تسود التوقعات بشأن تحالف محتمل بين حزب "
ديفا" الذي يتزعمه علي
باباجان، وحزب
الشعوب الديمقراطي الكردي، في الانتخابات البرلمانية المقبلة.
ومؤخرا أجرى باباجان جولة في مدينة ديار بكر ذات الأغلبية الكردية جنوب شرق البلاد، وأكد أن حزبه سيسعى لحل القضية الكردية بشكل عادل.
وأثار باباجان الجدل مؤخرا، بسبب انتقاداته للمادتين 42 و62 من الدستور التركي، اللتين تنصان على أن المواطنين الذين يقيمون على الأراضي التركية هم "أتراك القومية"، وأن التعليم يكون باللغة التركية فقط، مطالبا بإجراء تعديل دستوري عليهما في موقف ينسجم مع مطالب حزب الشعوب الديمقراطي.
تحركات باباجان، جاءت بالتزامن مع دعوى يواجهها حزب الشعوب الديمقراطي، أمام المحكمة الدستورية تطالب بإغلاق الحزب بتهمة تقديمه الدعم لمنظمة العمال الكردستاني.
وكشف رئيس مركز الأبحاث واستطلاعات الرأي "ماك"، محمد علي كولات"، أن حزب "ديفا" قد يتغلب على عتبة الـ7 بالمئة من خلال حزب الشعوب الديمقراطي.
اظهار أخبار متعلقة
وعلق القيادي في "الشعوب الديمقراطي" والبرلماني إيرول كاتيرجي أوغلو، على ما ذكره كولات في لقاء على قناة "TELE 1" المعارضة، قائلا إن "التصريحات التي أدلى بها باباجان تم تلقيها بتعاطف كبير، وهناك اتصالات تجري، ويمكن لشخص مثل باباجان الخروج للتحدث عن القضية الكردية وهذا شيء ثمين للغاية".
وقال المحلل السياسي التركي محمد خيري قرباش أوغلو، لـ
"عربي21"، إن علي باباجان شخصية أقرب للخط الليبرالي، لافتا إلى أن استخدام مطصلح "التركية" أدى لعدم تقبل المواطنين لا سيما الأكراد في جنوب شرق البلاد، بسبب السياسات القومية الشديدة في بداية تأسسيس الجمهورية الفتية والتي تبنت القومية التركية كأحد عناصرها.
وأشار إلى أن علي باباجان يريد التخلص من أعباء المصطلح بشكله العنصري، وهناك رأي يقول إن "التركية" لا يدل على عنصر العرق، ولكن هذا لم يقنع الأكراد، ولذلك يريد زعيم حزب "الدواء" اختيار مفهوم يجمع الأكراد والأتراك والأعراق بتركيا، وهي محاولة قام بها أردوغان في بدايات حكمه.
وتابع بأن هذه الخطوات سياسية بسبب قرب الانتخابات، ويسعى باباجان لاستقطاب الأصوات في جنوب شرق تركيا، وإرضاء الأكراد في الوقت الذي يريد فيه تحالفا الجمهور والطاولة السداسية استمالة أصوات الأكراد.
واستبعد المحلل السياسي التركي، انسحاب باباجان من الطاولة السداسية، ولكن دخول "ديفا" في قوائم حزب الشعوب الديمقراطي أمر وارد، وهذا نموذج جرب سابقا بين حزبي "الشعب الجمهوري" و"الخير"، والسعادة وأحزاب يسارية، وهو تكتيك من أجل الفوز بالانتخابات.
وأكد قرباش أوغلو أن الجو السياسي مناسب لمثل هذه التحالفات، وهي تصب لهدف واحد وهو تغيير النظام في البلاد، والتحول إلى نظام ديمقراطي برلماني شفاف.
وفي رده على تساؤل بشأن إمكانية حظر حزب الشعوب الديمقراطي قبل الانتخابات، أوضح المحلل السياسي التركي أنه احتمال وارد، ولكنه لن يفيد أردوغان وطموحاته بالفوز في الانتخابات، في ظل استعدادات الأكراد لسيناريوهات إغلاق الحزب.
وتابع قائلا، بأن هناك احتمالا بأنه إذا تم حظر حزب الشعوب الديمقراطي، فسيدخل نوابه ضمن قوائم أحزاب (احتياطية) كردية أخرى أو أحزاب أخرى، وهي مناورات وتكتيكات ممكنة بحسب التغيرات والظروف السياسية.
وأضاف أن "الأحزاب التركية المعارضة سواء داخل الطاولة السداسية أو خارجها، متفقة على أمر واحد وهو تغيير النظام والانتقال إلى برلماني ديمقراطي شفاف على أساس توزيع السلطات وسيادة الدستور، وهي انتخابات بين نظام "رجل واحد" و"الديمقراطية" على أساس التعددية، وبين استغلال الدين والقومية التركية، وبين تجاوز هذه الهويات، وتكوين هوية شاملة لجميع المواطنين بغض النظر عن انتماءاتهم الدينية والأيدولوجية وغيرها".
اظهار أخبار متعلقة
وأكد أن "الانتخابات المقبلة، لن تكون مثل غيرها، لأنها ستحدد مستقبل تركيا، فهل ستكون دولة متحضرة ومتقدمة سياسيا وثقافيا واقتصاديا أم ستبقى على طراز دول العالم الثالث مع غياب الديمقراطية والدخل المتوسط؟".. ولذلك فإن كافة أحزاب المعارضة تنظر إلى هذه الانتخابات كأنها "موت وحياة"".
الكاتب التركي محمد أوفر في
تقرير على صحيفة "صباح"، ذكر أن الرسائل الدافئة التي أرسلها باباجان إلى حزب الشعوب الديمقراطي، لم تلق ردا، نافيا عن قيادات كردية وجود أي مفاوضات.
ونقل أوفر، عن النائب عن "الشعوب الديمقراطي" في ديار بكر، إمام تاتشير، قوله إنه لم تجر مباحثات بشأن التحالف مع "ديفا"، لافتا إلى أن مثل العرض لن يتم قبوله في الشريحة اليسارية في "الشعوب الديمقراطي".
القيادي البارز في حزب الشعوب الديمقراطي،
أحمد ترك، أكد أن "التصريحات التي أدلى بها باباجان بشأن خطة عمل الحقوق الأساسية يعتبر دليلا للطاولة السداسية، وكان هناك العديد من المواضيع مثل التعليم باللغة الأم، والمساواة بالمواطنة، وإذا عملت عليها الطاولة فلا مشكلة بالنسبة لنا".
وكان حزب الشعوب الديمقراطي الكردي قرر خوض الانتخابات الرئاسية بشكل منفصل عن طاولة المعارضة السداسية في تركيا، في خطوة قد تقطع الطريق أمام حسم الفائز بالرئاسة من الجولة الأولى.
ولم تغلق بيرفين بولدان الرئيسة المشتركة لحزب الشعوب الديمقراطي، باب الحوار مع الطاولة السداسية، قائلة: "يمكننا التحدث والتفاوض عندما يحين الوقت، لكن القرار لدينا هو المشاركة في الانتخابات بمرشحنا جنبا إلى جنب مع أحزاب تحالف العمل والحرية".