سياسة عربية

عودة إماراتية إلى جزيرة ميون اليمنية.. اتفاق مع عمدة عدن

سبق أن أثارت تحركات أبوظبي في جزيرة ميون علامات استفهام كبيرة- عربي21
سبق أن أثارت تحركات أبوظبي في جزيرة ميون علامات استفهام كبيرة- عربي21
أعلن عمدة العاصمة اليمنية المؤقتة، عدن، جنوبي البلاد، أحمد لملس، الأحد، توقيع اتفاق مع الإمارات لبناء مدينة سكنية في جزيرة ميون على مدخل مضيق باب المندب، في تجدد لمساعي أبوظبي للهيمنة على الجزيرة الاستراتيجية، وفق يمنيين.

ونشر عمدة عدن على صفحته بموقع "فيسبوك"، الأحد، خبرا يفيد بأنه وقع مع الشيخ علي سعيد الخرور، شيخ جزيرة ميون على المرحلة الأولى من إنشاء وتعمير مدينة سكنية متكاملة، مقدمة من دولة الإمارات لأبناء الجزيرة.

وقال لملس؛ إن المشروع يشمل 140 وحدة سكنية، إضافة إلى مشاريع البنية التحتية للمشروع والخدمات الملحقة كافة؛ من مدارس ووحدات صحية، وغيرها من المرفقات الخدمية للمشروع، سيتم تنفيذها على مراحل مزمنة.



وسبق أن أثارت تحركات أبوظبي في جزيرة ميون الواقعة في قلب باب المندب، حيث ممر الملاحة الدولي، عاصفة من المواقف الرسمية والسياسية في البلاد خلال العام 2021، بعد الكشف عن شروعها بإنشاء قاعدة عسكرية، دون علم الدولة اليمنية.

ولم يصدر أي تعليق من قبل الحكومة اليمنية حول هذا الاتفاق الجديد في جزيرة ميون، الذي سبق أن أكد وزير خارجيتها، أحمد بن مبارك، أن أي اتفاق يجب موافقة مجلس النواب عليها، كونها قضايا سيادية.

وكانت وكالة الأنباء الأمريكية "أسوشييتد برس"، قد نشرت في أيار/مايو 2021، تقريرا مصورا، يظهر بناء قاعدة جوية في جزيرة ميون الواقعة في قلب باب المندب، حيث ممر الملاحة الدولية، يعتقد أنها تابعة لدولة الإمارات.

ونشرت الوكالة صورا مأخوذة من أقمار صناعية، تظهر أعمال بناء القاعدة.

ولفتت الوكالة إلى أن موقع القاعدة يأتي في واحدة من نقاط المرور البحرية المهمة في العالم لكل من شحنات الطاقة والبضائع التجارية.

‏ونقلت "أسوشييتد برس" عن مسؤولين في الحكومة اليمنية، قولهم؛ إن "الإماراتيين يقفون وراء هذا الأمر، وذلك برغم إعلانهم رسميا في 2019 الانسحاب من اليمن.

وأظهرت صور الأقمار الصناعية، أن العمل يجري في الجزيرة على بناء مدرج للطائرات بطول 1.85 كيلومتر (6070 قدما).

"غضب رسمي سابق"

وعقب موجة الغضب التي اجتاحت دوائر رسمية، بشأن تحركات الإمارات في جزيرة ميون، قال مصدر مسؤول في التحالف الذي تقوده السعودية، حينها؛ إنه "لا صحة للأنباء التي تتحدث عن وجود قوات إماراتية في جزيرتي سقطرى وميون في اليمن"، وفق ما نقلته وكالة الأنباء السعودية الرسمية.

وحول الاستحداثات في جزيرة ميون الواقعة مدخل مضيق باب المندب، قال المصدر: "ما يوجد من تجهيزات في جزيرة ميون هو تحت سيطرة قوات التحالف، وفيما يخدم تمكين قوات الشرعية والتحالف من التصدي لمليشيات الحوثي، وتأمين الملاحة البحرية، وإسناد قوات الساحل الغربي".

وأواخر شهر أيار/ مايو 2021، نفى وزير الخارجية اليمني، أحمد عوض بن مبارك، توقيع الحكومة اليمنية أي اتفاقية لإنشاء قاعدة عسكرية على أراضيها.

