صدر
حديثا عن دار "خطوط وظلال" في عمان كتاب "عبيد لسيّد واحد" عن
تاريخ
العبودية في الخليج وشبه
الجزيرة العربية في حقبة الإمبراطورية، للمؤرخ الأمريكي
المعاصر ماثيو إس هوبر، بترجمة عمر إبراهيم وعين جودة.
ينقسم
هذا الكتاب إلى ستة فصول يفصل كل منها وجها من قصة الأفارقة المشتتين في شرق شبه الجزيرة
العربية. إذ يضع الفصل الأول تاريخ نخاسة شرق أفريقيا ونمو الشتات الأفريقي في شرق
شبه الجزيرة في سياق عالمي. إذ يشكك الفصل في بعض الأساطير حول نخاسة شرق أفريقيا المحفوظة
في الأدبيات الاستعمارية.
ويناقش
الفصل الثاني عدة صور لاعتمادية شبه الجزيرة في القرن التاسع عشر: أي اعتماديتها على
الأسواق العالمية وعلى عمالة العبيد، إذ يروي حكاية كيف أصبحت التمور، تلك الفاكهة
الحلوة الدبقة، حلوى فارهة في الولايات المتحدة وكيف أصبحت الولايات المتحدة أكبر زبائن
الخليج من الأجانب.
ويظهر
الفصل الثالث كيف كان الأفارقة ركيزة أساسية في صناعة
اللؤلؤ الخليجية الضخمة، والتي
ولدت، بحلول العام 1900، ثراء أكبر من كل مناطق العالم الأخرى مجتمعة. إذ لطالما كان
اللؤلؤ سلعة أساسية في الاقتصاد الخليجي إشباعا للأسواق الإقليمية المتمركزة حول «الهند»
والشرق الأوسط، ذلك أن وجد اللؤلؤ، في القرن التاسع عشر، أسواقا جديدة في أوروبا وشمال
أمريكا.
ويناقش
الفصل الرابع أوجه الحياة اليومية، والحياة الأسرية والعمال منها بخاصة، بين جموع العبيد
الأفارقة في الخليج. إذ يدرس كيف تفاوض الأفارقة المستعبدون على صكوك عبوديتهم وعلى
اعتماديتهم إذ وجدوا أساليب للمقاومة. فقد كانت المساحة ضيقة للسيطرة على مناحي عيشهم.
ويستكنه
الفصل الخامس السياسة البريطانية المناهضة للعبودية عبر «المحيط الهندي»، مركزا على
حياة العبيد الأفارقة الذين حررتهم البحرية الملكية، موضحا كيف شابهت حياتهم، على نحو
كبير، نظراءهم المستعبدين في الخليج. إذ أشدد على التناقضات في حملة البريطانيين المناهضة
للعبودية عبر «المحيط الهندي»، مجادلاً بأن الحكومة البريطانية عانت لتشكيل سياسة متسقة
ضد العبودية في «المحيط الهندي» لأن اقتصاد المنطقة كان متكئا على عمالة العبيد.
ويوضح
الفصل السادس كيف دفعت القوى الاقتصادية العالمية نحو الانهيار الكارثي لصناعتي الخليج
الرائدتين في العشرينيات والثلاثينيات من القرن العشرين، وكيف أثر هذا الانهيار على
حياة العبيد.