كتب

كيف صاغت الحرب الباردة خارطة العالم الحديث؟ كتاب يجيب

بين الأعوام 1945 لغاية 2000، تدخّلت الولايات المتحدة في نتائج 81 عملية انتخابة في جميع أنحاء العالم
بين الأعوام 1945 لغاية 2000، تدخّلت الولايات المتحدة في نتائج 81 عملية انتخابة في جميع أنحاء العالم
الكتاب: "بهدف التحكم في العالم: صعود الإمبراطوريات والتغيرات الكارثية"
الكاتب: د. ألْفَرد مَكَوي
ترجمة وتقديم: محمد جياد الأزرقي
الناشلر: الدار العربية للعلوم ناشرون، بيروت- لبنان، الطبعة الأولى أغسطس 2022م
(575 صفحة من القطع الكبير)

مرحلة الحرب الباردة


ابتدأ المؤلف فصله الخامس بالمعزوفة الفارغة المملّة حول كذبة الرئيس روزفلت "الحرية تعني سيادة حقوق الإنسان في كل مكان"، تعبيراً عن التزام الولايات المتحدة بحقوق الإنسان. "ووفاء بهذا الالتزام بحقوق الإنسان، فإن الولايات المتحدة ستفعل ذلك وتواجه بعض التحديات الاستثنائية". لكنه سرعان ما اعترف "بالازدواجية الصارخة لعنف القوة العسكرية الفجة وانضمامها بصعوبة إلى الأسرة الدولية. لكن بقيت هذه المبادئ السمة المميزة للهيمنة الأمريكية حتى القرن الحالي". لقد أرجع المؤلف هذا التوجه تاريخياً إلى شخصيتين هما، وزير الدفاع ألفرد ماهان ووزير الخارجية إلياهو روت.

كانت أدوات الحرب الباردة، التي ساعد جورج كِنن في إنشائها قد مثلت الجانب المظلم للإزدواجية التي تغلغلت في برامج واشنطن في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية، الكبيرة منها والصغيرة، كان من شأن المساعدات الخارجية إعادة بناء أوروبا، التي مزّقتها الحرب والتخفيف عن الفقر في جميع أنحاء العالم، بينما أدّت العمليات السرية إلى اغتيالات وانقلابات وانتخابات مزوّرة في عدد لا يُحصى من الدول. بمجرّد انهيار تحالفها في الحرب العالمية الثانية مع الاتحاد السوفييتي، بدأت الحرب الباردة وشكّلت واشنطن جهاز أمن قومي خدم في نفس الوقت لاحتواء الشيوعية وخلق القدرة على الهيمنة العالمية.

منذ نشأته، لم يضع النظام الأمريكي الجديد في السلطة مجرد بدائل أو عملاء، بل سمّاهم حلفاء، حتى لو كانوا في مواقف ضعيفة، لتعظيم صورة مصالحهم الوطنية.
يقول المؤلف: "تحوّل الصراع خلال الحرب الباردة إلى سلسلة من الحروب البديلة قسّمت بشكل فعّال 40 عاماً من تلك الحرب في ثلاث مراحل متميزة. أولاً، كان هناك سلاح نووي للمواجهة في أوروبا بين حلفاء واشنطن في الناتو وحلفاء موسكو في حلف وارسو (1948 ـ 1962). بعد ذلك كانت هناك سياسة حافة الهاوية النووية خلال أزمة الصواريخ الكوبية، وما تلاها في شنّ القوى العظمى حرباً بديلة في فيتنام (1962 ـ 1975).

اتسمت المرحلة الثالثة (1975 ـ 1989) بالقتل والصراعات المدمرة في جنوب إفريقيا وأمريكا الوسطى وآسيا الوسطى. في كل مرحلة تالية، ونتيجة للتكاليف ومخاطر الجيوش الدائمة الهائلة، أصبحت القوّات التقليدية والنووية ممنوعة، فانفتح المجال للعمليات السرية والحرب بالوكالة، التي بلغت ذروتها في أنغولا، حيث تقاتل العملاء السوفيت والأمريكيون لمدة ربع قرن كامل دون مشاركة أي مقاتلين من القوى العظمى في سوح  المعارك"(ص 406).

