- لولا دا سيلفا اعتمد على الشرطة العسكرية لأنه لا يثق بمؤسسة الجيش
- نسبة كبيرة من ضباط الجيش وجنوده، يدينون بالولاء لليمين الذي يقوده بولسونارو
- الرئيس سيضطر إلى التعامل بحزم مع قادة الاحتجاجات
- تحديات كبرى ستواجه دا سيلفا خلال المرحلة المقبلة
قال خبير سياسي برازيلي؛ إن الرئيس لولا دا سيلفا، اتخذ قرارا حاسما أنقذه من محاولة انقلاب، كادت أن تقع خلال احتجاجات أنصار سلفه جايير بولسونارو، التي شهدت أعمال عنف، واقتحام مبان حكومية.
وتحدث الخبير السياسي
البرازيلي ألبيرتو كارلوس ألميدا، في مقابلة خاصة مع "عربي21"، حول تداعيات ما جرى يوم الأحد الماضي، من اقتحام لمقرات سيادية والعبث بها، وتحطيم محتوياتها (قصر بلاناتو الرئاسي، والبرلمان الفيدرالي "الكونغرس"، والمحكمة العليا).
ألميدا الذي أسس سابقا معهد "
Instituto Análise"، وركز فيه على تحليل طبيعة المجتمع البرازيلي، قال إن ما حدث من فوضى لم يكن مفاجئا، بعد تحشيد وتجييش واسع من قبل بولسونارو ورجالاته، منذ إعلان خسارتهم في الانتخابات نهاية تشرين أول/ أكتوبر الماضي.
لم يثق بالجيش
قال ألميدا لـ"عربي21"؛ إن الرئيس اليساري لولا دا سيلفا لم يكن يثق بمؤسسة الجيش، ومن ثم لم يطلب منها مسؤولية حماية المقرات السيادية، والتصدي للمحتجين في حال محاولتهم اقتحام المباني، وكان هذا القرار "الذكي" بمثابة كلمة السر التي أفشلت الانقلاب.
وأوضح أن دا سيلفا اتخذ القرار الصحيح بالاعتماد على الشرطة العسكرية، مشيرا إلى أن الشرطة العسكرية في برازيليا، وهي "مقاطعة فيدرالية"، تولت كامل المسؤولية يومي الأحد والاثنين.
وبرغم إقالة رئيس المحكمة الاتحادية العليا ألكسندر دي مورايس، لقائد الشرطة العسكرية في برازيليا العقيد فابيو أوغستو لوجود شبهة حول تعاونه مع أنصار بولسونارو، إلا أن الخبير السياسي البرازيلي أوضح أن الاعتماد على الشرطة العسكرية كان الخيار الأنسب.
وأضاف أن نسبة كبيرة من ضباط الجيش وجنوده، يدينون بالولاء لليمين الذي يقوده بولسونارو، وهو أمر تداركه لولا دا سيلفا، وحصد ثماره بتحييدهم.
سياسة أكثر حزما
تطرق ألميدا إلى السياسة التي سيتبعها لولا دا سيلفا تجاه قادة الاحتجاجات المتهمين باقتحام المباني الحكومية، قائلا؛ إن ما حدث من "فوضى، ومحاولة ضرب الدولة من العمق" سيدفع الرئيس اليساري إلى اللجوء للحزم.
وتابع أن إعلان وزير العدل فلافيو دينو، وما تقوم به الدولة هو "مكافحة للإرهاب"، ومحاولة إيقاف مناهضي الديمقراطية، يعني أن هناك قرارا صدر بملاحقة قادة الاحتجاجات، ومموليه، في إشارة إلى الجهات التي تمول خيم الاعتصامات بالطعام واللوجيستيات.
وأردف أن السلطات البرازيلية أمام تحد لإيجاد دلائل ضد القادة المحسوبين على بولسونارو حول علاقتهم باقتحام المقرات السيادية، لتتمكن من مقاضاتهم.
اظهار أخبار متعلقة
مصير بولسونارو
ألبيرتو كارلوس ألميدا، تحدث عن المصير الذي سيواجه الرئيس السابق جايير بولسونارو، المقيم حاليا في ولاية فلوريدا الأمريكية.
وقال ألميدا؛ إن الالتفاف الحاصل حول لولا دا سيلفا من قبل حكام الولايات البرازيلية، والمحكمة الاتحادية العليا، يعني تضييقا للخناق على بولسونارو.
وأوضح أن بولسونارو لن يكون قادرا على الدفاع العلني عن أنصاره ممن اقتحموا المباني في حال إحالتهم للقضاء، وسيكون وجوده لفترة أطول في الولايات المتحدة محرجا، لا سيما مع تزايد الدعوات من قبل نواب الكونغرس الأمريكي الديمقراطيين لإبعاده من البلاد.
وتحدث ألميدا عن إمكانية توجه بولسونارو إلى إيطاليا في حال سعى للحصول على جنسيتها، مستفيدا من جذوره الإيطالية.
إلا أنه استبعد هذا الخيار، ورجح أن يعود إلى البرازيل، رغم أن لولا دا سيلفا والمحكمة الاتحادية سيعملان على إنهائه سياسيا، عبر إصدار قرار يمنعه من خوض الانتخابات في حال أدين بمحاولة تقويض السلطة، والانقلاب على الديمقراطية.
تحدّ أمام لولا
يواجه الرئيس الحالي لولا دا سيلفا تحديا كبيرا، إذ إن المعارضة تمثل طيفا واسعا من الشعب البرازيلي، ويدعمها مشاهير يحظون بشعبية جارفة، على غرار الكثير من نجوم كرة القدم.
وبرغم نجاحه في الرئاسة، إلا أن دا سيلفا لم يحصل سوى على 50.86 بالمئة من أصوات الناخبين، مقابل نحو 49.14 لسلفه بولسونارو، وهو ما يعني أن فترته الرئاسية ستشهد ضغوطات من قبل عشرات ملايين البرازيليين المؤيدين لخصمه اليميني المتطرف.
وأمام إعادة العمل على مشروعه لمحاربة الفقر في البلاد، الذي نجح في فترة رئاسته الأولى من إنقاذ نحو 20 مليون برازيلي من الجوع، بحسب قوله، يصطدم لولا دا سيلفا بمعدل بطالة يقترب من 9 بالمئة بين أبناء شعبه البالغ عددهم نحو 215 مليون نسمة.
كما سيواجه لولا دا سيلفا تحديا في التعامل مع البرلمان الذي يسيطر عليه اليمين المنتمي إلى الحزب الليبرالي الذي يقوده بولسونارو، وهو ما قد يعطل خططه في إقرار الميزانية، وخطته التنموية.
يشار إلى أن الاحتقان في البرازيل ضد الرئيس لولا دا سيلفا من قبل أنصار بولسونارو ظهر مباشرة بعد نتائج الانتخابات، إذ طالته اتهامات بتزوير الانتخابات.
إلا أن شرارة الأحداث زادت بعد تجاه بولسونارو حضور قسم دا سيلفا لرئاسة البرازيل مطلع العام الجاري، مع تحشيد من قبل أنصاره لاقتحام المؤسسات الرسمية.