فرض
الزلزال المدمر الذي ضرب
تركيا
والشمال السوري، على النازحين السوريين البحث مجددا عن خيام تؤويهم بعد الدمار
الواسع في المنطقة، والذي تسبب بأكثر من 1400 حالة وفاة، وأكثر من 2700 مصاب في
سوريا، بحصيلة غير نهائية.
وتواصل فرق الإنقاذ والمنظمات الإنسانية مناشدة الجهات المانحة والمنظمات الإنسانية لتسريع وتسهيل دخول
المساعدات إلى الشمال السوري، للتخفيف من آثار الكارثة الإنسانية في منطقة تعاني من تردي الخدمات قبل وقوع الزلزال.
وتعمل المنظمات الإغاثية العاملة في الشمال السوري على تجهيز مراكز إيواء مؤقتة لإيواء المتضررين، لكن توقف الدعم فاقم المأساة وترك الآلاف في العراء لمواجهة مصيرهم، إذ تشير الإحصائيات إلى أن الخدمات المقدمة تقدر بنحو 5 بالمئة فقط من الاحتياجات، وفق مسؤولين إغاثيين تحدثت معهم "عربي21".
وازدادت معاناة المدنيين بعد إغلاق معبر
باب الهوى الحدودي الوحيد لإدخال المساعدات إلى الشمال السوري، إذ أعلنت الأمم
المتحدة عن توقف تدفق مساعدات المنظمة المهمة من تركيا إلى شمال غرب سوريا
"مؤقتا" بسبب الأضرار التي لحقت بالطرق ومشاكل لوجستية أخرى مرتبطة
بالزلزال العنيف الذي ضرب البلدين يوم الاثنين.
وقال محمد صادق المسؤول عن مراكز الإيواء
التابعة لمؤسسة وطن، إن المنظمة أنشأت 8 مراكز إيواء تضم 513 خيمة، وهي قادرة على
استيعاب 2650 شخصا.
وأكد لـ"عربي21" أن جميع
المنظمات والفرق العاملة تواجه تحديات كبيرة، نتيجة نقص الخيام الموجودة في
المستودعات والوحدات السكنية، مشددا على ضرورة تدخل الأمم المتحدة للتخفيف من آثار
الكارثة.
وأوضح أن المنظمات الإنسانية تحتاج لمساعدات
غذائية وغير غذائية لتأمين إقامة للنازحين والمتضررين، الذين فقدوا منازلهم وباتوا
بلا مأوى.
وأضاف: "نحن بحاجة ماسة إلى دعم مباشر
من المنظمات العاملة في الشأن الإنساني والأمم المتحدة".
اظهار أخبار متعلقة
جدل دخول المساعدات
أعلن بدر جاموس رئيس هيئة التفاوض
السورية، عن سماح الحكومة التركية بإدخال المساعدات من معبر باب السلامة والراعي
بالإضافة لباب الهوى، لكن إدارة "باب الهوى" المخصص لإدخال المساعدات
الأممية نفت في بيان دخول أية مساعدات، من أي جهة كانت أممية أو
غير أممية، مؤكدة أن كوادر المعبر على أهبة الاستعداد لتسهيل عبور أية قوافل
إغاثية أو فرق تطوعية أو معدات تساعد في إزالة الأنقاض أو أي شيء يخفف عن
المنكوبين.
بالمقابل، وجهت منظمة الدفاع المدني
السوري، الشكر لمصر والشعب المصري على موقفهم السبّاق في تلبية نداء السوريين
المنكوبين في شمال غربي سوريا جراء الزلزال المدمر الذي ضرب المنطقة لقدوم فريق
تقني من الاختصاصيين لدعم عمليات إنقاذ العالقين تحت الأنقاض، ومن الأطباء لتقديم
الرعاية الطبية.
وفي وقت سابق، قالت المتحدثة باسم مكتب
الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، ماديفي سون سوون، لوكالة رويترز، إن
"بعض الطرق معطلة والبعض الآخر لا يمكن الوصول إليه. هناك مشكلات لوجستية
تحتاج إلى حل".
وأضافت أنه "ليست لدينا صورة
واضحة عن موعد استئنافها".
اظهار أخبار متعلقة
انهيار القطاع الطبي
ولا تزال فرق الإنقاذ والإسعاف عاجزة
عن تقييم أضرار الزلزال في شمال غرب سوريا في الوقت الراهن، لا سيما مع وجود أكثر
من 700 نقطة مدمرة بشكل كلي أو جزئي، كما أن المدة المقدرة لإنقاذ العالقين تحت
الأنقاض مجهولة، نتيجة عدم وصول مساعدات إلى المنطقة وقلة فرق الإنقاذ قياسا مع
حجم الكارثة.
أخصائي ترميم العظام، الطبيب مصطفى
الجازي، قال لـ"عربي21"، إن المشافي القادرة على استقبال الحالات
الإسعافية في منطقتي حارم وسلقين، ورد إليها نحو 6 آلاف إصابة لناجين من انهيار
الأبنية في المنطقة، خلال أول يومين فقط من وقوع الزلزال.
وأكد أن القطاع الطبي في الشمال السوري
يواجه تحديات كبيرة في ظل انقطاع الدعم، حيث تواجه المشافي مشكلة في تأمين
المحروقات بعد استنفاد المخزون الاحتياطي، فضلا عن صعوبة تأمين الأوكسجين، نتيجة توقف
الإمدادات الطبية وتضرر مولدات الأوكسجين.
وأشار إلى أن الكوادر الطبية في
المنطقة لا تتناسب نهائيا مع حجم الكارثة، لافتا إلى أن هناك إقبالا كبيرا من
المتطوعين لتقديم المساعدة سواء اللوجستية أو عبر التبرع بزمر الدم المختلفة.
وحذر من أن المشافي في المنطقة استنفدت
مخزوناتها الاحتياطية من مواد طبية ومحروقات خلال أول يومين، مناشدا الجهات
الدولية المانحة والمنظمات الأممية للتسريع في عملية إيصال اللوازم الطبية لإنقاذ
الناجين من الزلزال.
ويقدر عدد المباني المنهارة في مدينة
سلقين بريف إدلب بنحو 360 بناء، بينما تشير التقديرات إلى وجود نحو 1200 شخص تحت
الأنقاض، تم إنقاذ نحو 10 بالمئة فقط منهم.