منذ نشأته، لم يضع النظام الأمريكي الجديد في السلطة مجرد بدائل أو عملاء، بل سمّاهم حلفاء، حتى لو كانوا في مواقف ضعيفة، لتعظيم صورة مصالحهم الوطنية. لإدارة مثل هذه التحالفات المثيرة للجدل، لجأت واشنطن إلى ما سمّاه المؤلف "مرهم المساعدات الخارجية ولسعة العمليات السرية". ومنذ تأسيسها عام 1947، أصبحت وكالة المخابرات المركزية آلية حاسمة لحل التناقض الكامن في صميم نظام واشنطن العالمي.. تلاعب واشنطن في الانتخابات وعززت الانقلابات لتأكيد أن القادة الوطنيين في جانبها.

يمضي المؤلف للقول بإنه، بين الأعوام 1945 لغاية 2000، تدخّلت الولايات المتحدة في نتائج 81 عملية انتخابة في جميع أنحاء العالم، بما فيها 8 مرات في إيطاليا و5 مرات في اليابان، وغيرها الكثير في أمريكا اللاتينية، بين الأعوام 1958 و1975 جرى تنفيذ العديد من الانقلابات العسكرية الدموية برعاية أمريكية ونجم عنها تغيّر الحكومات في 30 دولة، تمثل ربع الدول الأعضاء ذات السيادة في الأمم المتحدة.

انتهاء عصر الاستعمار في ما بعد الحرب وأزمة السويس

اختتم المؤلف فصله الرابع بالحديث عن حرب السويس عام 1956، تشكلت مقدمات تلك الحرب، منذ قيام الثورة المصرية عام 1952، التي طالبت البريطانيين بإخلاء قواعدهم في مصر. كما رفض الغرب بيع السلاح إلى مصر، التي أعادت بناء جيشها الوطني، فذهبت إلى طلب السلاح من تشيكوسلوفاكيا واعترفت بجمهورية الصين الشعبية.

كما قرّرت القيادة المصرية بناء السد العالي في أسوان لكنّ بريطانيا والولايات المتحدة قررتا إفشال المخطط، بمنع البنك الدولي من تزويد مصر بقرض مالي لذلك الغرض. ردّ عبد الناصر على خطط منع تقدّم بلاده، فأعلن تأميم قناة السويس كشركة وطنية مصرية لا يمتلكها أحد سوى الشعب المصري في عام 1956. كان القصد تأمين الأموال للمضي في تنفيذ بناء السد. قررت بريطانيا التخلص منه وكلفت وكالة مخابراتها M16 بتلك المهمة. أعدّت مؤامرة لاغتيال عبد الناصر على يد مجموعة من المصريين المنفيين وبعض ضباط الوكالة، ترأس تنفيذ الخطة مساعد مدير مخابرات سلاح الطيران المصري، الذي اتضح فيما بعد أن هذا الضابط نفسه كان عميلاً مزدوجاً كشف الخطة، فألقي القبض على 11 مصرياً و4 بريطانيين(ص 334).

يروي المؤلف أن رئيس وزراء بريطانيا إيدن ورفيقه وزير المالية هارولد مَكمِلَن، وجدا عبد الناصر وطنياً حازماً مقلقاً للغاية. وبّخ أيدن وزير خارجيته أنتوني نَتِنكَ مرة قائلاً: "ما كل هذا الهراء حول عزل ناصر أو تحييده. أريد تدميره، ألا تفهم؟ أريد قتله". بعد فشل خيار الاغتيال المذكور، عمد أيدن إلى استعمال القوة والإعداد لغزو منطقة القناة. اجتمعت القيادات البريطانية والفرنسية والإسرائيلية سرّاً في قرية سيفرس SEVRES  بإحدى ضواحي باريس في الفترة من 22 إلى 24 تشرين الأول عام 1956 لتنظيم ردّ عسكري ضد مصر.

