نشر موقع "بلومبيرغ" الأمريكي تقريرًا قدم فيه أبرز التوقعات لسنة 2023، من انعدام الأمن في كل من أوكرانيا وتايوان، وصولا إلى التوترات الداخلية التي تشهدها إيران والولايات المتحدة، التي تنفي استعدادها لأي كوارث عالمية قادمة.
وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إن مخاوف الأمن العالمي واضحة جدًا وسط تزايد القلق بشأن إمكانية تصعيد الحرب الروسية-الأوكرانية، مع احتمال استخدام الزعيم الروسي فلاديمير
بوتين سلاحًا نوويًا تكتيكيًا. ومع أن هذا الاحتمال مستبعد، إلا أن العائد
النووي يمكن أن يزيد من تشويه الأسس العسكرية والاقتصادية والدبلوماسية للعالم.
وأشار الموقع إلى خطر ثانٍ يتمثل في الهجوم الصيني المحتمل على تايوان الذي سيؤثر بشكل كبير على تصنيع الرقائق الدقيقة المتطورة وعلى التجارة العالمية مع إمكانية فرض عقوبات على بكين.
أما الخطر الثالث فهو تفاقم الاضطرابات الشعبية في إيران التي قد تؤدي إلى الإطاحة بالثيوقراطية وإطلاق حملة قمع وحشية من قبل "الملا" وزيادة التوترات مع الخصمين الإقليميين إسرائيل والمملكة العربية السعودية.
وذكر الموقع أن صانعي السياسات والمحللين الأمريكيين سيقضون وقتًا طويلاً في توقع هذه السيناريوهات الدراماتيكية منخفضة الاحتمال والتخطيط لها. وهي المجالات التي عادة ما تستعد وزارة الدفاع لها بشكل معقول حتى لو كانت مخاطرها وتكاليفها عالية. مع ذلك، فإن هناك عوامل وأحداثا أخرى خفية قد ينتج عنها اضطراب عالمي غير متوقع.
اظهار أخبار متعلقة
نبّه الموقع إلى تزايد احتمال تنفيذ سلسلة من الهجمات الإلكترونية على مستوى العالم في ظل تجاوز عدد الأجهزة المتصلة بالإنترنت الـ 50 مليار جهاز بعد أن كانت في حدود السبعة ملايين جهاز قبل عقد من الزمن. ويُشكل كل جهاز من هذه الأجهزة نقطة هجوم فريدة لقراصنة الإنترنت وتهديدًا لا يمكن التحصّن ضده. ونظرا لتوفر المزيد من أدوات القرصنة عبر الإنترنت وسهولة الوصول إليها، فإن الحكومات الوطنية تشجع المجموعات ذات المهارات العالية في المجال السيبراني على التعاون الخفي أو العلني.
وأكد الموقع أن الدول القومية تعمل على صقل قدراتها السيبرانية الدفاعية والهجومية على حد سواء. وفي حين أن الولايات المتحدة ليس لها إلى الآن قوة سيبرانية خاصة مثل الجيش ومشاة البحرية والقوات الجوية وحراس الفضاء، فإن العديد من الدول تعمل على ذلك بالفعل، مثل
روسيا التي تتعاون مع قراصنة حكوميين وعسكريين "داخليين" وأظهرت استعدادها للاعتماد على القطاع الخاص، ما يمنحها بشكل أساسي جيشا من القراصنة توجهه ضد خصومها.
مع الأخذ بعين الاعتبار الدعم الذي يقدمه الغرب لأوكرانيا، فإن بوتين يستعد لشن هجمات إلكترونية شديدة في سنة 2023. ومن المرجح أن يضع نصب عينيه سلاسل التوريد الاستهلاكية للأغذية والبنزين والإمدادات الطبية وغيرها من الأهداف الحاسمة، على غرار استهداف شبكة الغاز "خط الأنابيب الاستعماري" في سنة 2021.
وأضاف الموقع أن الصين تمتلك بدورها جيشا من قراصنة الإنترنت المتمرسين الذين تميل إلى استخدامهم في عمليات التجسس الإلكتروني التي غالبًا ما تكون موجهة ضد الأمن القومي ومراكز البحث والتطوير. وتمتلك إيران وكوريا الشمالية أيضًا قدرات إلكترونية عالية.
اظهار أخبار متعلقة
ونبّه الموقع إلى خطر تفشي متحوّر جديد من كوفيد أو ظهور أمراض جديدة. ولعل أكثر ما يثير القلق بشكل خاص الوضع في الصين، حيث توقف العمل بسياسة "صفر كوفيد" الصارمة ليعود 1.4 مليار شخص فجأة إلى حياتهم الطبيعية دون أن يكون لهم مناعة طبيعية ضد هذا الفيروس. وإن استعادة المواطنين الصينيين حريتهم يعني عودتهم إلى السفر حول العالم، ما يزيد من احتمال ظهور جائحة أخرى.
ومع أن معظم دول العالم قد تعلمت الكثير من الدروس عن آثار أزمات الصحة العامة خلال السنتين الماضيتين، إلا أن الصين التي خرجت لتوها من فقاعتها الذاتية بعيدة كل البعد عن هذا المنحنى، وقد يؤدي تفشي آخر للفيروس هناك إلى تدمير الاقتصاد العالمي والتسبب في اضطرابات سياسية واسعة النطاق.
وفي الختام، أشار الموقع إلى ضرورة القلق بشأن الحرب في أوكرانيا، والموقف الصيني المضطرب تجاه تايوان، والاضطراب الشديد في الشرق الأوسط، مؤكدًا أن الأحداث المفاجئة وغير المتوقعة هي التي تكون السبب الرئيسي في تعطل النظام الدولي.