ونقلت وكالة "سبوتنيك" الروسية، عن ابن مبارك، ردا على سؤاله بشأن التقارير عن إنشاء قاعدة إماراتية في جزيرة ميون قوله: "ليس هناك أي اتفاق وقع بالمطلق مع أي أحد، فيما يتعلق بإنشاء قاعدة عسكرية على الأراضي اليمنية".

وأضاف: "الاتفاقات من هذا النوع، يجب موافقة مجلس النواب عليها، فهذه قضايا سيادية"، متابعا :"لدينا ثابت رئيسي، كامل التراب اليمني ومياهه وسمائه، لا يملك أي طرف أن يتنازل عنها".

ومطلع نيسان/ أبريل 2021، نشرت صحيفة "عربي21" تقريرا يكشف عن استقدام الإمارات لعمالة أجنبية إلى جزيرة ميون الاستراتيجية، على مدخل مضيق باب المندب، لاستكمال الأعمال الإنشائية لبناء مدرج طائرات ضمن قاعدة عسكرية تابعة لها فيها، وفق ما تحدثت به مصادر يمنية للصحيفة.

اقرأ أيضا: الإمارات تشيّد مدرجا بقاعدة عسكرية في جزيرة يمنية (شاهد)

وحصلت "عربي21" أيضا على صورة وتسجيل مصور للأعمال الإنشائية التي شرعت فيها الإمارات منذ وقت سابق من العام الجاري، في جزيرة ميون اليمنية الواقعة وسط مضيق باب المندب.

ويظهر التسجيل مدرج طائرات يجري تشييده من قبل الإماراتيين في جزيرة ميون، التي تبلغ مساحتها 13 كيلومترا مربعا، في سياق خطة تحويلها إلى قاعدة عسكرية لها، بعد تفكيكها أجزاء من قاعدتها التي كانت تديرها في دولة أريتريا.

وتظهر معدات وآليات داخل المدرج، الذي يتم بناؤه لاستقبال طائرات حربية إماراتية وسعودية إلى جزيرة ميون الاستراتيجية التي تم عزلها عن محيطها، وتهجير عدد من سكانها إلى مديرية ذوباب التي تقع الجزيرة في نطاقها الإداري، وفقا للمصادر.

"ردود غاضبة"

وفي سياق ردود الفعل اليمنية على هذا الموضوع، شن الكاتب والمحلل السياسي، مصطفى راجح، هجوما شديدا على محافظ عدن، وتوقيعه على ما أسماه مشروع مدينة سكنية في جزيرة ميون على البحر الأحمر.

وقال راجح عبر موقع "فيسبوك" مساء الأحد؛ إن "وكلاء الاحتلال وأحذيته، هجروا أربعمئة آدمي من سكان ميون، والآن يشرعنون لبناء وحدات سكنية لضباط إماراتيين وإسرائيليين ومتعددي الجنسيات في الجزيرة التي تطل على باب المندب".

فيما قال علي القحوم، وهو  موالٍ لجماعة الحوثي عبر موقع "تويتر": "نراقب عن كثب السلوك العدواني الأمريكي الصهيوني البريطاني، المستمر قبالة السواحل اليمنية في جزيرة ميون وسقطرى؛ من بناء القواعد العسكرية وتدفق القوات الأجنبية الغازية، وتهجير المواطنين وطمس الهوية والتغيير الديمغرافي، ونهب الثروات والاستمرار في العدوان والحصار والمؤامرات المهولة على اليمن" على حد قوله.

 



 

 

 

 


"بعد بناء قاعدة عسكرية"

وذكر الناشط اليمني، سعيد الميسري، أن الإمارات توقع اتفاقية لبناء مدينة سكنية في جزيرة ميون اليمنية الاستراتيجية بباب المندب، بعد انتهائها من بناء قاعدة عسكرية تحوي مطارا عسكريا.

 

 

 

بدوره، علق الإعلامي اليمني في قناة الجزيرة القطرية، سمير النمري، على توقيع محافظ عدن على الاتفاقية بشأن جزيرة ميون الواقعة وسط باب المندب، قائلا: "وقعها شيخ سلفي ومحافظ عدن المواليان لأبوظبي... الإمارات توقع اتفاقية لبناء مدينة سكنية في جزيرة ميون اليمنية الاستراتيجية بباب المندب، بعد انتهائها من بناء قاعدة عسكرية تحوي مطارا عسكريا".


التعليقات (0)