بدأ جيش
الاحتلال الإسرائيلي ونظيره
الأمريكي، الاثنين، مناورة "بازلت أوكس"، وصفها مسؤول أمريكي بأنها
التدريبات العسكرية الأهم بينهما حتى اليوم، بمشاركة 6400 جندي أمريكي، معظمهم على
متن حاملة الطائرات جورج بوش والسفن المرافقة لها.
وتشارك السفن الصاروخية والغواصات في
المناورات التي ستجري في وسط البحر، وستتدرب الطائرات على نموذج لهجوم في
إيران.
يوآف زيتون، المراسل العسكري لصحيفة
يديعوت أحرونوت، كشف أن "آلاف الجنود وعشرات السفن و142 طائرة، بينها قاذفات
قادرة على حمل أسلحة نووية، تشارك في هذه التدريبات، بعد أسبوع واحد فقط من تولي
هآرتسي هاليفي رئاسة أركان جيش الاحتلال، وسيستمر حتى الجمعة المقبلة، ويختبر
الاستعداد الأمريكي وتحسين العلاقة العملياتية بين الجيشين، وستقوم بمحاكاة مهاجمة
الأهداف، وممارسة الخطوط العريضة المعقدة بالاشتراك مع أنظمة الاتصالات والقيادة
والسيطرة المشتركة، وتضم حاملة طائرات بوش قاذفات B-52 وطائرات مقاتلة من طراز إف35 و15 و16 و18".
اظهار أخبار متعلقة
وأضاف في تقرير ترجمته
"عربي21" أن "من بين 6400 جندي أمريكي مشارك في المناورة، يوجد 450
منهم في الأراضي المحتلة، وستتم إعادة تزويد السفن الصاروخية من طراز ساعر 5
بالوقود وسط البحر بناقلة أمريكية لتوسيع مدى ومناطق عمليات جيش الاحتلال".
وستطلق واشنطن النار على أهداف تحاكي
التهديدات البحرية، وستتم المناورة على مدى آلاف الكيلومترات، وستمارس القوات
الجوية الإسرائيلية والأمريكية أنواعًا من القتال بمشاركة الطائرات المقاتلة
والنقل وهليكوبتر إنقاذ وصواريخ مضادة للدبابات وطائرات استطلاع وقاذفات ثقيلة، بل
وستقوم بإلقاء أسلحة حية في جنوب دولة الاحتلال، بحسب الصحيفة.
وأوضح أن "الطائرات الإسرائيلية
والأمريكية للتزود بالوقود من نوع رام و KC46 ستشارك في التمرين، وستعمل على تزويد الطائرات المقاتلة
والقاذفات بالوقود معًا، بحيث تتقدم وتدمر الأهداف المحمية تحت الأرض، مع العلم
أنه في هذا الوقت من 2022، مارست القوات الجوية للجيشين نموذجًا للهجوم في
إيران يتضمن عناصر القيادة والسيطرة وتبادل المعلومات الاستخبارية ومظلة واسعة
لتغطية الدفاع الجوي".
وأكد أنه "ستجري القوات البرية
تمرينًا مشتركًا من شأنه أن يشمل المناورات وإطلاق عشرات الصواريخ، وسيتم خلاله إطلاق صواريخ بعيدة المدى من نظام HIMARS الأمريكي ومن منصات إطلاق إسرائيلية من مواقع اختبار في الجنوب، كما تم نقل صواريخ HIMARS للجيش الأوكراني، ويتم
استخدامها من قبله لمهاجمة أهداف روسية في إطار الحرب، وسيزور التمرين قادة كبار
من القيادة المركزية الأمريكية، وخلالها ستشعر بحركة حيوية لقوات الاحتلال، وأصداء
الانفجارات سيتم سماع صوته في المنطقة الجنوبية".
اظهار أخبار متعلقة
وقال جيش الاحتلال إن "هذه
المناورة تعزز أساليب العمليات متعددة الأسلحة والدولية بين الجيشين، للتعامل مع
مجموعة متنوعة من التهديدات في المنطقة، خاصة أنها تجري في وقت تتصاعد فيه
التوترات مع إيران وبرنامجها النووي، وستظهر التكامل العميق بين الجيشين، ومن
المتوقع أن تدقق طهران في التدريبات عن كثب، لكن مسؤولًا أمريكيًا زعم أنها لا
تشمل ضرب أهداف إيرانية وهمية، وليس المقصود بها ضد أي عدو، معترفا أن حجم
التدريبات وثيق الصلة بمجموعة معينة من السيناريوهات، ويتوقع أن تستخلص إيران بعض
الاستنتاجات منه".
وتجدر الإشارة إلى أن التخطيط للتمرين بدأ
قبل نحو شهرين قبل تعيين بنيامين نتنياهو رئيسا للوزراء، لكن من الواضح أن
الموافقة الأمريكية على الانخراط في مناورة مع جيش الاحتلال تعني أن تغير الحكومات
الإسرائيلية لا يغير التزامها بأمن الاحتلال، لاسيما أن السباق الإيراني على
القنبلة يتسارع، خاصة أنه يمكن القول إن البرنامج النووي الإيراني أكثر تقدمًا من أي وقت مضى.
في الوقت ذاته، تظهر التدريبات كيف
يمكن للولايات المتحدة أن تنقل قواتها بسرعة لمنطقة الشرق الأوسط، رغم أن انتباه
واشنطن ينصب على الغزو الروسي لأوكرانيا، والصراع المتصاعد مع الصين، ما أثار قلق
الاحتلال وبعض دول الخليج، لكن هذه المناورة تعيد من جديد طرح مسألة التواجد أو
الانسحاب الأمريكي من المنطقة.