مستنقع أوكرانيا

تعرّض الجيش الروسي لسلسلة من الخسائر والإخفاقات المتتالية مع صعوبات جمة في المحافظة على السيطرة الكاملة للمقاطعات التي ضمتها موسكو.. فما هي أبرز المتغيرات التي طرأت على حرب روسيا على أوكرانيا؟

تقترب الحرب في أوكرانيا من طي عامها الأول، خسر فيها الروس والأوكرانيون الكثير، وربحت منها بعض الدول.. فما هي موازين الربح والخسارة؟

ما الذي يريده بوتين؟
بوتين لا يريد ولا يحتاج إلى احتلال أوكرانيا بأكملها لتحقيق أهدافه الكبرى، وفقا لمجلة نيوزويك الأمريكية، بل يسعىى إلى قطع رأس القيادة الأوكرانية واستبدالها بحكومة موالية لـ"القيصر الجديد" بحسب رئيس إستونيا السابق، إضافة إلى إعادة أوكرانيا للفلك الروسي فهي من وجهة نظر بوتين جزء من روسيا ثقافيًا ولغويًا / وسياسيًا.

ولاشك أن  توسع الناتو إنما يمثل لروسيا تهديدًا وجوديًا، فيما يشكل انضمام أوكرانيا إليه عملا عدائيا وتهديدا خطيرا لروسيا، وفقا للرئيس بوتين.

هزيمة أم انتصار؟
بوتين فشل وروسيا ستخرج من الحرب أضعف مما دخلت فيها، بما يعد فشلا استراتيجيا هائلا للكرملين بحسب وزارة الدفاع الأمريكية.

إلا أن بوتين وبرغم الإخفاقات الكبيرة، وبعد أشهر من الحرب الأوكرانية قد نجح بتقوية مجموعة (بريكس) التي تضم أسرع الدول نموا حول العالم ممثلة بالبرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا، فيما تسعى العديد من الدول للانضمام إليها.

كما أن بوتين يسعى لاستحداث قطب دولي ثان  مواز للغرب، إضافة إلى التخلص من سيطرة الدولار
وتفعيل العملة الروسية، فضلا على إرسال تحذير إلى كل الدول المنضوية سابقا تحت عباءة الاتحاد السوفيتي قبل تفككه من مغبة الارتماء في الأحضان الأمريكية والأوربية، والانضمام إلى حلف (الناتو).

المستفيد الأكبر
حجم الأزمات الهائلة التي تجتاح  دول الاتحاد الأوربي، والتي أحدثتها حرب روسيا على  أوكرانيا، وما أعقبها من عقوبات وعقوبات مضادة، ظهرت جلية بنقض الغاز والنفط وارتفاع أسعار الطاقة، والغلاء والبطالة والتضخم والركود والانكماش، وبما أسفر  عن مظاهرات وإضرابات عمت العديد من الدول الأوربية.

يقابلها خسائر اقتصادية وأخرى عسكرية  مني بها الجيش الروسي في جبهات القتال ما يرجح فرضية، بأن إطالة أمد الحرب يهدف إلى إضعاف أوروبا وروسيا على سواء لصالح أمريكا والصين مع فتح المجال واسعا، لإعادة إعمار أوكرانيا المدمرة من قبل الشركات الأمريكية مستقبلا فور انتهاء الحرب، ولكن بعد استنزاف روسيا اقتصاديا وعسكريا وبشريا، مقابل تدمير البنى التحتية الأوكرانية.
التعليقات (0)