إدمان التسوق قد يبدأ في سن مبكرة، والهدف منه الخروج من حالة التوتر والقلق، لكنه قد يسبب التورط في الديون..
ضحاياه أغلبهم من النساء، وعادة ما يشعرون بالندم بعد القيام به، بسبب الضرر الذي يمكن أن يحصل لميزانيتهم، وقد تجعلهم يسقطون في فخ الديون، إنه هوس "التسوق القهري".
جميعنا نشترك في فكرة أن الإدمان دائما ما يكون متصلا بمادة معينة على غرار المُخدرات والكحول وغيرها من المواد التي يلجأ إليها الكثيرون لتخفيف الضغط عليهم بعد نهاية يوم شاق، أو حسب البعض للبحث عن قليل من السعادة تُنقذنا من إحباطات الحياة وصعوباتها.
لكن عندما نقول "تسوّق" أو"شراء" الملابس والأحذية والمنازل والسيارات وغيرها، فهل تعتقد أن مثل هذا السلوك يمكن أن يصبح إدمانا؟
اظهار أخبار متعلقة
تقول البروفيسورة نينا رومانتشوك-زايفرت، كبيرة الأطباء النفسيين في مستشفى شاريته في برلين، إن الشراء القهري يعد شكلا من أشكال الإدمان الذي لا صلة له بمواد معينة، وعلى عكس إدمان المخدرات مثلاً، لا يشتهي الشخص المصاب مادة مثل الكوكايين أو الكحول، ولكن بالأحرى يشتهي نشاطاً يكون المخرج الوحيد له من حالة القلق والتوتر أو كما تفسره مديرة مركز القيادة والبحوث الصحية في جامعة رويال رودز الكندية "إليزابيث هارتني" بأنه "إدمان سلوكي" للشعور بالرضا وتجنب المشاعر السلبية مثل القلق والاكتئاب.
يبدأ عادة هذا هذا الإدمان أواخر سن المراهقة وما تتصف به من اضطرابات وتقلبات مزاجية عادة ما تخرج أفعال الشخص عن السيطرة، ما يجعل من سلوك الاستهلاك أو لنقل شراء شيء جديد وسيلة للتغلب على هذه الاضطرابات، كشكل من أشكال التعويض أو مكافأة نفسه، وهو ما يعد شكلاً من أشكال الإدمان، ما يجعلهم "فريسة سهلة" أمام صناع الإشهار، لإظهار تلك الإعلانات وتُغريك بالنقر عليها، لتشاهد تفاصيل أكثر عن أشياء لا تحتاجها أو لا تريدها، لاسيما في العروض والتخفيضات، مثل المكياج والملابس والأدوات المنزلية بالنسبة للمرأة، والكتب والأدوات والمعدات الحاسوبية للرجال، وهي تصرفات عادة ما تكون أقرب للانفعال من التعقل.
قد يفسر إخفاء الكثيرين لأكياس المشتريات عن العائلة خوفا من ردة فعلهم إزاء مرضهم هذا "حمى التسوق"، ويرى خُبراء الصحة النفسية أن هناك طرقا للتعافي منها، كممارسة الرياضة والاستماع إلى الموسيقى ومشاهدة التلفزيون، أو ببساطة جدا قم بإزالة تطبيقات التسوق، واحمل نقودا كافية فقط لشراء ما تحتاجه.