أمضت عالمة
المناخ في جامعة كورنيل الأمريكية، ناتالي ماهوالد، العقدين الماضيين في تتبع
العواصف الترابية بجميع أنحاء العالم، للتوصل إلى أداة جديدة تسمى "إي إم آي
تي EMIT"، بهدف معرفة المزيد عن العواصف من أجل
التخطيط للمستقبل.
وأوضحت
الباحثة أن الأداة الجديدة هي مقياس طيف تصويري جرى اختراعها من قبل وكالة الفضاء
الأمريكية "ناسا"، وتستخدم على نطاق واسع في البعثات الفضائية لقياس
الضوء في الأطوال الموجية المرئية والأشعة تحت الحمراء.
وبينت أن
الأداة تساعد في رسم خرائط ألوان العواصف الترابية، ما يمكن العلماء من استخدام البيانات
الموجودة في نماذجهم المناخية لمعرفة كيفية تسخين المعادن المختلفة للكوكب أو
تبريدها، وفق شبكة "سي إن إن".
وبحسب للأمم
المتحدة، فقد زادت العواصف الترابية بشكل كبير في السنوات الأخيرة بسبب تغير
المناخ وتدهور الأراضي والجفاف.
وقالت الباحثة
إن كل "نوع من أنواع الغبار له توقيعه الفريد الذي يعكس الضوء، فعلى على سبيل
المثال، يعكس الغبار الأبيض الإشعاع الشمسي أو الحرارة، بينما يمتص الغبار الأحمر
والغبار الداكن الحرارة".
وأكد أن مقياس
"إي إم آي تي" سيحدث ثورة في ما يمكننا القيام به.. إذ يمكننا
استخدام البيانات لفهم تأثير غبار الصحراء بشكل أفضل".
وأطلقت وكالة
"ناسا" مقياس "إي إم آي تي" في تموز/ يوليو 2022، لرسم خرائط
التركيب المعدني لسطح الكوكب من خلال جمع البيانات حول الأطياف، وقياس أطوال موجات
الضوء المختلفة التي تنبعث من ألوان مختلفة.
ونبهت ماهوالد
إلى أن المعلومات التي توفرها الأداة الجديدة تسمح للباحثين بتحديد التركيب
المعدني والكيميائي للمواد الموجودة على السطح من خلال مسح شرائط بعرض 50 ميلاً في
غضون ثوانٍ.
ولفتت إلى أن أداة
"إي إم آي تي" تزود العلماء بمليارات من نقاط البيانات لاستخدامها في
تنبؤات النماذج المناخية، ما يوسع بشكل كبير مجموعة البيانات الحالية التي تأتي
من 5 آلاف موقع لأخذ العينات فقط.
وأضافت:
"تساعد ثروة المعلومات التي يوفرها مقياس "إي إم آي تي"، والتي
تتضمن بيانات من أكثر المناطق الجافة في العالم، العلماء على المعرفة المزيد عن
الغبار وتأثيره على المناخ، وهي قضية قد جرى تجاهلها إلى حد كبير حتى الآن".
وتقدر الأمم
المتحدة أن 2000 مليون طن من الرمل والغبار تنبعث في الغلاف الجوي سنويا.
وحول فوائد
ومخاطر
العواصف الرملية، قالت عالمة المناخ في جامعة خليفة بأبو ظبي، ديانا
فرانسيس، إن "النظم البيئية تعتمد في الواقع على رذاذ الغبار"، لكن وفي
المقابل، إذا أصبحت العواصف الترابية أكثر قوة وشدة وتكرارا، فإن ذلك سوف يؤدي إلى
تسريع ظاهرة الاحتباس الحراري.
وأوضحت أن أنماط
العواصف تغير توزيع معادن الأرض وتقلل هطول الأمطار، في حين يمكن للهباء الجوي أن
يعمل مثل غازات الاحتباس الحراري في الغلاف الجوي عن طريق امتصاصه الإشعاع الشمسي.
وأكدت أن
العواصف الترابية يمكن أن تتسبب بأمراض الجهاز التنفسي، وتضر بالماشية، وتفسد
المحاصيل، إضافة إلى تعطيل حركة المواصلات، ففي منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا،
تقدر الخسائر الناجمة عن تلك الرياح بنحو 13 مليار دولار سنويا.
ورصد نظام EMIT خمسين مصدرًا للانبعاثات
الفائقة" في جميع أنحاء العالم، يأتي معظمها من الوقود الأحفوري والنفايات
والمرافق الزراعية، في مواقع تشمل الولايات المتحدة وإيران وتركمانستان.