في الوقت
الذي تواجه فيه قوات
الاحتلال العسكرية اتهامات بارتكاب جرائم حب ضد الفلسطينيين، انتقلت
المخاوف الإسرائيلية إلى القطاع الدبلوماسي عقب نشر منظمة نيوزلندية مؤيدة للفلسطينيين
إعلانًا مع صورة سفير الاحتلال في نيوزيلندا، رين ياكوفي، اتهمته بالترويج لنظام الفصل
العنصري في الأراضي المحتلة، مما دفع دولة الاحتلال لتقديم احتجاج رسمي إلى الحكومة
هناك، في ظل شكوى السفير الذي طالب بتعزيز إجراءات الأمن حوله خشية التعرف عليه في
الشوارع.
إيتمار
آيخنر المراسل السياسي لصحيفة "
يديعوت أحرونوت"، ذكر أن "منظمة التضامن
مع الفلسطينيين" التي تعمل في نيوزيلندا لتأييد الفلسطينيين نشرت إعلانا بعنوان
"مطلوب" للسفير الإسرائيلي في البلاد ران ياكوفي، يتهمه بالترويج لجريمة
الفصل العنصري الإسرائيلي ضد الفلسطينيين، مما دفع تل أبيب لتقديم احتجاج رسمي قوي لحكومة
نيوزيلندا، فضلا عن إعادة فحص أمن السفير، والنظر في إمكانية تقديم شكوى بالتحريض على
نشر الإعلان، الذي حظي بمتابعة عدد لا يحصى على شبكات التواصل الاجتماعي في البلاد".
وأضاف
في تقرير ترجمته "عربي21" أنه "إضافة للملصق الموجود في النشرة الإخبارية،
فقد دعت المنظمة النيوزيلندية الجمهور لمحاولة التعرف على شخصية السفير الإسرائيلي
في البلاد، سواء في الشوارع العامة أو في المناسبات الخاصة، بحيث إذا رأيته في الشارع،
أخبره بما تعتقده عنه، مما دفع سفير الاحتلال لمخاطبة وزارة الخارجية النيوزيلندية
بالادعاء أنني أشعر بسهولة التهديد المتزايد على عائلتي، لأنهم غالبًا ما يسافرون معي
في المدينة وحول نيوزيلندا، وسوف نتشاور أنا والسفارة مع السلطات النيوزيلندية حول
طرق التعامل مع هذا المنشور".
وأشار
إلى أنه "في هذه الأثناء، تم تقديم توصية لضابط أمن السفارة بإعادة فحص الأمن
الذي قدمته شرطة نيوزيلندا للسفارة والسفير في ضوء هذا التطور، فيما أخذت وزارة الخارجية
في تل أبيب الأمر على محمل الجد، ومن المتوقع إجراء مناقشة فيها لصياغة مسارات عمل
عاجلة، حيث اتصلت السفارة الإسرائيلية في نيوزيلندا بالفعل بالشرطة المحلية المسؤولة
عن أمن السفراء الأجانب في البلاد".
وأكد
أنه "في الوقت نفسه، قُدِّم نداء عاجل إلى وزارة خارجية نيوزيلندا يطلب تدخلها
في المسألة، كما طلبت السفارة من محاميها التحقق مما إذا كان نشر الملصق يشكل انتهاكًا
لقانون التحريض المحلي، وتحديد ما إذا كان يمكن تقديم شكوى للشرطة بهذا الصدد، فيما
ردّ المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية ليور هييت بالقول إننا نأخذ الحادثة على
محمل الجدّ، ونتوقع أن تعمل حكومة نيوزيلندا على حماية الدبلوماسيين الإسرائيليين لديها".
ليست
المرة الأولى التي يتعرض فيها سفراء الاحتلال للملاحقة القانونية، والاتهام بتمثيل
نظام الفصل العنصري، فقد جرت العادة أن تنعكس انتهاكات الاحتلال وجرائمه في الأراضي
المحتلة على صورة سفرائه في العواصم الدولية، الذين يشكون من بث "التحريض"
ضدهم، وباتوا يعتبرون هدفا مفضلا للاستهداف من قبل المنظمات الحقوقية والقانونية المناصرة
للفلسطينيين.