هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
لم تتأثر سوق النفط العالمية مع دخول العقوبات الدولية حيز التنفيذ على قطاع النفط الروسي بتحديد سقف للأسعار حتى الآن.
وبحسب تقرير لـ" وول ستريت جورنال" فإنه بالرغم من أنه قد يكون من السابق لأوانه معرفة أثر هذه الإجراءات الدولية على عوائد النفط الروسي، فإن عدم ارتفاع الأسعار في السوق العالمية قد يعتبر "انتصارا مبكرا" للمسؤولين الأمريكيين، الذين يأملون ألا تؤثر هذه العقوبات على زيادة الأسعار.
وخلال الأسبوع الحالي، تفاعلت سوق النفط العالمية بتراجع أسعار العقود الآجلة لخام برنت لتصبح في أدنى مستوياتها خلال العام، كما تراجعت أسعار خام غرب تكساس لأدنى مستوى منذ كانون الأول/ ديسمبر 2021.
وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الجمعة، إن بلاده، أكبر مُصدر للطاقة في العالم، قد تخفض إنتاجها من النفط وسترفض بيعه لأي دولة تطبق السقف السعري "الغبي" الذي فرضه الغرب على النفط الروسي.
ونقلت "وول ستريت جورنال" عن رئيس الأبحاث في ستاندرد تشارترد، بول هورسنيل قوله: "لقد كانت الأسواق هادئة نسبيا حيال ذلك" إشارة إلى دخول تحديد سقف الأسعار حيز التنفيذ.
وأضاف أن المستثمرين "توقعوا أن روسيا سترد على العقوبات بتسليح إمدادات النفط. عندما لم يحدث ذلك، انخفضت الأسعار".
وقال بوتين خلال مؤتمر صحفي في بشكك عاصمة قرغيزستان: "بالنسبة لرد فعلنا، قلت بالفعل إننا ببساطة لن نبيع للدول التي تتخذ مثل هذه القرارات".
وأضاف: "ربما نفكر حتى في خفض الإنتاج إذا لزم الأمر".
وقال بوتين، الذي يحكم ثاني أكبر بلد مصدر للنفط بعد السعودية وأكبر بلد مصدر للغاز الطبيعي في العالم، إن روسيا ملتزمة باتفاق بشأن الإنتاج مع بقية الدول الأعضاء في مجموعة "أوبك+" لذا فإن تلك الخطوة الصارمة ما زالت مجرد احتمال.
ومضى يقول: "نفكر في ذلك، لا توجد حلول حتى الآن. وسيجري توضيح الخطوات الملموسة في مرسوم من رئيس روسيا خلال الأيام القليلة المقبلة".
وحظر الاتحاد الأوروبي واردات الخام الروسي المنقولة بحرا، وفي موازاة ذلك منعت اقتصادات مجموعة الدول السبع وأستراليا تأمين أو تمويل شحنات الخام الروسي إذا كان سعرها أكثر من 60 دولارا للبرميل.
ويشير تقرير الصحيفة الأمريكية إلى أن الولايات المتحدة تحاول تجنب حدوث "طفرة في سوق الطاقة العالمية" حتى لا تتمكن موسكو من تحقيق عائدات ضخمة من مبيعات النفط.
وقال روبرت يوغر المحلل لدى ميزوهو لوكالة رويترز: "أي مخاوف بشأن العرض أصبحت ثانوية بالنسبة للمخاوف بشأن الاقتصاد".
وقال تجار ومسؤولون للصحيفة: "إن من السابق لأوانه إعلان الفوز. العقوبات حتى الآن اجتازت اختبارها الأول بعدم التأثير على سوق النفط"، بخلاف ما حدث خلال الأسابيع الأولى من الحرب على أوكرانيا عندما زادت أسعار خام برنت إلى حوالي 140 دولارا للبرميل.
وبلغ سعر خام الأورال الروسي نحو 53 دولارا للبرميل، الجمعة، وفقا لبيانات "رويترز".
ويعتبر بيع النفط والغاز الروسي لأوروبا واحدا من مصادر العملة الأجنبية الرئيسية لروسيا منذ أن عثر علماء الجيولوجيا السوفيتيون على النفط والغاز في سيبيريا في العقود التي تلت الحرب العالمية الثانية.
ورفض بوتين محاولة الغرب تضييق الخناق على الموارد المالية لروسيا قائلا إن السقف السعري البالغ 60 دولارا يساوي بالفعل السعر الذي تبيع به روسيا نفطها.
وقال: "يبلغ (السعر) في نهاية الأمر حوالي هذا الرقم... لذا فنحن لسنا قلقين بشأن الموازنة".
وحذر بوتين من أن محاولات الغرب فرض سقف سعري ستؤدي إلى انهيار قطاع النفط عالميا ما سيؤدي إلى زيادة كارثية في الأسعار.
وقال: "هذا سيؤدي إلى انهيار القطاع نفسه لأن المستهلك سيصر دائما على أن يكون السعر أقل. الاستثمار والتمويل في القطاع أقل مما ينبغي بالفعل، وإذا استمعنا للمستهلكين وحدهم فإن مستوى الاستثمار سينخفض إلى الصفر".
وأضاف: "كل هذا سيؤدي في مرحلة ما إلى قفزة كارثية في الأسعار وانيهار قطاع الطاقة العالمي. هذا مقترح غبي لم تتم دراسته أو التفكير فيه بعناية".