كشف وزير ليبي سابق لـ"
عربي21" أن "عدد المرتزقة المتواجدين حاليا في دولة
ليبيا يصل إلى 20 ألف مرتزق من جنسيات مختلفة".
وقال وزير الدفاع الليبي السابق، محمد البرغثي، في تصريحات خاصة، إنه "يوجد في ليبيا حاليا 9 آلاف من مرتزقة "فاغنر" الروسية و11 ألفا من السوريين وغيرهم من الجنسيات الأخرى، يشكل ما مجموعه الآن حوالي 20 ألف مرتزق وأجنبي".
وأوضح أن "هذا العدد يشكل خطرا على الأمن القومي للبلاد، ويشكل أيضا عبئا في الميزانية لرواتب وتموين وإيواء هذه المجموعات شرقا وغربا".
"آلية ترحيل"
حول آلية الترحيل المناسبة لإخراج هؤلاء، قال الوزير الليبي: "لا بد من موافقة الدول التي جاؤوا منها على استقبالهم، وبعدها تبدأ
اللجنة العسكرية بوضع خطة لترحيلهم في أقرب وقت، وترحيل هذه الأعداد الكبيرة يحتاج إلى تعاون دولتي روسيا وتركيا، وربما بمساعدة البعثة الأممية وسفير الولايات المتحدة الأمريكية لدى ليبيا"، وفق رؤيته العسكرية.
وأكد البرغثي لـ"
عربي21" أن "ترحيل هؤلاء المرتزقة سيساعد على تأمين إجراء انتخابات في ليبيا خلال العام الجاري، دون تدخل من الجهات التي تعرقل العملية الانتخابية باستخدام هذه العناصر".
وبخصوص أماكن تمركزات المرتزقة حاليا، قال المسؤول العسكري السابق: "أغلب المرتزقة من السوريين الذين أرسلوا من قبل الحكومة التركية يتواجدون في العاصمة طرابلس وضواحيها، أما مرتزقة "فاغنر" الذين أرسلوا من الحكومة الروسية، فمعظمهم متواجدون جنوب مدينة سرت "وسط ليبيا" وبعض مناطق الشرق".
وأضاف وزير دفاع ليبيا: "لا بد أنه تم الاتفاق مع المبعوث الأممي لدى ليبيا واللجنة العسكرية الليبية 5+5 في ختام اجتماعهم الأربعاء في العاصمة المصرية "القاهرة" بمساعي الحكومة المصرية ومشاركتها الفعالة على آلية إخراج المرتزقة قبل البدء في الإعداد للانتخابات المرتقبة في ليبيا"، بحسب كلامه.
"اجتماعات القاهرة"
وعقدت اللجنة العسكرية الليبية المشتركة المعروفة بـ"5+5" اجتماعات متواصلة لمدة يومين في القاهرة بحضور المبعوث الأممي باتيلي وممثلين عن دول تشاد والسودان والنيجر؛ لبحث آلية إخراج المرتزقة والأجانب من ليبيا في أقرب وقت.
وأكدت البعثة الأممية في بيان رسمي أنه "تم الاتفاق على إنشاء آلية متكاملة للتنسيق المشترك وتبادل البيانات؛ لتسهيل الانسحاب الكامل للمرتزقة والمقاتلين الأجانب من البلاد.
وذكر بيان المبعوث الأممي أن "ما حققته اجتماعات القاهرة العسكرية هو خطوة مهمة نحو تحقيق الاستقرار والسلام المستدامين في ليبيا وفي دول الجوار والمنطقة بشكل عام، مؤكدا أن "هذا التقدم يعد خطوة مهمة نحو خلق مناخ ملائم للعملية السياسية، بما في ذلك تنظيم الانتخابات في العام الجاري".
وتعاني ليبيا من أزمة وجود مرتزقة في أغلب المناطق الليبية يرفضون مغادرة البلاد؛ بسبب تمسك أطراف الصراع بهم من جانب، ورفض بعضهم المغادرة دون تسوية حساباتهم ورواتبهم التي لم يتقاضوها منذ عدة أشهر، خاصة مرتزقة "فاغنر" الروسية، التي قاتلت بجانب قوات اللواء الليبي، خليفة حفتر، والآن يعاني من تواجدها.