أعلن الجيش الأوكراني أن "معارك عنيفة" تدور مع القوات الروسية من أجل السيطرة على وسط باخموت شرق البلاد، تأكيدا لما أعلنت عنه موسكو في وقت سابق.
ونقل المكتب الإعلامي للجيش عن قائد القوات البرية الأوكرانية أولكسندر سيرسكي، قوله إن الروس "يهاجمون من عدّة اتجاهات... للتقدّم نحو أحياء الوسط".
وكان يفغيني بريغوجين رئيس مجموعة "فاغنر" الروسية المسلّحة قال: "كلّما اقتربنا من وسط المدينة، ازدادت المعارك قسوة".
ويحارب عناصر "فاغنر" في الخطوط الأمامية لهذه المعركة، في وقت يسعى فيه الجيش الروسي للسيطرة على باخموت منذ الصيف، متكبّداً خسائر فادحة.
وأكّد سيرسكي أنّ القوات الأوكرانية "تُلحق خسائر كبيرة بالعدو". وقال: "صُدّت كلّ محاولات الاستيلاء على المدينة... بنيران المدفعية والدبابات".
ومنذ أشهر، فقد تحوّلت مدينة باخموت التي كان يسكنها 70 ألف نسمة قبل بدء الغزو الروسي في شباط/ فبراير 2022، إلى مركز للمعارك على الجبهة الشرقية في أوكرانيا.
ورغم التشكيك بأهمية المدينة الاستراتيجية إلّا أنّ هذه المعركة، وهي الأطول منذ بدء الهجوم الروسي قبل أكثر من عام، اكتسبت طابعاً رمزياً بالنسبة لكييف وموسكو على حد سواء.
وفي هذا السياق، يتساءل البعض بشأن حاجة قوات كييف للقتال من أجل هذه المدينة التي يكبّد الدفاع عنها الجيش الأوكراني خسائر فادحة أيضاً.
ومن المرجّح أن تزداد هذه الخسائر إذا تمكّنت القوات الروسية من تطويق باخموت، بعدما نجحت في قطع عدد من الطرق المهمّة لإيصال الإمدادات إلى الجنود الأوكرانيين.
وحذّر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ الأسبوع الماضي، من أنّ باخموت قد تسقط "في الأيام المقبلة".
إلى ذلك، أعربت منظمة هيومن رايتس ووتش، الاثنين، عن قلقها إزاء العواقب "الوخيمة" للغزو الروسي لأوكرانيا على الأطفال الموجودين في مؤسسات الرعاية، والذين نُقل الآلاف منهم إلى الأراضي الخاضعة للسيطرة الروسية أو إلى
روسيا.
ودعت المنظمة في تقرير نُشر الاثنين، الحكومة الأوكرانية إلى "تنفيذ عاجل... للإصلاحات الموعودة في نظامها لرعاية الأطفال" الذي كان يضمّ قبل الغزو أكثر من 105 آلاف طفل في مؤسسات الرعاية وهو أكبر عدد في أوروبا بعد روسيا.
وقال بيل فان إسفلد المدير المساعد لحقوق الطفل في المنظمة التي تتخذ من نيويورك مقرّاً: "أظهرت هذه
الحرب الوحشية بشكل صارخ الحاجة إلى وضع حد للمخاطر التي يواجهها الأطفال المودعون في مؤسسات"، مضيفا أنّ "إعادة الأطفال الذين أخذتهم القوات الروسية بشكل غير قانوني، يجب أن تكون أولوية دولية".
وفي هذا الإطار، ذكر التقرير أنّه تمّ نقل سبعة آلاف طفل على الأقل إلى روسيا أو إلى المناطق المحتلّة، مشيرا إلى أنّ مئة مؤسسة كانت تؤوي حوالى 32 ألف طفل قبل العام 2022، موجودة الآن في مناطق تخضع للاحتلال الروسي.
وعلى مدى عقدين تقريباً، سعت أوكرانيا إلى إصلاح نظام رعاية الطفولة، لكن عدد مؤسسات الأطفال ارتفع من 663 مؤسسة في العام 2015 إلى 727 في العام 2022. وقد تسببت الحرب في ارتفاع عدد الأطفال الأيتام أو المنفصلين عن أهليهم.
اظهار أخبار متعلقة
وقالت المنظمة إنه "يتمّ إيداع الأطفال حديثاً في المؤسسات، بما في ذلك أطفال قتل أهلهم أو أصيبوا، وكذلك أطفال يعاني أهلهم من أزمات نفسية بسبب الحرب".
وسلّط التقرير المؤلّف من 55 صفحة الضوء على مشاكل أخرى، بما في ذلك الصدمات النفسية للأطفال النازحين والإهمال وعدم كفاية الرعاية بسبب نقص مقدّمي الرعاية.
وقالت المنظمة إنّ "العديد من الأطفال الموجودين في المراكز (الرعاية) اضطرّوا إلى الاحتماء في الأقبية أثناء القصف، من دون كهرباء أو ماء، لأسابيع".
وأضاف التقرير أنّ "مجموعة من الأطفال في مؤسسة في ماريوبول لم يتكلموا لمدّة أربعة أيام بعدما تمّ إجلاؤهم إلى لفيف في آذار/ مارس 2022".
وأشارت منظمة "هيومن رايتس ووتش" إلى أنّ "العشرات من دور الأيتام الأوكرانية تعرّضت للتلف أو الدمار" منذ بداية الغزو الروسي قبل أكثر من عام، مضيفة أنّه "تمّ إجلاء العديد من الأطفال بشكل جماعي" داخل أوكرانيا أو إلى الخارج، وخصوصا إلى بولندا المجاورة.
ودعت المنظمة حلفاء كييف الغربيين والمانحين الرئيسيين إلى مساعدة أوكرانيا في الحفاظ على نظامها الاجتماعي، من أجل "دعم تحقيق هذه الأهداف... واعتماد استراتيجية منسّقة لضمان رفاه الأطفال"، خصوصاً من خلال إنشاء مجموعة عمل مع الأمم المتحدة مخصّصة لهذا الموضوع.