دارت معارك عنيفة، الجمعة، في مدينة فوغليدار شرق أوكرانيا
التي تحاول القوات الروسية السيطرة عليها، بينما شن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هجوما
على "النازيين الجدد" الأوكرانيين في يوم إحياء ذكرى المحرقة.
وقال المسؤول الموالي لروسيا في منطقة دونيتسك (شرقا) إيان
غاغين، إن اشتباكات "خطيرة ووحشية" اندلعت على بعد 150 كيلومترا من مدينة
فوغليدار المنجمية التي كان يسكنها 15 ألف نسمة قبل الغزو الروسي، مشيرا إلى أن
"القوات الروسية تمركزت في جنوب شرقي المدينة وفي شرقيها".
من جهته، أكد المتحدث باسم الجيش الأوكراني للمنطقة الشرقية
سيرغي تشيريفاتي، اندلاع "معارك عنيفة"، مشددا على أن القوات الروسية قد جرى صدّها.
وقال في حديث متلفز إن "العدو يحاول بالفعل تحقيق نجاح
في هذا القطاع، لكنه لا يحقق ذلك بفضل جهود قوات الدفاع الأوكرانية".
وأضاف: "العدو يبالغ. في مواجهة خسائره، العدو يتراجع".
أما زعيم انفصاليي دونيتسك، دينيس بوتشيلين، فقال إن
"تطويق هذه المنطقة وتحريرها في المستقبل" من شأنهما "تغيير ميزان القوى
على الجبهة" من خلال فتح الطريق أمام هجوم على بوكروفسك وكوراخوف، وهما منطقتان
تقعان في أقصى الشمال.
وقالت أوكرانيا هذا الأسبوع إن القوات الروسية كثفت هجماتها
في الشرق، ولا سيما على فوغليدار، وكذلك على باخموت التي شكّلت هدفا لها منذ شهور.
ووفقًا لمعهد دراسة
الحرب، فإن
روسيا تسعى لـ"تشتيت"
القوات الأوكرانية من أجل "تهيئة الظروف لعملية هجومية حاسمة".
واستولى عسكريون روس وعناصر من مجموعة فاغنر الخاصة في الآونة
الأخيرة على سوليدار الواقعة شمال باخموت، وهو أول تقدّم يحرزونه منذ أشهر عدة إثر
سلسلة من الانتكاسات المهينة للكرملين.
وقالت السلطات المحلية إن شخصين لقيا مصرعهما الجمعة وأصيب
خمسة على الأقل في قصف مدفعي روسي في تشاسيف يار بشرق البلاد.
إلى الشمال، أدى قصف قرية دفوريتشنا في منطقة خاركيف إلى
مقتل شخصين آخرين، بحسب ما أعلنت الرئاسة الأوكرانية.
واستُهدِفت كذلك مدينة خيرسون في الجنوب بقذائف روسية، بحسب
المصدر نفسه.
وحشدت روسيا مئات الآلاف من جنود الاحتياط في محاولة لاختراق
الخطوط الأوكرانية والسيطرة على بقية منطقة دونباس الصناعية الشاسعة في شرق أوكرانيا.
بولندا تسلم كييف 60 دبابة إضافية
في هذا السياق، رحب زيلينسكي بقرار بولندا تسليم بلاده
60 دبابة إضافية، سيكون نصفها نسخة محدّثة من تي-72 السوفييتية، بعد أن كانت وعدت أيضا
بتوفير 14 دبابة من طراز ليوبارد-2 الألمانية الصنع.
وجاء الإعلان البولندي بعد يومين من إعلان
ألمانيا والولايات المتحدة عزمهما على إرسال
دبابات ثقيلة إلى كييف.
والخميس، قال رئيس
الوزراء البولندي، في مقابلة مع قناة "سي تي في نيوز" الكندية، إن وارسو
مستعدّة لـ"إرسال 60 من دباباتنا الحديثة منها 30 دبابة بي تي-91".
ولم يحدّد طراز الدبابات الثلاثين الأخرى. وذكّر
بأن بلاده سترسل "14 دبابة ليوبارد-2 من مخزوننا".
وقال منسق الاتصالات الاستراتيجية في مجلس
الأمن القومي الأمريكي جون كيربي اليوم، إن بلاده تتوقع وصول الدبابات الألمانية والأوروبية
في وقت قصير نسبيا لمساعدة الأوكرانيين.
وأضاف كيربي أن وصول دبابات "أبرامز"
الأمريكية إلى أوكرانيا سيستغرق وقتا طويلا، لكن أوضح أن واشنطن ستبدأ بتدريب الأوكرانيين
عليها قريبا.
وأعلنت الحكومة البلجيكية الجمعة، عن رصد تمويل
جديد لأوكرانيا للمساعدات المدنية وتزويدها بصواريخ ومدافع رشاشة وذخيرة ومركبات مدرعة. غير
أنها لن تتمكن من تزويد كييف بدبابات، كما كان يطالبها زيلينسكي.
وقال رئيس الوزراء
البلجيكي ألكسندر دو كرو: "يبلغ إجمالي المساعدات 86 مليون يورو: 69 مليون يورو
مساعدات إنسانية، يُضاف إليها 10.6 مليون من أجل النهوض وإعادة الإعمار".
بوتين يندد بـ"النازيين الجدد"
اتّهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الجمعة "نازيين
جددًا" في أوكرانيا بارتكاب جرائم بحق مدنيين، في يوم إحياء ذكرى ضحايا المحرقة.
وقال بوتين: "يؤدي نسيان دروس التاريخ إلى تكرار المآسي
الرهيبة.. تؤكد ذلك الجرائم بحق مدنيين والتطهير العرقي والإجراءات
العقابية التي ينظّمها نازيون جدد في أوكرانيا".
وأضاف: "يقاتل جنودنا بشجاعة
هذا الشرّ". ولتبرير الغزو الروسي لأوكرانيا، ندّد بوتين مرارًا بـ"إبادة"
سكان ناطقين بالروسية في شرق أوكرانيا ووصف نظام زيلينسكي بأنه نظام "نازي جديد".