برلين - باريس

منذ قرون والإنكليز يحاولون منع التقارب بين الغاليين (أجداد الفرنسيين) والجرمانيين (أجداد الألمان)، والآن يفعل الأمريكيون ذلك أيضا.. بهذه العبارة لخص الرئيس الفرنسي شارل ديغول، أسباب ودوافع توقيع "معاهدة الإليزيه" أو "اتفاقية الصداقة الألمانية-الفرنسية".

وفتحت الاتفاقية آفاقا من التعاون الاقتصادي والسياسي والاقتصادي والعسكري فضلا على قيادة كلا البلدين لمشروع أوروبا الموحدة.

لكن جملة من العراقيل تخطت الإليزيه، حيث عزلت ألمانيا نفسها أوروبيا ولم يعد هناك خط تنسيق بين ألمانيا وفرنسا بشأن القضايا الدولية الرئيسة، وفقا لحزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي الألماني.

وتوجد جملة من العراقيل موضوعة حاليا في دولاب معاهدة الإليزيه، منها: الخلافات على ملف الطاقة والمناخ والحرب الروسية في أوكرانيا والديون الأوروبية، إضافة إلى العلاقات مع الصين.

ويبدو أن فرنسا قلقة من محاولات بكين تأليب برلين على جيرانها ولاسيما بعد السماح لشركة شحن صينية (كوسكو شيبينغ هولدنغز) بالاستثمار في ميناء هامبورغ الألماني.

وأظهر استطلاع للرأي أن 36 بالمئة من المشاركين الفرنسيين يقابلهم 39 بالمئة من الألمان، يعتقدون بأن العلاقات الفرنسية-الألمانية ليست بأفضل أحوالها بحسب معهد "إيبسوس".

ورأى المجلس الألماني للعلاقات الخارجية أن المستشار أولاف شولتس ليس أوروبياً كثيراً، إنه أقرب إلى ألمانيا أولاً، وباريس لديها انطباع بشأن قلة الاهتمام بالعلاقة الألمانية-الفرنسية.

وقد تبحث فرنسا في حال لم تمض العلاقات مع ألمانيا قدماً للعثور على شركاء جدد وفقا لـ"دويتشه فيله".

وتعارض فرنسا مقترح ألمانيا بناء خط أنابيب غاز جديد عبر (جبال بيرينيه) ليحل محل الإمدادات الروسية.. بدورها ألمانيا مستاءة جدا من مكانة فرنسا في مجلس الأمن، مقابل حرمانها من هذه المكانة بوجود خمس من الحاميات السبع للجيش الأمريكي في عموم أوروبا.

وتشعر ألمانيا بأن الولايات المتحدة تلعب دور الوصي عليها، وقد تحولت بعض المناطق فيها إلى مدن أمريكية صغيرة، ولاسيما قاعدة رامشتاين بوجود 40 ألف جندي أمريكي، على الأراضي الألمانية، بحسب "دويتشه فيله".