حذر تقرير حقوقي من أن مخلفات
القنابل العنقودية التي
استخدمتها قوات النظام السوري وحليفتها الروسية ما زالت تحصد أرواع السوريين، وتشكل
"تهديدا مفتوحا لحياة الأجيال القادمة في
سوريا".
وكشفت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، في تقرير لها، أن
1435 مواطنا سوريا بينهم 518 طفلاً قتلوا بالذخائر العنقودية ومخلفاتها.
وأوضح التقرير الذي جاء في 43 صفحة أن "الأراضي
السورية تعرضت على مدى قرابة 11 عاماً لقصف متكرر وكثيف بالذخائر العنقودية من قبل
النظام السوري أولاً، ومن قبل القوات الروسية بعد تدخلها العسكري ثانياً"،
مضيفا: "مئات
الهجمات وُجهت نحو أهداف مدنية، بما فيها أراضٍ زراعية أو مناطق
مأهولة بالسكان، وخلّفت ضحايا قتلى ومصابين في صفوف المواطنين السوريين".
ونبه التقرير إلى أن خطر القنابل العنقودية "يكمن
في الآثار المترتبة عليها، التي تتجاوز حقبة الحروب والنزاعات".
ويقول مدير الشبكة فضل عبد الغني: "إن كل هجمة
بالذخائر العنقودية تعني أن هناك العشرات وربما المئات من المخلفات، ومن ضمنها
نسبة قد تصل إلى قرابة 40 في المئة لم تنفجر بعد، ما يجعلها بمثابة ألغام قاتلة
لسكان المناطق".
وأشار عبد الغني إلى "بناء خرائط توضح مناطق
انتشار هذه المخلفات؛ كي يتم تحذير السكان عند التنقل فيها أو زراعتها، ولتقوم
القوى المسيطرة بوضع علامات خطر في محيطها، والعمل الجدي على إزالتها".
وأرجع التقرير أوّل استخدام موثّق للذخائر العنقودية
في سوريا إلى تموز/ يوليو 2012، مؤكدا أن النظام السوري والقوات الروسية هما فقط
الجهتان اللتان استخدمتا الذخائر العنقودية في سوريا.
ورصد التقرير تصعيداً غير مسبوق في استخدام الذخائر، بعد الإعلان عن تدخل القوات الروسية في سوريا في 30 أيلول/ سبتمبر 2015. وسجل
التقرير ما لا يقل عن 496 هجوماً بذخائر عنقودية منذ تموز/ يوليو 2012 حتى كانون
الثاني/ يناير 2023، بينها 251 هجوما على يد قوات النظام السوري و237 على يد القوات
الروسية، و8 هجمات روسية/ سورية.
وقدرت الشبكة تعرّض قرابة 4410 مدنيين للإصابة، "عدد
كبير منهم تعرَّض لبتر في الأطراف، ويحتاجون أطرافاً صناعية وسلسلة من عمليات إعادة
التأهيل والدعم".
كما أحصى التقرير ما لا يقل عن 20 نوعاً من الذخائر
العنقودية قد تم استخدامها في سوريا، مشيرا إلى أن عام 2016 شهد العدد الأكبر من
الهجمات بالذخائر العنقودية.
وتضمن التقرير خرائط لبعض المحافظات السورية، تُظهر
بشكلٍ تقريبي مساحات يرجح أنها ملوثة بمخلفات الذخائر العنقودية كي يتم تجنبها من
قبل السكان المحليين.
وشدد التقرير على أن "استخدام قوات النظام السوري
والقوات الروسية لذخائر عنقودية يُعدّ انتهاكاً لكلٍّ من مبدأي التمييز والتناسب
في القانون الدولي الإنساني، ويُعدّ بمثابة جريمة حرب".
وقالت الشبكة إن "قوات الحلف السوري الروسي خرقت
بشكل لا يقبل التَّشكيك قراري مجلس الأمن 2139 و2254 القاضيَين بوقف الهجمات
العشوائية، وخرقت عدداً واسعاً من قواعد القانون الدولي الإنساني العرفي، وانتهكت
عبر جريمة القتل العمد المادتين السابعة والثامنة من قانون روما الأساسي؛ ما يُشكل
جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية".
وطالب الشبكةُ المفوضيةَ السامية لحقوق الإنسان بإدانة
الاستخدام الواسع والمفرط للذخائر العنقودية ضدَّ المدنيين في منطقة إدلب، وتوجيه
رسالة إلى مجلس الأمن الدولي بهذا الخصوص.