لا تتوقف
الجماعات الاستيطانية اليهودية عن اختراع الوسائل وتزوير الحقائق لإثبات مزاعمها التاريخية
بتهويد
القدس المحتلة، وآخرها ما ابتدعته عن وجود
مقابر يهودية قديمة في المدينة المقدسة،
وهو ما فندته أوساط فلسطينية وعربية، بل يهودية في الآونة الأخيرة، التي أكدت أن هذه
الجماعات تتحدث عن مقبرة مهجورة، بينما تتجاهل موتى الفلسطينيين والعرب والمسلمين الذين
دفنوا منذ ألف عام في المدينة ذاتها.
أوري
إيرليخ، منسق الإعلام الجديد في جمعية "
عيمك شافيه" الخاصة بشؤون القدس، أكد
أن "جمعية إلعاد اليمينية، التي عهدت إليها دولة الاحتلال بوضع يدها على أجزاء
متزايدة من البلدة القديمة في القدس المحتلة، قامت بتطوير مقبرة سمبوسكي على سفوح جبل
صهيون، وكعادتها في الكثير من المناطق داخل فلسطين المحتلة، أنشأت ما تزعم أنه واقع
جديد لها؛ لمساعدتها بسرد قصة القدس كمدينة يهودية، وبالتالي محو حاضرها المعقد".
وأضاف
في مقال نشره موقع محادثة محلية، وترجمته "
عربي21"، أن "هناك مقبرة القرائين
على الضفة الجنوبية على منحدرات أبو طور، وتحكي المقبرة قصة عودة اليهود للقدس في الفترة
الإسلامية المبكرة، وطردهم مرة أخرى من قبل الصليبيين، وعودتهم إليها بعد تحرير صلاح
الدين الأيوبي لها، وتقع هذه المقبرة تحت التلفريك، الممتد من منطقة محطة القطار إلى
البلدة القديمة، حيث سيتم بناء محطته الأخيرة على مركز الزوار الجديد".
وأشار
إلى أن "هذه المقبرة شهدت حضورا لم يسبق له مثيل من قبل في خطة ترامب المسماة
"صفقة القرن"، التي اعترفت بالقدس المحتلة كموقع مقدس للشعب اليهودي، ثم
مرّت بعملية إعادة بناء بتوجيه من جمعية إلعاد الاستيطانية، واليوم تعمل الجرارات بشكل
عشوائي، حيث يتم حفر شواهد القبور الجديدة، بغض النظر عن مكان الدفن الأصلي، وبناء
الأسوار والسلالم حولها، وربما يرجع سبب الاهتمام الذي اكتشفه إلعاد في المقبرة لموقعها
الجغرافي".
وكشف
أن "الطريق الذي يؤدي للمقبرة هو الطريق الوحيد للوصول إلى حي فلسطيني، ويسمى
وادي الربابة المقدسي، حيث يعيش ألف فلسطيني، وفي السابق كانت هناك محاولة لوضع بوابة
في الموقع من شأنها أن تمنع سكان الحي من الوصول لمنازلهم بالسيارة، ولكن تم إيقاف
المخطط في اللحظة الأخيرة، وعندما تنظر إلى المشهد، من المستحيل عدم ملاحظة السخرية
من التعامل مع التراث القائم في المنطقة، وهي لعبة محصلتها صفر، بموجبها يكون الإرث
الذي يخدم الغرض الاستيطاني مهمًا، ويتم الحفاظ عليه، أما الإرث الذي لا يخدم الاستيطان
فيمكن تجاهله".
وأوضح
أنه "من أجل الترويج لخطة استيطانية إشكالية يتم التلاعب بمواقع تراثية للترويج
لسياسة تهويد المنطقة بأكملها، والضحية المباشرة للمخطط الذي تسعى جمعية إلعاد لتنفيه
هو الحي الفلسطيني في وادي الربابة، الذي تم بناء منازله الأولى في القرن التاسع عشر
على المنحدرات الشرقية لجبل صهيون، ما يكشف عن الآلية الاستيطانية التي تهدف لمحو
القدس الفلسطينية من الوعي، وهي تستمر في العمل رغم مخالفتها كل الوقائع التاريخية".