قال مدرب المنتخب
المغربي وليد الركراكي في تصريحات لصحيفة "إندبندنت" قبل مباراة فريقه ضد إسبانيا إن "أسود الأطلس" يضيفون فصلا جديدا للكرة العربية والأفريقية وأن
كأس العالم بات في متناول اليد.
وعلقت الصحيفة في تقرير أعده ريتشارد جولي أن المغرب هو الفريق الأفريقي الأخير الذي لا يزال واقفا، ولكنه يمثل في أولى مباريات كأس العالم تنظمه دولة عربية أكثر من هذا. فاللاعبون المغاربة "لا يحملون على أكتافهم آمال القارة الأفريقية بل ويمثلون الشرق الأوسط وأفريقيا، وهم الطرف الأضعف ضد إسبانيا، لكنهم يحظون بدعم المنطقتين".
وقال الركراكي: "في السابق كان المغاربة هم من يدعموننا" و"الآن هناك أفريقيا والعرب، وسنلعب بعقلية الرابح وسندخل متمايليين ونريد رفع العلم المغربي عاليا، الأمة العظيمة لا تزال هنا والأمر يعود لنا لكي نعوضها عن التضحيات".
وبالتأكيد ليست هناك "عقدة نقص" لدى الركراكي، فهو يقبل الرأي أن إسبانيا هي الفائز المتوقع، ويحترم تاريخهم الكروي لكنه يعتقد أن المستقبل هو في المغرب إن لم يكن في مكان آخر في أفريقيا.
وأضاف الركراكي: "سنعلب ضد واحدة من أفضل الأمم الكروية في العالم وهم من المرشحين المفضلين" و"لكن لدينا أمر آخر تحت أكمامنا، فلدينا يوم واحد للراحة ونأمل بإخراج مفاجأة من الحقيبة".
و"نخبر هذا لأطفالنا، يجب أن يكون لديكم أحلام، ولم تفز أفريقيا أبدا بكأس العالم، ولماذا لا نعطيهم هذا الحلم؟ في غضون 20 أو 30 عاما ربما فاز المغرب أو السنغال بكأس العالم وستنظر للوراء وتقول: لقد أخبركم".
وفي الوقت الحالي، هذا حلم، فللمرة الرابعة لن يكون هناك فريق يمثل القارة في جولة ربع النهائي، وعادة ما تأتي في كل مونديال لحظة اختراق تقع على كاهل فريق واحد. وقدمت مباريات كأس العالم الحالية مفاجآت إيجابية، كالفوز المثير لتونس ضد فرنسا والكاميرون ضد البرازيل في الطريق إلى مجموعة الـ 16، لكن خروج السنغال في المباراة ضد إنكلترا يعني أن المهمة متعلقة بالمغرب.
واستطاع اللاعبون المغاربة خلق مشاكل لمنافسيهم الأقوى. وواجهوا فريقين من أكبر الفرق التي شاركت في آخر كأس للعالم، تعادلوا مع كرواتيا وانتصروا على بلجيكا، وليكونوا في رأس المجموعة، كأول فريق أفريقي منذ عام 1998، ولأول مرة منذ عام 1986 في التصفيات قبل ربع النهائي. وقال الراكراكي: "لم نكن في مجموعة الـ 16 منذ 36 عاما مع أنه جزء لا يتجزأ من الكرة الإسبانية".
وقبل أربعة أعوام تقدمت إسبانيا على حساب المغرب في الوقت الإضافي وبهدف إياغو أسباس الذي حرم أسود الأطلس من الفوز. وعلق الركراكي: "نحن لا نبحث عن انتقام أبدا، ولا ننظر لما حدث في الماضي" و"ليس هذا هو نفس فريق عام 2018 أو نفس الفريق الإسباني".
ومع أن البحر يفصل بين البلدين بثمانية أميال إلا أن الصلات الكروية بينهما ممتدة أبعد، فأحسن لاعب في المنتخب المغربي أشرف حكيمي، ولد في مدريد، وهناك أربعة من الفرقة الحالية يمارسون حرفة
كرة القدم في إسبانيا.
ويقول الركراكي: "أعرف أن هذا منصف في الحب والحرب وبالنسبة لنا فهذه كرة قدم، وهناك لاعبون من الطرفين يريدون الدفاع عن بلدهم"، و"حتى لو كان لدينا لاعبون ولدوا في إسبانيا فهم مغاربة".
وعبر حارس المرمى المغربي منير المحمدي عن إعجابه بمنافسيه "أحب ثقافة الكرة في إسبانيا" مضيفا أن "فريقهم ومنذ 15 عاما بدأ بممارسة الخط الرفيع في اللعب (حيث يبقى الدفاع قريبا من الوسط عندما تكون الكرة معهم) وكذا تيكا- تاكا (تمريرات قصيرة) وبلاعبين موهوبين في الوسط، فأنت تملك الكرة ولكن لا تتخلى عنها، وتعرف أنها إسبانيا بعيدا عن الإسم".
ولا يستطيع الفريق المغربي اللعب بهذه الطريقة "امتلكوا الكرة بنسبة 70% واليابان بنسبة 17% وفازوا". ولاحظ أن اليابان فازت على ألمانيا والسعودية على الأرجنتين بأقل من امتلاك الكرة وابتسم "يجب علينا، ربما النظر إلى نقاط السيطرة على الكرة، ونأمل ألا يعرف الإسبان ما يفعلونه بالسيطرة على الكرة".
ولكن خطة اللعب التي سيطبقها مختلفة، فلدى الفريق المغربي ورقة نظيفة ضد كرواتيا وبلجيكا. ودافع فريقه جيدا ويطمح للأعلى "طموحي لا حدود له" يقول الركراكي، مضيفا: "الآن لم يتبق من الفرق الأفريقية إلا نحن وآمل بأن نلعب مباراة جيدة ونصنع التاريخ لبلدي".