فشل العدوان الثلاثي الذي قامت به تلك الدول حين "نفّذ عبد الناصر استراتيجية رائعة رغم بساطتها. مُلأت عشرات السفن القديمة بالحجارة وبعض المتفجّرات لإغراقها في شمال القناة عند مدخلها بالبحر الأبيض المتوسط، وسرعان ما أغلق شريان الحياة النفطي لأوروبا القادم من الخليج العربي.
مثّل الجانب الفرنسي جي موليه وكريستيان بينو وبوركس مونوريه، ومثل الجانب الإسرائيلي ديفد بن غريون وشيمون بريز وموشيه دايان. أما الجانب البريطاني فمثله سلوين لويد وممثلين عن وزارة الخارجية انضما للمحادثات في مرحلة أخرى وهما باترك دين ودونلد لوكن، وأقرت خطة الحملة العسكرية على مصر أو ما سمي "بروتوكول سيفرز". "لقد اختلق الأسد البريطاني، الذي كان يوماً ما عظيماً أزمة السويس، لكنّه بدا وكأنه حيوان سيرك مروّض مستعد منذ تلك اللحظة فصاعداً للقفز داخل الأطواق النارية كلما سمع صوت ضرب سياط واشنطن".

فشل العدوان الثلاثي الذي قامت به تلك الدول حين "نفّذ عبد الناصر استراتيجية رائعة رغم بساطتها. مُلأت عشرات السفن القديمة بالحجارة وبعض المتفجّرات لإغراقها في شمال القناة عند مدخلها بالبحر الأبيض المتوسط، وسرعان ما أغلق شريان الحياة النفطي لأوروبا القادم من الخليج العربي. في الوقت الذي بدأ فيه 22000 جندياً بريطانياً وفرنسياً اقتحام الشاطئ عند طرف القناة الشمالي بتاريخ 6 تشرين الثاني1956، كان هدفهم تأمين حرية حركة السفن، لكنّ النصر كان قد اختطِف من أيديهم". أتى انقلاب الرحمة في شهر كانون الثاني من عام 1968، حين أعلن رئيس حزب العمال ورئيس الحكومة، هاهرولد وِلسن، أن بريطانيا ستسحب جميع قوّاتها شرق السويس في غضون 3 سنوات، منهياً دورها كقوة آسيوية وأي دور آخر في ادّعاء القيادة العالمية. ثم يمضي المؤلف للقول، "أخيراً وفي عام 1973، أكملت بريطانيا انحدارها من قوة عالمية إلى لاعب إقليمي وأصبحت واحدة من 9 دول تشكّل الاتحاد الأوروبي".

من أزمة كوبا إلى الحروب الأمريكية في فيتنام وأفغانستان والعراق

بعد فشل المحاولة الأمريكية لغزو كوبا في عام 1962، انتقل مسرح عمليات الصدام الساخن بين الاتحاد السوفياتي والولايات المتحدة  إلى فيتنام، بين الأعوام 1962 لغاية 1975، مفتتحين المرحلة الدموية الثانية من الحرب الباردة. بين الأعوام 1963 و1975 سلحت القوى العظمى وكلائها الفيتناميين من أجل صراع مستمر تجاوزت شدته بكثير الأهمية الاستراتيجية لذلك البلد الصغير، فشل 540,000 جندياً أمريكياً في هزيمة الجيش النظامي لفيتنام الشمالية ومقاتلي الفيتكونك في الجنوب. تأرجحت واشنطن من أجل الفوز الاستراتيجي ونشرت وكالة المخابرات الأمريكية لإرهاب القرى الفيتنامية الجنوبية من خلال برنامج العنقاء Phoenix Program، الذي أصبح في النهاية مسؤولاً عن تنفيذ عمليات إعدام خارج القضاء طالت 40994 شخصاً. لم تكن الوكالة فقط قاسية في استخدام التعذيب على نطاق واسع، لكنها كانت أيضاً غير كفوءة.

في الواقع، وجدت دراسة للبنتاغون أنه خلال الفترة بين عامي 1970 و1971، قُتِل أو أُسِر أو سُجِن ما نسبته 3% فقط من المشتبه بهم، وكانوا أعضاء كاملي العضوية أو تحت الاختبار على مستوى المنطقة، وأكثر من نصف الفيتكونك المفترضين الذي تم أسرهم أو قتلهم "لم يكونوا حتى من أفراد الحزب".

