قالت صحيفة "
وول ستريت جورنال" إن الولايات المتحدة
تشك بنجاح الصفقة التي رعتها الصين بين
إيران والسعودية.
وأضافت في تقرير
أعدته فيفيان سلامة ولورنس نورمان، إن المسؤولين الأمريكيين عبروا عن شك في التزام طهران
بالصفقة التي رعتها بكين مع الرياض، ونفوا أن تكون الصفقة تعبيرا عن تراجع التأثير
الأمريكي بالمنطقة.
وبناء على الاتفاق، فستعيد طهران والرياض فتح السفارات في
غضون شهرين، وذلك بعد سبعة أعوام من انقطاع العلاقات.
ويأمل المسؤولون
في واشنطن أن يؤدي الاتفاق إلى تهدئة الوضع في
اليمن، حيث يخوض الحوثيون حربا مع
السعودية.
وقال مسؤولو إدارة بايدن إن واشنطن والرياض "تشكان"
في إمكانية التزام إيران بشروط خريطة طريق على مدى الشهرين والتي قد تحد من شحنات الأسلحة
للحوثيين.
وتقول الصحيفة إن الجهود لإعادة العلاقات الدبلوماسية بين
السعودية وإيران بدأت قبل عامين في العراق وعُمان.
ويقول المسؤولون الأمريكيون إن السعودية أخبرت واشنطن بمجريات
المحادثات ولكن الولايات المتحدة لم تشترك في المحادثات مباشرة.
وقال مسؤول في وزارة الخارجية: "كنا هناك ندعم كل خطوة
في الطريق".. و"كل شيء يمكن أن يخدم خفض التوتر ومنع النزاع هو في مصلحتنا".
ولكن الصفقة لن تحدث خرقا وربما عززت حالة الانسداد في جهود
إحياء الاتفاقية النووية لعام 2015 بين إيران وست دول عالمية.
ونظرا لدور الصين كوسيط وخططها لعقد قمة شرق أوسطية، فإن الكثيرين يتساءلون عن ما إذا كانت بكين أخذت مكان الولايات المتحدة كمؤثر في الشرق الأوسط.
وبناء على اتفاقية 2015، وافقت إيران على الحد من برنامجها
النووي مقابل تخفيف العقوبات الاقتصادية عليها. لكن الرئيس دونالد ترامب خرج من الصفقة
عام 2018، وعقدت إدارة بايدن عددا من الجولات في فيينا لإحيائها.
وقال المسؤولون إن انتباههم لم يعد مركزا على المحادثات النووية
بسبب عمليات القمع والملاحقة ضد المتظاهرين في الداخل ودعم طهران لروسيا في حربها ضد
أوكرانيا.
اظهار أخبار متعلقة
ونظرا لمفاجأة الصين واشنطن في عقد الصفقة والاتهامات المتبادلة
في الولايات المتحدة بأن إدارة بايدن سمحت للصين بممارسة التأثير على حسابها في المنطقة،
فأي مخاطرة لإحياء المحادثات النووية ستترك تداعيات سلبية على الإدارة.
ولو استخدمت بكين تأثيرها على طهران للعودة إلى الاتفاقية
النووية فربما لقيت نفس القلق الذي واجه واشنطن من السعودية ودول الخليج عندما وقعت
الاتفاقية النووية.
واستعاد الريال الإيراني نسبة 10% من قيمته بعد الإعلان عن
الصفقة، وذلك بعدما خسر معدلات عالية من قيمته. وإلى جانب المنافع الاقتصادية المباشرة،
يقول المسؤولون إن طهران قد تتمكن من الحصول على جزء من أموالها المجمدة في البنوك
الصينية. وربما أدت الخطوة الأخيرة إلى تقليل نشر القوات الأمريكية في المنطقة.
ويقول جوناثان بانيكوف، المسؤول الاستخباراتي الأمريكي السابق
والباحث في المجلس الأطلنطي: "ربما حفزت طهران الرياض للتفكير مرتين قبل أن تسمح
للطيران الأمريكي أو الإسرائيلي بضرب المنشآت النووية الإيرانية". وقال هنري روم،
الزميل في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى إن التقارب الدبلوماسي يمنح إيران مخرجا
من العزلة التي تواجه النظام بعد قمعه الاحتجاجات في الداخل ودعم روسيا عسكريا في أوكرانيا.
وقال: "ما ستؤدي إليه الصفقة هو أنها ستخرق العزلة التي
يشعر بها الإيرانيون في الأشهر الماضية" و"هو ما سيعزز فكرة أن إيران تستطيع
العيش بدون اتفاقية" لإحياء الملف النووي.
وقالت الصحيفة إن خطط الصين لعقد قمة شرق أوسطية تجمع قادة
دول الخليج والمسؤولين الإيرانيين في بكين أثارت مخاوف الأمريكيين من خطط الصين للمنطقة.
وعلق باينكوف: "قمة لن تعكس فقط نجاح دول الخليج بالتحوط
تجاه الصين، ولكنها تعكس وبشكل متبادل استعداد الصين للمشاركة في المنطقة بأبعد من العلاقات
التجارية التي أكد الكثيرون في الولايات المتحدة والشرق الأوسط أنها المصلحة الرئيسية
للصين في المنطقة".
وقال ريشي سوناك، رئيس الوزراء البريطاني في تعليق على الاتفاقية
الإيرانية-السعودية: "إننا نعيش في عالم بات متعدد الأقطاب وبشكل متزايد، ويجب
علينا أن نعمل مع عدد من الدول المهمة التي تتقاطع مصالحنا معها ولسنا بحاجة للتعامل
معها وقد لا تشترك معنا بالقيم".
وتميزت العلاقة الأمريكية-السعودية بالتعقيد خلال السنوات
الماضية وبعد نشر تقرير أمني يكشف عن تورط ولي العهد السعودية بجريمة قتل جمال خاشقجي
عام 2018.
وفي الفترة الأخيرة قالت إدارة بايدن إنها بمراجعة العلاقة
مع الرياض بعد رفضها الاستجابة للمطالب الأمريكية والمساعدة على استقرار أسواق النفط
العالمية. ولكن إدارة بايدن لم تمض قدما في مراجعة العلاقات منذ أن أعلنت عنها أولا
العام الماضي، ولا تزال تتعاون مع الرياض التي تراها شريكا استراتيجيا في المنطقة.