موجودة بالفعل على السياج الحدودي.
وتسعى المؤسسة الأمنية للاحتلال لمزيد من الاستيقاظ خشية وقوع حدث متعدد الجوانب، لا تشمل فقط حزب الله، ولكن أيضا ما تصفه بـ"فرع" حماس في لبنان، وإذا كان الأمر كذلك وفق التوصيف الإسرائيلي، فإن هجوم مجدو يُنظر إليه بأنه آخر "جرس إنذار" قبل الحرب ضد الحزب، ويرجح أن تجر ساحات أخرى مثل قطاع
غزة والضفة الغربية، وربما فلسطينيي48 أيضاً.
يوسي يهوشاع المراسل العسكري لصحيفة يديعوت أحرونوت، أكد أنه "بعد هجوم مجدو بات العنوان مكتوبا على الجدار بأن لدى الجيش تحذيرات من نشاط غير عادي على طول الحدود، دون معرفة ماذا وكيف، لكنه زاد يقظته، وحاول إغلاق الحدود بشكل أكثر حزمًا، بعد أن حدد محاولات من الحزب لمساعدة المنظمات الفلسطينية في الموجة الحالية من الهجمات، ويزعم الجيش أنه ليس من الواضح ما إذا كان منفذ هجوم مجدو عضوا في الحزب، لكن الافتراض أن هذه العملية لا يمكن إطلاقها دون موافقة وتخطيط كبار مسؤوليه".
اظهار أخبار متعلقة
وأضاف في
مقال ترجمته "عربي21" أن "من يرسل مسلحا على عمق عشرات الكيلومترات داخل فلسطين المحتلة، بقنبلة قوية كاليماغور روسية، ويتوقع أن تقتل العشرات من الإسرائيليين، يأخذ في الاعتبار رد الفعل الإسرائيلي الشديد، الذي قد يصل عدة أيام من المعركة، وربما الحرب، مع أن المعلومات الاستخباراتية المفتوحة للجميع أظهرت أن الحزب زاد شهيته مؤخرًا لتغيير ميزان الرعب مع إسرائيل، بعد المحافظة عليه منذ حرب لبنان الثانية 2006، مما يعني تآكل الردع الإسرائيلي، كما اتضح في اتفاقية الغاز قبل ستة أشهر".
وأشار إلى أننا "اليوم أمام واقع مختلف يقترب من لحظة الاصطدام، حيث تحوز حماس عشرة آلاف صاروخ، تعترضها القبة الحديدية بنسب عالية، أما الحزب فلديه مخزون من 150 ألف صاروخ طويل وثقيل وأكثر دقة، تبلغ قدرتها على إطلاق النار بمعدل 2500-3000 صاروخ في اليوم، وقواته الخاصة ليست بجوار السياج، بل على مقربة منه، ولذلك لا ينبغي أن نتفاجأ من حادثة التسلل الأخيرة، فكل من يعيش على الحدود يعرف أن هناك حوادث عبور لبنانية يومية للثغرات".
وأكد أن "حزب الله يعرف جميع نقاط الضعف التكتيكية والاستراتيجية والاجتماعية في دولة
الاحتلال، والأزمة فيها تقربهم وكل الأعداء من تحقيق أملهم بخصوص أن المجتمع الإسرائيلي ضعيف، باعتبارها فرصة لممارسة مزيد من الضغط، وأنه سينهار، مما يستدعي أن إسرائيل ملزمة باتباع استراتيجية جديدة، مع أدوات أكثر فاعلية وعدوانية من شأنها أن تعيد الردع".
الخلاصة الإسرائيلية تكمن في التحذير من احتواء انفجار مجدو، بزعم أن ذلك سيزيد من نطاق عمل حزب الله، أما إن دفع ثمنًا، حسب ادعائهم، فقد يفكر مرتين، لأن هناك ضغوطًا عليه من الداخل الذي لا يريد اندلاع حرب لبنان الثالثة.
في الوقت ذاته، تعتقد المحافل الاسرائيلية أنه إذا أدرك الحزب أن هذه هي الساعة الذهبية ضد الاحتلال، فإن رغبته في العمل ضده قد تزداد، مما يعني أن الحادث وضع الردع الإسرائيلي على المحك، ليس فقط في مواجهة احتمالية نشوب حرب واسعة النطاق، ولكن أيضًا في مواجهة سيناريو الاحتكاك اليومي مع الحزب على خط التماس.