بعد الهزيمة في فيتنام، نقلت أمريكا ومخابراتها المركزية العمليات إلى أمريكا الوسطى والجنوبية لتنفيذ الأعمال الإرهابية والحرب البديلة كما حدث للكونترا في نيكراكوا والانقلاب الدموي في جِلي. كما نشط مسرح العمليات في أفريقيا بالتحالف مع النظام العنصري في جنوب أفريقيا للقضاء على الدولة الوليدة في أنغولا.
يقول المؤلف: "كان أحد المحاربين القدامى في وكالة المخابرات المركزية أكثر انتقاداً حين قال، "لم يحدث أبداً في تاريخ عملنا في فيتنام أن قبضنا على مسؤول عالي المستوى بين أعضاء الفيتكونك" مما يثير احتمال أن برنامج العنقاء قد تم التلاعب به من قبل خدمات التجسس المضادة للعدو في القضاء على الأشخاص المحايدين أو حتى من كانوا ضد الشيوعيين، في غضون ذلك، دمّرت القوات الجوية الأمريكية أرياف فيتنام الجنوبية وجزء من شمال فيتنام بإلقاء ما يقرب من 6.1 مليون طناً من القنابل. ويعادل هذا 3 أضعاف إجمالي متفجرات الحرب العالمية الثانية. في الوقت الذي دخلت فيه قوات فيتنام الشمالية والفيتكونك منتصرة عاصمة الجنوب في سايكون، قُتِل ما يقرب من 4 ملايين شخصاً منهم مليوني مديناً و1.1 مليون جندياً فيتنامياً شمالياً ومن الفيتكونك. وخسر الأمريكيون وحلفاؤهم من جنود فيتنام الجنوبية 25,000 قتيلاً، بينهم 58,000 من أفراد الجيش الأمريكي. ولا تشمل هذه الأرقام الخسائر الفادحة من الحروب السرية الموازية التي كانت الولايات المتحدة تشنّها في تلك السنوات في كمبوديا ولاوس المجاورتين.

في سياق تحليله لمرحلة الحرب الباردة الدولية،عرّج د. مكوي على إندونيسيا وشرح دور المخابرات المركزية في الانقلاب الدموي ضد الرئيس الإندونيسي سوكارنو، في4ول: "أبرقت السفارة في جاكرتا إلى واشنطن بأنّ قائمة كبار الشيوعيين التي قدّمتها (يتم استخدامها على ما يبدو من قبل سلطات الأمن الإندونيسية، التي يبدو أنها تفتقر إلى أبسط ما يمكن من المعلومات العلنية عن قيادة البنية التحتية للشخصيات العامة) وسط الاضطرابات التي واجهها الرئيس أحمد سوكارنو، أحد مؤسسي حركة عدم الانحياز الجديدة للأمم التي سعت إلى حلّ وسط خلال الحرب الباردة. أفزعت تلك الحركة واشنطن وأثارتها فأفسحت المجال للجنرال اليميني الفاسد سوهارتو، ا لذي ظلّ حليفاً موثوقاً للولايات المتحدة للسنوات 32 القادمة"ً(ص 412).

بعد الهزيمة في فيتنام، نقلت أمريكا ومخابراتها المركزية العمليات إلى أمريكا الوسطى والجنوبية لتنفيذ الأعمال الإرهابية والحرب البديلة كما حدث للكونترا في نيكراكوا والانقلاب الدموي في جِلي. كما نشط مسرح العمليات في أفريقيا بالتحالف مع النظام العنصري في جنوب أفريقيا للقضاء على الدولة الوليدة في أنغولا. كانت الصين تبني دولة طموحة ومدّ خط سكة حديد بطول 2000 ميلاً، وهو الأول من بين العديد من هذه الخطوط ضمن مشاريع المساعدة الأجنبية، التي من شأنها أن تُكسب الصين نفوذاً استثنائياً في جميع أنحاء القارة. بحلول الوقت الذي انتهى فيه التدخل السري لوكالة المخابرات المركزية أنغولا عام 1990، كانت واشنطن قد انتصرت في الحرب الباردة وخسرت القارة بكاملها.

