تسود حالة من القلق في الشارع
الفلسطيني على حياة العقيد الفلسطيني المتقاعد فتحي خازم "أبو رعد" (56 عاما)، المطارد من جيش
الاحتلال الإسرائيلي والذي ظهرت عليه علامات المرض في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، وفي هذه الأيام دخل في حالة صحية حرجة ومتقلبة.
ولم تستبعد عائلة العقيد المتقاعد، وقوف أجهزة أمن الاحتلال خلف تردي الوضع الصحي للمطارد الفلسطيني خازم، الذي يلاحقه جيش الاحتلال منذ أشهر، حيث عمل على دعم
المقاومة والمقاومين ضد جيش الاحتلال في الضفة الغربية المحتلة وخاصة في مخيم جنين.
وضع صحي متقلب
وأوضح أمين خازم، وهو شقيق المطارد أبو رعد، والد الشهيدين رعد وعبد الرحمن، أن "العقيد فتحي يعاني من العديد من المشاكل الصحية من مثل؛ انتفاخات وتورم في مناطق مختلفة في جسمه، كما خرج قبل قليل من عملية قسطرة قلبية، إضافة إلى التهاب في الدم".
وأضاف في حديثه لـ"عربي21": "في بعض الأوقات نجد أنه تحسن قليلا، وفجأة يسوء وضعه الصحي دفعة واحدة"، منوها أنه يوجد حاليا في مستشفى الاستشاري العربي بمدينة رام الله.
وعن وقوف أجهزة الاحتلال خلف تردي الوضع الصحي للمطارد "أبو رعد"، قال خازم: "لدى الاحتلال الكثير من السوابق في هذا الجانب، وما يجري مع أخي فتحي غير طبيعي، وهو في كل ساعة في حال، حتى أن الأطباء لم ينجحوا حتى الآن بعد إجراء العديد من التحاليل والفحوصات الطبية من تحديد السبب خلف تردي وضعه الصحي".
ولم يستعبد أمين إمكانية قيام الاحتلال بتسميم أو إيصال أي عدوى أو فيروس أو غيره لجسد شقيقه العقيد "أبو رعد"، معربا عن أمله الكبير أن يتجاوز شقيقه هذه المحنة وأن يتمكن الأطباء من علاجه بشكل عاجل.
وحول إمكانية تمكن الاحتلال من القيام بعملية "اغتيال صامت أو بطيء" للمطارد العقيد "أبو رعد"، أوضح الخبير في الأمن القومي إبراهيم حبيب، أن "هذا أمر وارد جدا، لأن الاحتلال يمتلك من القدرات العلمية والتكنولوجية، ما يؤهله لفعل ذلك، وكان مطلوبا أن يصلوا إليه، وأبو رعد في الفترة الأخيرة أصبح شخصية عامة، يزور الناس ويتحدث معهم ويشارك في الاحتفالات".
لماذا يصمت الاحتلال؟
وأضاف في حديثه لـ"عربي21": "في ظل هذا الواقع، أعتقد أن الوصول له لم يكن صعبا، إذا ما كان هناك عميل مدسوس، يمكن أن يسلم عليه أو أن يلمسه بأي طريقة كانت، أو يلقي عليه أي مادة عطرية أو أي مادة أخرى يمكن أن تنقل له فيروسا قاتلا أو غيره من الميكروبات، التي يمكن أن تتسبب له بالموت البطيء، وهذا عمل استخباري يوجد في كل دول العالم".
ونبه حبيب إلى أن "ما يثير الشك أكثر، هو السكوت الإسرائيلي عن أبو رعد بعد أن كان مطلوبا، ثم يتحرك بسيارته ويصل رام الله، وكان بالإمكان اعتقاله بسهولة خلال تنقله في الطريق، والسؤال الكبير الذي يجب الإجابة عليه؛ لماذا لم تعتقله إسرائيل وهو مطارد لها وكانت تريد اعتقاله؟".
وأشار إلى أن "إسرائيل عقب تدهور الوضع الصحي للعقيد فتحي، توقفت عن ملاحقته واعتقاله، وهذا يؤشر بأنها ربما تريد القضاء على حياته بطريقة هادئة ودون إحداث ضجة".
وعن رأيه في موقع السلطة الفلسطينية مما يجري في الضفة الغربية المحتلة وخاصة ملاحقة الاحتلال لعناصر المقاومة الفلسطينية، انتقد الخبير الأمني، موقف السلطة التي تعمل "مقاولا أمنيا للاحتلال من الباطن، مقابل الحصول على بعض الامتيازات الشخصية"، مضيفا: "لقد أصبحت أجهزة السلطة أداة الاحتلال للجم المقاومة الفلسطينية"، بحسب قوله.
وبرزت شخصية "أبو رعد" القوية والمتماسكة، عقب الإعلان عن استشهاد نجله رعد، الذي تمكن من تنفيذ عملية إطلاق نار في شارع "ديزنغوف" بتل أبيب يوم 7 نيسان/ أبريل 2022، أدت إلى مقتل 3 مستوطنين إسرائيليين وإصابة نحو 8 آخرين.
وتمكن الشهيد رعد خازم من الانسحاب من مكان العملية، وبعد مطاردة استمرت 9 ساعات، ارتقى برصاص قوة إسرائيلية خاصة في اشتباك مسلح في مدينة يافا المحتلة.
وبعد نحو 5 أشهر، سطع نجم "أبو رعد" بقوة أكبر عقب استشهاد نجله الثاني عبد الرحمن يوم 28 سبتمبر/أيلول 2022 برصاص إسرائيلي خلال محاولته مع مقاومين آخرين صد اقتحام جيش الاحتلال لمخيم جنين.