نشر موقع "أتلانتيك كاونسل" تقريرا، تحدث فيه عن الأسلحة الفرنسية والألمانية الجديدة التي يمكن أن تساهم في قلب موازين الحرب في أوكرانيا.
وقال الموقع، في
تقريره الذي ترجمته "عربي 21"، إن
فرنسا أعلنت أنها سترسل
مركبات قتالية مدرعة إلى أوكرانيا، بينما كشفت ألمانيا والولايات المتحدة يوم الخميس أن مركبات القتال الألمانية من طراز "ماردر" ومركبات "برادلي" القتال الأمريكية ستصل قريبًا إلى أوكرانيا، كما قدمت ألمانيا بطارية لأنظمة الدفاع الجوي "
باتريوت"، وهو ما يطرح أسئلة من قبيل: ماذا تعني هذه الإضافات لساحة المعركة؟ وما الذي تشير إليه بشأن تموضع فرنسا وألمانيا وأوروبا عامة، في هذا الصراع -الذي طال أمده- ضد روسيا؟
ويبين الموقع أن خبراءه سيجيبون عن هذه الأسئلة فيما يلي:
جون هيربست: مرة أخرى، الأسلحة مرحب بها ولكنها تأخرت كثيرًا
وبحسب الموقع، فقد قال الخبير جون هيربست، كبير مديري "مركز أوراسيا" وسفير سابق للولايات المتحدة في أوكرانيا، إن قيام
الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا بتقديم دروع خفيفة لأوكرانيا، هو خطوة مرحب بها ولكنها جاءت متأخرة.
وبالعودة إلى الشتاء الماضي قبل أن تبدأ موسكو غزوها الشامل، ترددت الدول الثلاث قبل إرسال الأسلحة التي تحتاجها إلى أوكرانيا، وهذه الوتيرة البطيئة تعني أن الحرب ستستمر لفترة أطول، ومع ذلك، في حين أن إدارة بايدن لم تصرّح بهدفها في مساعدة أوكرانيا واستخدمت طريقة ذكية في ذلك، وهي تزويد كييف بالمدفعية والصواريخ والطائرات دون طيار والدبابات والطائرات (إف -16)، لتمكين أوكرانيا من قطع الجسر البري إلى شبه جزيرة القرم، وبالتالي إجبار روسيا على الانسحاب من جنوب أوكرانيا، حيث يصبح من الصعب عليها إمداد جيشها في شبه جزيرة القرم.
اظهار أخبار متعلقة
ماري جوردان: فرنسا تقود الطريق في مجال الأمن الأوروبي
ونقل الموقع عن ماري جوردان، زميلة زائرة في "مركز أوروبا"، وعملت سابقًا في المديرية العامة للعلاقات الدولية والإستراتيجية بوزارة الدفاع الفرنسية، قولها إن الإعلان عن إمدادات فرنسا من الدبابات الخفيفة "AMX-10 RC" جاء عقب اتصال هاتفي بين الرئيسين الفرنسي والأوكراني، وهو تغير كبير في السياسة الفرنسية لدعم أوكرانيا، إذ أنه منذ شباط/فبراير الماضي؛ دعمت فرنسا أوكرانيا من جميع النواحي (بما في ذلك المساعدة في تنظيم مؤتمر "الوقوف مع الشعب الأوكراني" في باريس) ما عدا الجانب العسكري والذي ظل يشوبه التحفظ.
وبغض النظر عن أهمية قرار فرنسا تسليم مثل هذه المعدات العسكرية دون شركاء غربيين (إعلانها يأتي قبل يوم واحد من ألمانيا والولايات المتحدة)، قد لا يكون التسليم هو الخطوة العسكرية الحاسمة لأوكرانيا في مواجهة الهجوم الروسي المتوقع في الربيع، بل إنها خطوة سياسية أكثر بكثير، فقبل أسابيع قليلة من القمة الفرنسية الألمانية، لم تكن العلاقة جيدة البلدين، ومن السابق لأوانه معرفة تأثير القيادة الفرنسية في أوروبا، لكن فرنسا، سبقت ألمانيا لإثبات أن بلدًا أوروبيًا يمكنه أيضًا قيادة الطريق.
يورن فليك: تم إجبار برلين من طرف واشنطن وباريس
وأضاف يورن فليك، المدير الأعلى لـ"مركز أوروبا"، إن قرار الحكومة الألمانية بالانضمام إلى الولايات المتحدة وفرنسا في توفير مركبات مشاة قتالية لأوكرانيا وإن كان متأخرًا فهو أفضل من عدمه، واضعة بذلك حدًا لتردد طويل في إمكانية إرسال دبابات إلى أوكرانيا، فيما يعد الإمداد نظام باتريوت إضافةََ كبيرة جدًا، حيث تعتبر أحد الأنظمة الأكثر قيمة وندرة للقوات المسلحة الألمانية.
ومع ذلك، يضيف، يتعين على الحلفاء أن يخففوا من توقعاتهم بشأن القرار الجديد للقيادة الألمانية بتسليم "ماردرز" و"باتريوت"، وسط تحول سياسة المستشار أولاف شولز، الذي يبدو أنه متمسك بالمبدأ المعهود لألمانيا بألا تتحرك بمفردها بل مع الحلفاء، ويبدو في إعلان يوم الخميس، كما لو أن برلين أُجبرت من طرف واشنطن وباريس، وإن كانت -حسب نظره- فعلت الشيء الصحيح الذي تأخرت فيه لأنها لم يكن لديها خيارات أخرى.
جاستن كونيلي: ما الذي ستفعله بطارية باتريوت أخرى لأوكرانيا؟
وينقل الموقع، في ختام التقرير، ما قاله جوستين كونيلي، عضو كبير في القوات الجوية الأمريكية في مركز "سكوكروفت" للإستراتيجيات والأمن في ممارسة الدفاع المتقدم، أن التزام ألمانيا الأخير بتزويد أوكرانيا ببطارية صواريخ باتريوت، يأتي في وقت تمثل فيه قدرات الدفاع الجوي أكثر متطلبات كييف إلحاحًا على المدى القريب، خاصة في ظل الضربات الروسية العنيفة التي تستهدف البنية التحتية الحيوية والموارد الرئيسية والتي أدت إلى خسائر فادحة.
اظهار أخبار متعلقة
كما أن وابل الصواريخ الباليستية وهجمات الطائرات بدون طيار، تعمل على استنفاد مخزونات الدفاع الجوي الأوكراني، وهو ما سيجعل كييف تضطر لاتخاذ قرارات صعبة لتحديد الأولويات إما لحماية المدن من القصف الإستراتيجي الروسي أو الدفاع عن مواقع الخطوط الأمامية، وهي مفاضلة قد تلحق ضررًا بالغًا من القصف الروسي، على المناطق التي سيتم التضحية بها وحرمانها من الدفاعات المضادة.
لذلك، ستكون بطارية صواريخ باتريوت التي قدمتها ألمانيا، إلى جانب البطارية القادمة من الولايات المتحدة، حاسمة بالنسبة لأوكرانيا، لحماية مدنها، وتأمين مكاسب تم تحقيقها بصعوبة ضد العمليات الهجومية الروسية.