يواصل الاحتلال
الإسرائيلي اعتقال العديد من
النساء
الفلسطينيات والتنكيل بهن في ظروف تفتقد لأدنى المقومات والظروف الإنسانية
التي يوجبها القانون الدولي.
ويصادف اليوم الثامن من آذار/ مارس من كل
عام،
يوم المرأة العالميّ، الذي يأتي هذا العام في ظل تصاعد جرائم الاحتلال بحق
الشعب الفلسطيني وخاصة ضد المرأة الفلسطينية في الأراضي المحتلة التي تعيش ظروفا
غاية في الصعوبة ومركزا لاستهداف جيش الاحتلال الذي جعل من المدن والبيوت
الفلسطينية معتقلا للمواطنين.
وأكد نادي الأسير الفلسطينيّ، أن
"الاحتلال الإسرائيليّ يواصل اعتقال 29 أسيرة في سجن "الدامون"،
أقدهمن الأسيرة ميسون موسى من بيت لحم، المعتقلة منذ 2015، ومن بينهن طفلتان
إحداهما تجاوزت سنّ الطفولة قبل عدة أيام وهما؛ نفوذ حمّاد من القدس المحتلة،
وزمزم القواسمة من الخليل التي أتمت عامها الـ18 قبل عدة أيام".
محطات قاسية وعقاب جماعي
وأوضح في بيان له وصل "عربي21"
نسخة عنه، أن "الاحتلال في بداية العام الجاري، صعّد من جرائمه وانتهاكاته
بحقّ النساء الفلسطينيّات، مع تصاعد عدوانه الشامل على شعبنا، واتخذت جرائمه
وانتهاكاته عدة مستويات بحقّهنّ؛ ولم يقتصر الأمر على سياسة الاعتقال، حيث استخدمت
بشكل أساسي جريمة "العقاب الجماعيّ" بحقّ أمهات الشهداء والأسرى
وزوجاتهم، وشكل العام المنصرم، الذي اعتبر أكثر الأعوام دموية منذ سنوات، محطة
قاسية، وصعبة على المرأة الفلسطينيّة".
ونبه النادي، أن "الاحتلال استخدم، وما
يزال كافة أساليب التّنكيل والتّعذيب، بحقّ الأسيرات، والتي تشكل جزءا من السياسات
الثّابتة، والممنهجة التي يستخدمها بحقّ
الأسرى عموما، بدءا من عمليات الاعتقال
وحتّى النقل إلى مراكز التّوقيف، والتّحقيق، واحتجازهن لاحقا في السّجون بما فيها
من أدوات تعذيب مستحدثة، ولم تعد تقتصر جريمة التّعذيب على فترة التّحقيق، ومنذ
2019، استعادت سلطات الاحتلال جريمة التّعذيب بحقّ الأسيرات والمعتقلات، حيث رصدت
شهادات لأسيرات اقتربت روايتهن من رواية الأسيرات اللاتي واجهن الاعتقال في أواخر
سنوات الستينات، من حيث مستوى وأساليب التّعذيب".
اظهار أخبار متعلقة
وتمثلت أساليب التّعذيب والتّنكيل التي
مارستها أجهزة الاحتلال بحق الأسيرات، بـ"إطلاق الرصاص عليهن أثناء عمليات
الاعتقال، وتفتيشهن تفتيشا عارياً، واحتجازهن داخل زنازين قذرة، وإخضاعهن للتّحقيق
ولمدد طويلة يرافقه أساليب التّعذيب الجسديّ والنفسيّ منها؛ الشبح بوضعياته
المختلفة، وتقييدهنّ طوال فترة التّحقيق، والحرمان من النوم لفترات طويلة،
والتّحقيق المتواصل، والعزل والابتزاز والتّهديد، ومنع المحامين من زيارتهنّ خلال
فترة التّحقيق، وإخضاعهنّ لجهاز كشف الكذب، والضرب المبرح كالصفع المتواصل، عدا عن
أوامر منع النشر التي أصدرتها محاكم الاحتلال، كما وتعرضت عائلاتهنّ للتنكيل
والاعتقال والاستدعاء كجزء من سياسة "العقاب الجماعي"، واعتقالهنّ للضغط
على أحد أفراد العائلة لتسليم نفسه".
