هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت مجلة "جي كيو" الأمريكية تقريرًا، تطرقت فيه لأحد القوانين في كرة القدم والذي قد يبدو غريبًا، لكنه يطبَّق على الجميع؛ حيث يمنع خلع القميص للاحتفال بعد تسجيل الأهداف، وهو تصرف يكلّف اللاعب بطاقة صفراء.
وقالت المجلة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"؛ إن الفرنسي أوليفييه جيرو، لاعب ميلان الإيطالي؛ كان آخر ضحايا هذا القانون الغريب، حين سجل هدف الفوز لفريقه ضد سبيتسيا في الدقيقة الأخيرة من مباراة الجولة الماضية في الدوري الإيطالي، ليطلق اللاعب العنان لفرحته بنزع قميصه، وهي طريقة معروفة عند العديد من اللاعبين في التعبير عن فرحتهم بتسجيل الأهداف، وهو ما كلّفه الحصول على بطاقة صفراء ثانية، ما يعني الطرد بالبطاقة الحمراء لأنه كان يملك إنذارًا.
وتساءلت المجلة إن كان طرد لاعب للاحتفال بهدف أمرا عاديا أم لا؟ مشيرة إلى أن هذا القانون يبدو غريبًا بعض الشيء لكن جميع اللاعبين سواسية أمامه.
وأشارت المجلة إلى أن هذه الطريقة في الفرحة من اللاعبين غير مفهومة، إذ يُجهل حتى الآن السبب أو الدافع للفرحة بهذا الأسلوب، ومع ذلك فلوائح كرة القدم واضحة وتمنع ذلك، فكانت العقوبة غريبة على غرابة الطريقة، إذ لا يعقل وضع عقوبة في نفس مستوى ابتهاج اللاعب؛ من الناحية النظرية؛ لكن من الناحية العملية، للأسف نعم. فإلى متى تعود بداية تطبيق هذا القانون؟
ماذا تنص اللوائح؟
ووفقًا للمجلة؛ تنص المادة رقم 12 من لوائح العقوبات للاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" بوضوح: "يمكن للاعبين الاحتفال بتسجيل هدف، لكن يجب ألا يكون هذا الاحتفال مفرطًا، ويشمل ذلك نزع القميص".
وأوضحت المجلة أن المصادر تشير إلى أن أشهر لاعب تلقى إنذارًا بسبب نزع القميص، هو الإيطالي أنطونيو كاسانو في سنة 2004، من قِبل الحكم الشهير كولينا في مباراة بين روما ويوفنتوس بعد أن قام، بالإضافة إلى خلع قميصه، بركل عمود راية الركنية وكسره.
ويوضّح كولينا هذا الأمر قائلًا: "يجب تحذير اللاعب، إذا خلع قميصه أو غطى رأسه بالقميص"، لذا فإن إزالة القميص أو رفعه - وهي الطريقة التي احتفل بها لأول مرة لاعب إيطالي أيضا وهو فابريزيو رافانيلي، بعد هدفه في نهائي دوري الأبطال 1996- في نهاية الأمر، هو نفس الشيء كما تنص اللائحة.
لماذا هذا القانون؟
وبينت المجلة أن القاعدة التي بموجبها يقوم الحكم بإنذار اللاعب الذي يفرح بخلع قميصه؛ تعود رسميًا إلى سنة 2004، ولكن لكي نفهم من أين جاءت الفكرة ولماذا هو أمر أكثر تعقيدًا بعض الشيء، نظرًا لوجود العديد من الروايات، وكلها معقولة من الناحية النظرية.
وتفيد المجلة أنه مع ذلك لا يوجد تفسير رسمي أيضًا، بل مجرد تفسيرات مختلفة تحاول فهم القانون المطبق منطقيًا؛ حيث يشير السبب الأول إلى أن هذا القانون مرتبط بتجنب إضاعة الوقت؛ ولكن - في الواقع - هذا الأمر لا يتوافق مع كون الحكم سيحتسب وقتًا بدل ضائع في كل الأحوال.
وبحسب المجلة هناك تفسير آخر مرتبط بالرغبة في تجنب أي حوادث محتملة، لأنه سبق وأن حدث في الماضي، أن القميص الذي ألقاه لاعب باتجاه المدرجات احتفالًا بهدفه، تسبب في اضطراب عنيف بين المشجعين الذين أرادوا الحصول عليه.
بالإضافة إلى ذلك؛ هناك سبب آخر هو ديني بحت، كما أشار الرئيس السابق للجنة الحكام الألمانية، فولكر روث منذ فترة، حين قال: "في الدول الإسلامية، ليس من الآداب خلع قميصك أمام الناظرين، ونظرًا لأن اللائحة تطبق في العالم بأسره، شعرنا أنه من الضروري توسيع القاعدة بشكل موحد على الجميع". هذا ناهيك عن الكتابات والشعارات التي تحت القمصان، والتي يتعمد اللاعبون إبرازها لنصرة القضايا أو التضامن السياسي…
وختمت المجلة تقريرها بالإشارة إلى أن الأطروحة الأكثر واقعية، هي أن سبب فرض هذه القاعدة ذو أبعاد تجارية، إذ يعتقد الكثير بأنه عندما تم فرض حظر على خلع القميص سنة 2004، كان السبب مرتبطًا بفرحة لاعب إيطالي آخر، وهو كريستيان فييري، الذي كان يرفع قميصه بعد كل هدف يسجله مع نادي "إنتر" ليكشف عن إعلانات تجارية.
من ناحية أخرى؛ لطالما عارضت الفرق والجهات الراعية أسلوب خلع قميص النادي، لأن لحظة الهدف هي لحظة ثمينة لظهور الراعي الرسمي للفريق، فهي ثوان ثمينة من اللقطات التليفزيونية للعلامات التجارية التي تدفع بسخاء لوضع اسمها على قمصان الفرق، ومهما كان الدافع، فالقانون موجود ولا مفر للاعبين من احترامه.