صحافة دولية

الحماس للمستقبل الافتراضي آخذ في التلاشي: ماذا حدث للميتافيرس؟

نتائج البحث عن كلمة "ميتافيرس" تراجعت بنحو 80 بالمئة خلال العام الماضي- جيتي
نتائج البحث عن كلمة "ميتافيرس" تراجعت بنحو 80 بالمئة خلال العام الماضي- جيتي
نشرت صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية مقال رأي تحدثت فيه الكاتبة جميمة كيلي عن حقيقة أن الحماس للمستقبل الافتراضي آخذ في التلاشي وكذلك مستقبل الاستثمار فيه؛ حيث تراجع الاهتمام الذي كان يحيط بالميتافيرس في الآونة الأخيرة.

وقالت الكاتبة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إنه مر عام واحد فقط منذ إعلان ميتا المذهل الخرافي عن سماعات رأس الواقع الافتراضي، التي تمكن مجموعة من الأصدقاء الذين فقدوا الاتصال ببعضهم من التواصل من جديد في العالم الافتراضي. ومع ذلك، فمنذ ذلك الإعلان، تلاشى الحماس بشأن الفكرة، حتى نتائج البحث عن كلمة "ميتافيرس" قد تراجعت بنحو 80 بالمئة خلال العام الماضي.

وأوضحت الكاتبة أنه إذا كنت ترغب في جمع قدر كبير من الأموال، فسيكون من الأفضل لك التركيز على "الذكاء الاصطناعي التوليدي"، وهو ذكاء اصطناعي يمكنه "إنشاء" نصوص أو صور أو بيانات أخرى؛ حيث قفز استثمار رأس المال الاستثماري في هذا القطاع المعين بنسبة 425 بالمئة بين سنتي 2020 و2022، لذا فإن مستثمري ميتا أنفسهم غير متحمسين لفكرة أن الرئيس التنفيذي مارك زوكربيرغ قد أجبر مؤخرًا على التصريح بأن ميتافيرس لا يمثّل "كل شيء نقوم به".

وأشارت الكاتبة إلى أن زوكربيرغ يتحدث - في هذه الآونة - عن الكفاءة أكثر من حديثه عن الميتافيرس، وذلك لسبب وجيه أيضًا: تكبدت شركة ريالتي لابز، القسم الذي يصنع سماعات ميتا كويست، خسارة تشغيلية بلغت 13.7 مليار دولار العام الماضي، وكانت الشركة أيضًا هادئة بشكل ملحوظ بشأن خطتها الكبيرة لتوظيف 10000 شخص في الاتحاد الأوروبي للعمل على ميتافيرس.

وأضافت الكاتبة أنها وجّهت سؤالا لـ ميتا حول ما إذا كان هذا لا يزال يحدث وما إذا كان قد تم تعيين أي شخص حتى الآن، وهذه كانت الإجابة: "لطالما كان توسعنا المخطط له في أوروبا طويل المدى ويمتد على عدد من السنوات. لذلك فنحن لا نتخلى عن التزامنا تجاه أوروبا". في غضون ذلك، تخلّصت مايكروسوفت من "فريقها الصناعي" بعد أربعة أشهر فقط من إنشائه، حيث قامت بتسريح 100 موظف.

وأشارت الكاتبة إلى أن ميتافيرس يحتوي على مشكلتين رئيسيتين؛ الأولى هي أنه لا يبدو أن أحدًا قادر على الاتفاق على تعريفه الحقيقي- وحتى الأشخاص الذين نصّبوا أنفسهم كقادة لهذا المستقبل الخيالي الجديد لا يبدو أنه بإمكانهم التوصل إلى تعريف مشترك. ويبدو أن أمثال زوكربيرغ يعتقدون أن ميتافيرس في الأساس عالم واقع افتراضي؛ حيث يقدم الإثارة لعقد اجتماعات الفيديو كصور رمزية في قاعات مجالس الإدارة الافتراضية، ويتخيله الآخرون على أنه شبكة إنترنت مدعومة بطريقة ما بقاعدة البيانات الموزعة القوية والمعروفة باسم بلوكشين، والتي تتضمن سلاسل رائعة من التعليمات البرمجية المعروفة باسم الرموز غير القابلة للاستبدال.

وعرضت الكاتبة هذه المشكلة على روبي يونغ، الرئيس التنفيذي لشركة أنيموكا براندز، وهي شركة أطلقت صندوق استثمار للميتافيرس تصل قيمته إلى مليار دولار (كان من المقرر أن يصل إلى ملياري دولار، منذ تقليصه بسبب "ظروف السوق"). فقال يونغ: "أنت بحاجة إلى التفكير في ميتافيرس بالطريقة نفسها التي تفكر بها حول الإنترنت، إنه ليس شيئًا واحدًا، بل هو كل شيء". لم تكن هذه الإجابة مقنعة كما يجب؛ فسألته كيلي كيف يختلف ميتافيرس عن "ويب 3"، نظرًا إلى أنه أخبرها بأن الأمر يتعلق فقط بـ"إضافة بلوكشين إلى الإنترنت". وتوقف يونغ للحظة، قبل أن يقول: "لا أعتقد أن هناك أي اختلاف بالنسبة لي".

وذكرت الكاتبة أن ديف كاربف، الأستاذ في جامعة جورج واشنطن الذي يدرس الإنترنت، يعتقد أن فكرة زوكربيرغ عن ميتافيرس، لا تتعلّق بالبلوكشين، بل تتمحور أكثر حول استخدام مزيج من الواقع الافتراضي والواقع المعزز لإنشاء إنترنت ثلاثي الأبعاد، ولكن لا يزال هذا المفهوم معقدًا قليلًا، كما أنه ليس شيئًا جديدًا: فقد كانت هناك محاولات عديدة لإنشاء مثل هذا الميتافيرس على مدار العقدين أو الثلاثة عقود الماضية.

وبحسب الكاتبة؛ فهذا يقودنا إلى أخطر مشكلة في ميتافيرس: وهي أن لا أحد يريده على ما يبدو؛ حيث يقول كاربف: "هذا ما أسميه مغالطة مجال الأحلام: أن تفترض أنك إذا قمت ببنائه، فسوف يأتون. في هذه المرحلة، علينا أن ننظر إلى النتائج التي رأيناها حتى الآن و... المشكلة الأكبر هي أنه بغض النظر عن مدى جودة الأجهزة، فإن الأشخاص لا يريدونها".

واختتمت الكاتبة المقال بالقول إن كل هذا لا ينفي احتمالية أن تصبح الإنترنت، مع تقدم التكنولوجيا، أكثر شمولا، لكن هذا سيحدث تدريجيًا وفوضويًا: في الواقع، نحن لسنا على وشك الدخول معًا في عالم افتراضي مدعوم بالبلوكشين تشكل فجأة، فالميتافيرس لم يبدأ حقًا، ومع ذلك فقد انتهى بالفعل.
التعليقات (1)
مصري
الأحد، 19-02-2023 10:17 ص
لو كان نجح الواقع الافتراضي لكان دمر العلاقات الاجتماعية بنسبة كبيرة الحمدلله