هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
في سابقة لم تحصل مع رؤساء حكومات ما بعد عام 2003، أجرت سفيرة الولايات المتحدة في بغداد، ألينا رومانوسكي، ست زيارات إلى رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، منذ توليه منصبه في 27 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.
آخر تلك الزيارات كانت، الأحد، حيث أعلنت رومانوسكي على "تويتر" أنها ناقشت مع السوداني، التعاون بين بغداد وأربيل حول جهود مكافحة الفساد والخدمات العامة والقضايا الإنسانية والأمنية، مشيرة إلى أن التعاون الموسع مع حكومة العراق في المصالح المشتركة سيساعد بتحقيق نتائج ملموسة للشعب العراقي.
— Ambassador Alina L. Romanowski (@USAmbIraq) November 20, 2022
وكان لافتا أيضا، بأن اللقاءات المكثفة بين رومانوسكي والسوداني، تجري وسط صمت من قوى الإطار التنسيقي الشيعي، والمليشيات المنضوية فيه، والتي كانت تصف حكومة سلفه، مصطفى الكاظمي، بأنها تتلقى التعليمات من واشنطن وتنتمي للمحور الذي تقوده الولايات المتحدة في المنطقة.
رسائل أمريكية
وتعليقا على ذلك، رأى رئيس مركز "التفكير السياسي" في العراق، إحسان الشمري أن "هذه الزيارات تأتي في إطار الاستدارة لإدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن نحو العراق، وأيضا يأتي في إطار النشاط الدبلوماسي المتصاعد للسفيرة الأمريكية في بغداد".
وقال الشمري لـ"عربي21" ان "اللقاءات تمثل رسالة دعم واختبار في الوقت نفسه لحكومة السوداني، على اعتبار أن البيئة التي جاءت منها (قوى الإطار التنسيقي الشيعي) معادية للولايات المتحدة الأمريكية، لذلك قد تكون الزيارات المتكررة هي لمعرفة مستويات الالتزام بين واشنطن وبغداد".
من جانب آخر، أضاف الشمري، أن "رسالة إلى إيران كذلك، بأن الولايات المتحدة الأمريكية لن تترك العراق مرة أخرى لطهران حتى تتغول في العراق كما حصل في حكومة رئيس الوزراء الأسبق عادل عبد المهدي".
وفي السياق ذاته، أعرب أستاذ الإعلام في العراق، غالب الدعمي عن اعتقاده بأن "الحكومة الأمريكية كان لها دور كبير في تشكيل الحكومة العراقية ودعمت تولي، محمد شياع السوداني، شخصيا لرئاسة الوزراء، ويبدو أنها تهدف لأن يكون العراق مستقرا".
وأوضح الدعمي في حديث لـ"عربي21" أن "الولايات المتحدة تعرف جيدا أن بقاء العراق بعيدا عن المجتمع العربي يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع أسعار الطاقة سواء من النفط أو غيره".
وتابع: "لذلك العراق مطلوب منه الآن وفق وجهة النظر الأوروبية والأمريكية أن يكون مستقرا، وأن هذا الاستقرار يأتي من خلال دعم حكومة السوداني وفتح آفاق للتعاون الأوروبي والعربي وهذا الشيء مهم جدا، وأن النتائج حتى الآن هي إيجابية".
تخفيف الضغط
وبشأن صمت قوى الإطار التنسيقي عن زيارات السفيرة الأمريكية، قال الشمري إن "ذلك جزء من عملية وضع علاقتهم مع الولايات المتحدة الأمريكية بمسار يتماهى مع المسار الآن الذي يحدث بين طهران و واشطن على مستوى الملف النووي الإيراني، لذلك يبدو أنها سياسة متوازية".
وأردف: "كذلك هم (الإطاريون) لا يريدون استفزاز واشنطن في هذا الوقت، لأن الحكومة تابعة لهم، وأن استعداء أو استفزاز الولايات المتحدة الأمريكية قد يكلفهم كثيرا، إضافة إلى أنها محاولة لتخفيف الضغوط أو العقوبات الأمريكية التي فرضت سابقا على بعض الشخصيات الحليفة لإيران".
من جهته، رأى الدعمي أن "صمت الإطار التنسيقي عن اللقاءات، لأن السوداني يمثلهم فهو مرشحهم ويدعمونه، لذلك فإنهم سيغضون النظر عن هذه اللقاءات والتصريحات، كون الإطار اليوم يبحث عن تحقيق نجاح، وهذا لن يتم من دون فتح آفاق جديدة للتعاون".
وفي هذا الصدد، نقل موقع "أكسيوس" الإخباري الأمريكي، عن مصادر تأكيدها، أن إدارة الرئيس جو بايدن، أبلغت، رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، رفض التعامل مع الوزراء وكبار المسؤولين في الحكومة المنتمين إلى المليشيات الشيعية.
وقال الموقع في تقرير له، الخميس، إنه "كشف مصدران مطلعان عن أن إدارة بايدن أوضحت لرئيس الوزراء العراقي الجديد أنها لن تعمل مع الوزراء وكبار المسؤولين المنتمين إلى الفصائل التي صنفتها الولايات المتحدة على أنها منظمات إرهابية".
ووفقا للموقع فإنه "مع ذلك، فإن الولايات المتحدة تخطط إلى حد كبير للعمل مع الحكومة العراقية الجديدة، ومنحها فرصة، فالعراق شريك رئيسي لإدارة بايدن في المنطقة، مع العديد من المصالح الأمنية والاقتصادية الأمريكية التي يجب الحفاظ عليها".
وكشف المصدران أيضاً عن أن "إدارة بايدن قررت بالفعل أنها لن تعمل مع وزير التعليم العالي، نعيم العبودي، وهو عضو في عصائب أهل الحق (بزعامة قيس الخزعلي)، وهو فصيل مسلح تموله إيران".
وأشار تقرير الموقع الأمريكي إلى أن "السفيرة الأمريكية في العراق ألينا رومانوفسكي اجتمعت مع السوداني خمس مرات منذ أن تولى منصبه قبل أقل من ثلاثة أسابيع".
وقالت المصادر للموقع إن "رومانوسكي، أبلغت السوداني بالسياسة الأمريكية بشأن التعامل مع وزراء الحكومة والمسؤولين المرتبطين بالفصائل. الرسالة نفسها نقلها مسؤولون آخرون في إدارة بايدن إلى الحكومة العراقية".
وبينت أن "إدارة بايدن راضية عن الانخراط البناء مع السوداني الذي شهدته حتى الآن، وأن أفعاله ستحكم على استقلال رئيس الوزراء الجديد عن النفوذ الإيراني"، مشيرة إلى أن "إدارة بايدن قلقة من أن السوداني لن تكون لديه سيطرة كافية على الفصائل المسلحة".
اقرأ أيضا: قصف إيران للعراق يضع السوداني باختبار جديد.. كيف سيتعامل؟
وكانت السفيرة الأمريكية، آلينا رومانوسكي، أكدت خلال مقابلة مع قناة "العربية" السعودية، الأربعاء، أن بلادها تشجع رئيس الوزراء محمد شياع السوداني على بناء علاقات خارجية متوازنة .
وشددت رومانوسكي على ضرورة أن تسيطر الحكومة على السلاح المتفلت، وأن العراقيين لا يريدون أن تقودهم المليشيات، مؤكدة أن الولايات المتحدة كانت واضحة في تأكيد بقائها بالعراق، من أجل المساهمة في بناء قدرات الجيش وقوات الأمن.