قال عمدة العاصمة الأوكرانية كييف، فيتالي كليتشكو، إنهم يخططون دائما
لأسوأ السيناريوهات، لإبقاء السكان على قيد الحياة، رغم التمسك بالأمل في الخروج
بسلام من الحرب، والانتصار على موسكو.
وأشار كليتشكو، إلى النشرات التي يعدها مجلس المدينة، لمواقع الخدمات
الأساسية في حالات الطوارئ، مثل مواقع المتاجر ومكاتب البريد والبنوك وترتيبات
النقل العام، ومحطات المترو التي تفتح كملاجئ، فضلا عن شحن الهواتف والإنترنت،
ونصائح للبقاء على قيد الحياة، في حال انقطاع التيار الكهربائي لفترة طويلة.
يقول كليتشكو، بطل العالم السابق في الملاكمة، إن هذا السيناريو الأخير يبقى أسوأ احتمال، و"نحتاج إلى إخبار الناس بما
يتعين عليهم فعله إذا أصبح الموقف حرجا ولم يستطيعوا الوصول إلى الإنترنت أو وسائل
الإعلام".
وبعيدا عن الضربات الجوية الضخمة التي تستهدف
المدينة منذ 20 أكتوبر الماضي، فإن الحياة في العاصمة تبدو طبيعية إلى حد كبير،
فالمطاعم والشوارع مزدحمة، وحركة المرور تتم بشكل عادي، غير أن انخفاض درجات
الحرارة إلى -8 درجة مئوية هذا الأسبوع، أعاد إلى كييف هواجس حدوث أزمة إنسانية.
وقال كليتشكو: "بفضل جيشنا، تمكنا من
القضاء على جميع الصواريخ التي أطلقت على كييف، الثلاثاء"، قبل أن يستدرك
قائلا: "لكن قبل أسبوعين فقط كنا على وشك انقطاع شامل للتيار الكهربائي
التام، وهذا ما نخشاه، حيث إن توقف الطاقة يعني غياب الماء والكهرباء والتدفئة،
وبالتالي، فالعواقب وخيمة".
وتابع المسؤول الأوكراني: "في الهجوم
السابق، كانت المدينة بأكملها تقريبا بدون كهرباء، وخلال الـ 12 ساعة التالية، كنا
نعمل ليلا ونهارا لإعادة تشغيلها".
"لم نتوقع أبدا أنهم سيحاولون تدمير
البنية التحتية المدنية لمدننا"، يضيف كليتشكو، واصفا هذه الخطوة
بأنها "إبادة جماعية وإرهاب.. إنهم يريدون تجميد السكان المدنيين. يريدون قتلنا،
يريدون أوكرانيا بدون الأوكرانيين".
وبالنسبة إلى كليتشكو، فإن الجهود لحماية
العاصمة تبقى "ضبابية"، قائلا: "بصراحة، إنها أيام طويلة. أحيانا أكون
في حيرة من أمري في أي يوم من أيام الأسبوع نحن. أنام في مكان مختلف كل ليلة ولا
أعرف ما التحديات التي سيتوجب علينا مواجهتها في اليوم الموالي. الأهم أنني، ما
زلت على قيد الحياة وليس كل شخص يتمتع بامتياز التمتع بصحة جيدة".
تجميد الأوكرانيين
من جانبها قالت
صحيفة الغارديان البريطانية، إن
فشل "تجميد سكان أوكرانيا ودفعهم للاستسلام"، لا يعود فقط إلى التحسن السريع
للدفاعات الجوية في البلاد، ولكن أيضا بسبب الجهود الهائلة لإصلاح محطات الطاقة
بمجرد إتلافها.
وحتى الآن، تشير الصحيفة البريطانية، إلى أن
الربط بالكهرباء لا يزال غير مكتمل في أجزاء من كييف، مع استمرار تطبيق تدابير خاصة
للحفاظ على الطاقة، كما أن الشركات المسؤولة عن الطاقة تعتمد على مولدات متنقلة
لتوفير الكهرباء لسكان العاصمة.
اظهار أخبار متعلقة
وأطلقت موسكو وابلا آخر من الصواريخ على مواقع
في أوكرانيا، بداية الأسبوع الجاري، وضربت منازل ومباني وقتلت مدنيين، بعد ادعاء
الكرملين أن طائرات مسيرة أوكرانية ضربت قاعدتين جويتين.
وفيما اطمأن العديد من سكان كييف لعدم سقوط أي
صواريخ على المدينة، فإن العمدة كليتشكو، لا ينفي أن التهديدات الجوية لا تزال قائمة،
حتى مع وصول أنظمة دفاع جوي جديدة من الحلفاء الغربيين.
ولدى سؤاله عن ما إذا كانت الدفاعات الجوية تخفف
الضغط عن المدينة، قال: "الثلاثاء، تم إسقاط 70 صاروخا استهدفت المدينة، لكن
اليوم، أطرح بدوري نفس السؤال على شركائنا العسكريين".
