هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
شهدت إيران، نوعين من الاحتجاجات اليوم الجمعة، إحداهما استكمالا لحالة الغضب الواسعة بعد وفاة الشابة مهسا أميني شهدت مقتل أحد المحتجين، وأخرى تنديدا بالهجوم على "مرقد شيراز".
احتجاجات مستمرة وقلق على المعتقلين
خرج متظاهرون في مدن عدة لا سيما في زاهدان مرددين هتافات ضد المرشد الإيراني، علي خامنئي، وضد قوات التعبئة "الباسيج" التي لعبت دورا رئيسا في قمع المظاهرات.
وأفادت وكالة الأنباء الرسمية "إيرنا" بمقتل أحد المتظاهرين جراء ما أسمتها "أعمال الشغب" في مدينة زاهادان التي تشهد احتجاجات ضد النظام.
وأضافت: "على إثر أعمال الشغب اليوم في زاهدان، فقد أحد المواطنين حياته جراء إطلاق نار من أشخاص مجهولين، وأصيب 14 شخصا من الناس وقوات حفظ الأمن بجروح"، وذلك نقلا عن مجلس الأمن في المحافظة.
في حين قام شبان إيرانيون بمهاجمة مقار لقوات الباسيج، معبرين عن غضبهم بسبب قمعها للمتظاهرين بشكل دموي منذ بدء الاحتجاجات.
— إيران الحرة (@IranAlhurra) October 28, 2022
— عبدالباسط الشميري حساب بديل (@abdlbastalshm) October 28, 2022
وأبدى مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، الجمعة، قلقه من معاملة إيران للمحتجين المعتقلين.
وقال إن السلطات ترفض الإفراج عن بعض جثث القتلى.
اقرأ أيضا: إيران تهدد بالرد على هجوم "مرقد شيراز".. وتلوم الاحتجاجات
وقالت منظمة العفو الدولية، إن قوات الأمن قتلت ما لا يقل عن 66 شخصا في حملة قمع عنيفة يوم 30 أيلول/ سبتمبر الماضي في زاهدان وحدها، في حين لم تؤكد السلطات الإيرانية هذه الحصيلة وتتكتم على أرقامها المتعلقة بضحايا الاحتجاجات.
وبرواية رسمية إيرانية، قال مجلس أمن المدينة، إن معارضين مسلحين هم من بدأوا الاشتباكات التي أدت إلى مقتل أبرياء، لكنه أقر بوجود "أوجه قصور" من جانب الشرطة.
وقالت جماعات حقوقية، إن ما لا يقل عن 250 متظاهرا قتلوا، واعتقل الآلاف في أنحاء البلاد. وفشلت الحملة الصارمة التي شنتها قوات الأمن، ومن بينها قوات الباسيج التي لها سجل حافل في سحق المعارضة، في تهدئة الاضطرابات.
وقالت رافينا شامداساني المتحدثة باسم مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان، في إفادة صحفية في جنيف، نقلا عن مصادر عدة: "ما يثير القلق بشكل خاص هو المعلومات التي تفيد بأن السلطات تنقل المتظاهرين المصابين من المستشفيات إلى مراكز الاحتجاز، وترفض تسليم جثث القتلى إلى ذويهم".
وتابعت بأن السلطات تفرض شروطا في بعض الحالات للإفراج عن الجثث، وتطلب من العائلات عدم إقامة جنازات أو التحدث إلى وسائل الإعلام. وقالت إن المحتجين المحتجزين يُحرمون في بعض الأحيان من الحصول على علاج طبي.
في حين تنفي طهران هذه الأنباء، وتهاجم المنظمات الحقوقية وتتهمها بأنها مدفوعة من أمريكا والغرب ضدها.
آلاف ينددون بهجوم شيراز
في سياق آخر، شارك الآلاف في تظاهرات أقيمت الجمعة في طهران وعدد من المدن الإيرانية، دعت إليها هيئة رسمية، تنديدا بهجوم تبناه تنظيم الدولة، استهدف مرقدا دينيا في شيراز، وراح ضحيته 20 شخصا.
وأظهرت لقطات مباشرة بثها التلفزيون الرسمي، حشودا كبيرة تشارك في مسيرات انطلقت بعد صلاة الظهر في مدن مثل طهران ومشهد (شمال شرق) وقم (وسط) وتبريز (شمال غرب) وبوشهر (جنوبا).
— Irani (@FPoorsaeed) October 28, 2022
— مجلة إيران العسكرية (@iranmilitary_ar) October 28, 2022
— سید محمود نبویان (@nabavian_mahmud) October 28, 2022
وجاءت المسيرات بدعوة من المجلس الإسلامي لتنسيق التنمية، وهو هيئة مسؤولة عن تنظيم التظاهرات الرسمية.
وردد المشاركون في المسيرات الموالية للنظام هتافات "الموت لأمريكا" و"الموت لإسرائيل"، العدوين اللدودين لإيران.
اقرأ أيضا: خامنئي: مقتل أميني أحزننا.. ومخطط أمريكي صهيوني ضد إيران
ورفع مشاركون علم بلادهم وصور زعيم الثورة الإيرانية روح الله الخميني، والمرشد علي خامنئي، إضافة إلى شعارات مثل "الموت لأعداء ولاية الفقيه" و"أنا مطيع لأمر القائد"، في إشارة إلى المرشد الأعلى.
ووفق الإعلام الرسمي، قتل 20 شخصا في الاعتداء على مرقد السيد أحمد بن موسى الكاظم في شيراز الأربعاء، والذي يعد من أبرز المزارات الدينية في جنوب البلاد.
وتعهد مسؤولون إيرانيون يتقدمهم خامنئي والرئيس إبراهيم رئيسي بـ"معاقبة" المسؤولين عن الهجوم الذي يعد الأكثر دموية في إيران منذ 2019.
يشار إلى أن الاحتجاجات في إيران مستمرة منذ 16 أيلول/ سبتمبر الماضي بعد وفاة الشابة مهسا أميني (22 عاما) بعد ثلاثة أيام من توقيفها من "شرطة الأخلاق" بدعوى "عدم لباسها المحتشم"، ما أشعل غضبا شعبيا في أنحاء البلاد.