الحرب في أفغانستان والعراق

في أفغانستان سجلت وكالة المخابرات المركزية نصراً ساحقاً بتوظيف الإسلام الأصولي المتمثل في قاعدة أسامة بن لادن من خلال إنفاق ملياري دولاراً فقط على مدى عقد من الزمن، دمّرت النسخة الأفغانية لخطة المخابرات المركزية من الحرب البديلة 995 مركبة مدرّعة سوفيتية و745 طائرة وقتلت 15000 عسكرياً من أفراد الجيش الأحمر وسبّبت خسارة مالية للخزينة السوفيتية قدرها 96 مليار دولاراً. وهي الظروف التي جاء فيها ميخائيل غورباتشوف إلى السلطة عام 1985، فأمر بوقف (الجرح النازف) في أفغانستان واضطر الجيش الأحمر إلى الانسحاب في حالة الهزيمة في عام 1989.

في أفغانستان سجلت وكالة المخابرات المركزية نصراً ساحقاً بتوظيف الإسلام الأصولي المتمثل في قاعدة أسامة بن لادن من خلال إنفاق ملياري دولاراً فقط على مدى عقد من الزمن،
جاء المؤلف د. مكوي بعدها على ذِكر الأحداث الإرهابية في يوم 11 أيلول (سبتمبر ) من عام 2001 وما لحقها من غزو لأفغانستان في نفس ذلك العام، وغزو العراق عام 2003، الذي ليس له علاقة بتلك الأعمال الإرهابية، عام 2003. أنا شاهد بأن نظام صدام حسين كان نظاماً مجرماً دفع العراقيون ثمناً باهظاً لمجيئه إلى السلطة وطرده منها. وللحقيقة التاريخية، ما كان يوجد بين الإرهابيين الذين بلغ عددهم 19 إرهابياً أي أحد من العراق، أو حتى برعاية أو بتكليف من حكومة العراق. وصف المؤلف حرف أفغانستان بأنها انتهت بهزيمة لأمريكا، ، إذ يقول:"كانت تكاليف هذه الهزيمة باهظة بالفعل. خلال عقدين من جهود التهدئة الفاشلة ونشر 775000 جندياً أمريكياً في أفغانستان، تكبّدت الولايات المتحدة وحدها 2442 قتيلاً ونحو 20000 جريحاً. يُقدّر أنه قُتل 170000 أفغانياً بينهم 47000 ضحية من المدنيين. وصل إجمالي التكاليف الأمريكية في هذا الصراع حوالي 2.2 ترليون دولاراً في النفقات العسكرية وحدها"(ص421).

كما استنتج الجيش الأمريكي في دراسة له، "أن أداءه العام في حرب العراق كان كئيباً، قُتِل ما يقارب من 4500 جندياً أمريكياً وجُرِح 32000 آخرون. أما تقديرات خسائر العراق، فتراوح عدد القتلى المدنيين من العمليات العسكرية الأمريكية ما بين 200000 إلى أكثر من مليون ضحية. وصلت التكاليف المباشرة للحرب إلى ما يقرب من 2 ترليون دولاراً، بعد إنفاق مليارات لا حصر لها خلال عقد من إعادة الإعمار، كانت حملة القصف الأمريكية اليائسة لهزيمة الدولة الإسلامية هي تدمير المُدن وتدمير بنيتها التحتية.". وبحسب قول المؤلف، "خلص مسؤولو الجيش لتقييم الحرب إلى أنّ جهود الولايات المتحدة.. كانت غير فعالة ومُفككة وغير ناجحة في نهاية المطاف، في المهمة الحاسمة لإعادة بناء مجتمع مستقر"، بعد أن دفعت أمريكا كلفة مذهلة في الدم والأموال، خلصت الدراسة إلى أنّ "إيران الآن أكثر جرأة وتوسعية".

إقرأ أيضا: طبيعة النظم العالمية المتعاقبة منذ عصر النهضة الأوروبية

إقرأ أيضا: قصة الانتقال من الإمبراطورية البريطانية إلى عصر الهيمنة الأمريكية

التعليقات (0)