وأضاف: "لا توجد إجابة واضحة، لا يمكننا معرفة ما إذا كانت دفاعاتنا الجوية
في حالة ممتازة في الوقت الحالي. أستطيع أن أقول إن الوضع أفضل مما كان عليه قبل
أسبوعين وأفضل بكثير مما كان عليه قبل شهرين. لكننا ما زلنا بحاجة إلى المزيد
والمزيد من أسلحة الدفاع الجوي الحديثة لإنقاذ الأرواح".
تراجع الخطر النووي
وفي السياق ذاته، اعتبر
المستشار الألماني أولاف شولتس في مقابلة نشرت الخميس أنّ خطر لجوء موسكو إلى
السلاح النووي في غزوها لأوكرانيا تضاءل لأنّ المجتمع الدولي "رسم خطاً
أحمر" لروسيا على هذا الصعيد.
وقال شولتس في مقابلة
مع وسيلتي إعلام هما "فونكي" الألمانية و"ويست فرانس" الفرنسية
إن "أمرا واحدا تغير في الوقت الراهن: لقد توقفت
روسيا عن التهديد باستخدام
السلاح النووي".
وعزا المستشار الألماني
هذا التراجع إلى واقع أن المجتمع الدولي، ومن ضمنه الصين، "رسم خطا
أحمر" لموسكو بشأن تهديدها هذا.
وعن مخاطر حدوث تصعيد
نووي في النزاع الدائر في أوكرانيا، قال شولتس: "في الوقت الحالي، لقد أوقفنا
ذلك".
وبالنسبة إلى المستشار
الألماني فإن الزيارة التي قام بها مؤخرا إلى بكين، حيث التقى خصوصا الرئيس الصيني
شي جينبينغ، ساهمت في كبح جماح التهديدات الروسية باستخدام السلاح الذري.
وقال: "خلال
زيارتي إلى بكين، أعلنا سويا أنا والرئيس الصيني شي أن الأسلحة النووية لا ينبغي
أن تُستخدم. وبعيد وقت قصير من ذلك، أعادت دول مجموعة العشرين التأكيد على هذا
الموقف".
وردا على سؤال بشأن
الجدل الذي أثاره الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أخيرا بطرحه مسألة تقديم
"ضمانات" أمنية لروسيا لإنهاء النزاع في أوكرانيا، أقر شولتس بأن البناء
الأمني الأوروبي سيكون حتما محور نقاش في نهاية المطاف.
تحصينات روسية
إلى ذلك تفقد حاكما
منطقتين روسيتين متاخمتين لأوكرانيا الأربعاء، التحصينات التي أقيمت في الأسابيع
الأخيرة بعد أن أعلنت روسيا أنها باتت هدفا للغرب ولأوكرانيا.
وتفقد حاكم منطقة
كورسك، رومان ستاروفويت، وفقا لحسابه على "تليغرام" إقامة عشرات الكتل الخرسانية
الهرمية المضادة للدبابات، تماما كما نظيره من منطقة بيلغورود، فياتشيسلاف غلادكوف.
وقال الأخير على "تليغرام": "إنها مهمة ضخمة ومهمة بشكل خاص لضمان سلامة جميع السكان".
منذ الخريف وسلسلة
الهزائم العسكرية، فإن السلطات الروسية تسرّع في وتيرة بناء تحصينات في المناطق الحدودية، في تلميح إلى أن أوكرانيا المدعومة من الناتو تريد غزو روسيا.
واعتبرت وزارة الدفاع
البريطانية في تقريرها اليومي عن الهجوم الروسي أن الجهود لتحصين الحدود تهدف إلى
"تحفيز الشعور الوطني" لدى الروس.
لكنها أشارت أيضا إلى
أن بعض صناع القرار في روسيا باتوا مقتنعين "حقا" بوجود "تهديد
حقيقي بغزو من قبل القوات الأوكرانية".
في الأسابيع الأخيرة،
اتهمت روسيا أوكرانيا بتكثيف الضربات على الأراضي الروسية كما حصل الاثنين
والثلاثاء، عندما استهدفت طائرات مسيرة مطارات روسية أحدها على بعد مئات
الكيلومترات من الحدود بين البلدين.
وفي تشرين
الأول/ أكتوبر، دمر الجسر الذي يربط بين شبه جزيرة القرم والأراضي الروسية جزئيا
جراء انفجار ضخم. وشجبت موسكو حينها عملية أوكرانية.
والثلاثاء استهدف
مستودع وقود في مطار في منطقة كورسك. واستغرقت عملية إخماد الحريق أكثر من 24 ساعة
وفقا لخدمات الطوارئ الروسية. ولم تؤكد أوكرانيا أو تنفي تورطها.