تعذيب وحشي وقتل بطيء
ونوه النادي، أنه "بعد نقلهنّ إلى
السجون المركزية، تُنفذ إدارة سجون الاحتلال بحقهنّ سلسلة من السياسات، والإجراءات
التنكيلية؛ حيث يشكّل ما يسمى "معبار" سجن "هشارون" محطة
للتنكيل وتعذيب الأسيرة بعد انتهاء التّحقيق، حيث تحتجزهنّ في زنازين لا تصلح
للعيش الآدميّ بهدف الضغط عليهنّ، وتواصل تنفيذ هذه السّياسات الثّابتة بعد نقلهنّ
إلى سجن "الدامون" منها؛ جريمة الإهمال الطبي (القتل البطيء)، والحرمان
من الزيارة، وحرمان الأسيرات الأمهات من الزيارات المفتوحة ومن احتضان أبنائهنّ،
إضافة إلى تصاعد عمليات القمع والاقتحام، وفرض العقوبات الجماعية بحقهنّ، عدا عن
سياسة العزل الانفرادي بمستوياتها المختلفة".
ولفت إلى أن "الأسيرات يواجهن ظروفا
حياتية صعبة في سجن "الدامون"، منها؛ وجود كاميرات في ساحة الفورة،
وارتفاع نسبة الرطوبة في الغرف خلال فترة الشتاء، كما وتضطر الأسيرات إلى استخدام
الأغطية لإغلاق الحمامات، وتتعمد إدارة السّجن قطع التيار الكهربائي، عدا عن
"البوسطة" التي تُشكّل رحلة عذاب إضافية لهن".
اظهار أخبار متعلقة
وتابع: "والأهم سياسة المماطلة في تقديم
العلاج اللازم لهن، وتحديدا المُصابات، وأصعبهنّ، حالة الأسيرة إسراء جعابيص، التي
تعاني من تشوهات حادة في جسدها، جرّاء تعرضها لحروق خطيرة، أصابت 60 في المئة من
جسدها، وذلك جرّاء إطلاق جنود الاحتلال النار على مركبتها عام 2015، وتحتاج جعابيص
إلى سلسلة من العمليات الجراحية في اليدين والأذنين والوجه، حيث تعاني على مدار
الوقت من آلام، وسخونة دائمة في جلدها، مما يجعلها غير قادرة على ارتداء الأقمشة
والأغطية، وهي بحاجة ماسة لبدلة خاصة بعلاج الحروق، حيث ترفض إدارة السجون
توفيرها، بل ولا تكترث لتوفير أدنى الشروط الصحية اللازمة لها، علما أنها فقدت 8
أصابع من يديها".
وأشار النادي إلى أنه خلال 2022، استشهدت الأسيرة
المسنّة سعدية فرج الله من الخليل المحتلة، نتيجة لـ"جريمة الإهمال الطبيّ
(القتل البطيء)، وكانت من أقسى المحطات التي واجهتها الأسيرات، ونفذت إدارة سجون
الاحتلال، بحق الشهيدة سعدية جريمة ممنهجة، من خلال الاستمرار في اعتقالها، وكذلك
المماطلة في متابعتها صحيا وتقديم العلاج اللازم لها".
وبين أن "التصعيد ضد الأسيرات منذ
مطلع العام الجاري، شكل امتدادا للقمع الذي تعرضت له الأسيرات في نهاية عام 2021،
وفي حينه تعرضت الأسيرات لعملية اعتداء واسعة، كانت نقطة تحول، مقارنة مع السّنوات
التي سبقتها، حيث تم عزل الأسيرة ياسمين شعبان في زنازين سجن "نفي
تريستا" لمدة ثمانية أيام خلالها خاضت إضرابًا عن الطعام نتيجة لعمليات
التنّكيل وظروف الاحتجاز القاسية التي واجهتها، كما واجهت في حينه أربع أسيرات
عملية عزل، وتنكيل في زنازين "الدامون" وهنّ: شروق دويات، وتحرير أبو
سرية، وولاء طنجه، وأسيل الطيطي".
وأشار إلى أن الأسيرة رجاء كرسوع واجهت
التّحقيق لمدة شهر، وكانت قد اعتقلت كرسوع (48 عاما) في السادس من شباط/ فبراير
المنصرم، من منزلها في مخيم بلاطة في نابلس، وهي تعاني من إعاقة حركية في ساقيها،
ومن مشاكل صحيّة أخرى، وهي بحاجة إلى متابعة صحية حثيثة".