تنذر أزمة الاحتباس الحراري وما ينتج عنها من ارتفاع كبير في درجات
الحرارة، بجعل موسم
الحج أكثر صعوبة من ذي قبل، إذ إن تغير المناخ سيبلغ ذروته في منطقة الخليج خلال السنوات القليلة المقبلة، لا سيما
السعودية التي تشهد ارتفاعا حادا في درجات الحرارة عاما بعد آخر.
وقال تقرير لمجلة
إيكونوميسيت؛ إنه رغم الجهود التي بذلتها الحكومة السعودية لسنوات لتخفيف درجات الحرارة على الحجاج، خاصة خلال شهور الصيف، إلا أنه "مع ارتفاع درجة حرارة العالم، سيكون الحفاظ على سلامة الحجاج أكثر صعوبة وتكلفة".
إظهار أخبار متعلقة
ولفتت المجلة إلى أن متوسط الحرارة نادرا ما ينخفض في مكة عن 20 درجة مئوية خلال ذروة فصل الشتاء، وفي الفترة بين تموز/ يوليو، إلى تشرين الأول/ أكتوبر، وعندما ترتفع الحرارة والرطوبة معا، يكون الحج أكثر خطورة، والمعروف أنه عند زيادة الرطوبة، يكون التعرق أبطأ، ما يؤدي إلى صعوبة تبريد الجسم.
وذكرت أنه بالنسبة لكبار السن أو الأشخاص الذين لديهم حالات صحية، يكون المعدل المميت لحرارة البصيلة الرطبة أقل من 35 درجة بكثير.
ومنطقة شبه الجزيرة العربية تسخن بوتيرة أسرع بكثير من المتوسط في بقية أنحاء العالم. وحتى إذا أوفت جميع البلدان بالتزاماتها الحالية بخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، يتوقع علماء أن تتجاوز درجة البصيلة الرطبة 29 درجة مئوية في 15 في المئة من أيام الحج بين 2045 و2053، و19 في المئة بين 2079 و2086. وفق المجلة.
وتشير المجلة إلى أن الحج يتطلب من المسلمين الفقراء الادخار لسنوات والذهاب إلى الحج، عندما يكونون أكبر سنا وأكثر ضعفا، ومن المتوقع أن يرتفع الطلب على الحج في السنوات الأقل حرارة، مما يؤدي إلى ارتفاع الأسعار.
إظهار أخبار متعلقة
وتشير إلى أن أحد الحلول لتجنب هذه المشكلة في السنوات الأكثر حرارة هو تحديد السن، مثلما حدث في أثناء جائحة كورونا.
وكانت دراسة أجراها باحثون في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، حذرت من خطر ارتفاع الحرارة والرطوبة في موسم الحج، خلال السنوات المقبلة، وقالت؛ إن الناس سيواجهون خطرا شديدا من الآثار الصحية الضارة.
وأشارت المجلة إلى المخاطر التي ستحدث خلال شهور الصيف، حتى لو تم اتخاذ تدابير كبيرة للحد من تأثير تغير المناخ، ولكن من دون تلك التدابير، فإن الأخطار ستكون أكبر، لذلك قد ينبغي فرض قيود على المشاركة في الحج.