هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
انتقد وزير الطاقة السعودي قرار الرئيس الأمريكي جو بايدن سحب 15 مليون برميل إضافي من النفط من الاحتياطي الاستراتيجي، معتبرا ذلك بمثابة "تلاعب بالأسواق"، في آخر حلقات الخلاف مع واشنطن المرتبط بخفض إنتاج النفط.
جاء ذلك في مؤتمر "مبادرة مستقبل الاستثمار" في الرياض، حيث قال عبد العزيز بن سلمان: "الناس يستنزفون احتياطاتهم الاستراتيجية، استنزفوها، يستخدمونها كأداة للتلاعب بالأسواق فيما غرضها الرئيسي كان تخفيف نقص المعروض" النفطي.
وتابع نجل العاهل السعودي الملك سلمان: "لكن من واجبي العميق أنّ أوضح للعالم أن فقد الاحتياطي الاستراتيجي قد يكون مؤلما خلال الأشهر المقبلة".
ولم يذكر الوزير السعودي صراحة الولايات المتحدة خلال كلمته، لكنها تأتي بعد أقل من أسبوع من قرار الرئيس جو بايدن سحب 15 مليون برميل إضافي من النفط من احتياطيها الاستراتيجي في محاولة لخفض أسعار الذهب الأسود.
تشكل هذه الكمّية التي سيتمّ ضخّها في السوق في كانون الأول/ديسمبر، الشريحة الأخيرة من برنامج أعلن عنه الرئيس الأمريكي في الربيع ويقضي بضخ 180 مليون برميل لمواجهة ارتفاع أسعار النفط المرتبط بالغزو الروسي لأوكرانيا.
كما تأتي التصريحات في أعقاب إعلان تحالف "أوبك بلاس" خفضا كبيرا في حصص الإنتاج بمقدار مليوني برميل يوميا اعتبارا من تشرين الثاني/نوفمبر.
وفي رد، قالت واشنطن إن الخفض من شأنه تعزيز إيرادات روسيا، وأشارت إلى أن الرياض خططت لهذا القرار لأسباب سياسية. ونفت السعودية الأحد نفيا قاطعا دعم موسكو في حربها على أوكرانيا.
ولاحقا، قال نائب المتحدث باسم الخارجية الأمريكية فيدانت باتيل، في إفادة صحفية؛ إن الدول الأخرى بـ"أوبك+" باستثناء السعودية، أعربت بشكل خاص عن رفضها لقرار خفض الإنتاج.
والثلاثاء، جدد وزير الطاقة السعودي رفضه للاتهامات الأمريكية، قائلا: "أستمع باستمرار إلى هل أنتم معنا أم ضدنا؟ هل هناك أي مساحة أننا مع السعودية ومع الشعب السعودي؟"، قبل أن تضج القاعة بالتصفيق.
وردا على سؤال كيف يمكن إعادة الشراكة طويلة الأمد بين الرياض وواشنطن إلى مسارها الصحيح، قال: "أعتقد أننا في السعودية قررنا أن نكون الشخص الناضج وليكن ما يكون".
في المقابل، اعتبر وزير الاستثمار السعودي أن الخلافات بين الرياض وواشنطن غير مبررة قائلا إن السعودية والولايات المتحدة ستتجاوزان ذلك بشأن إمدادات النفط، مسلطا الأضواء على العلاقات طويلة الأمد على مستوى الأعمال والمؤسسات.
وقال خالد الفالح خلال المؤتمر ذاته: "إذا نظرت إلى العلاقات على المستوى الشعبي وعلى مستوى المؤسسات والتعليم، فإنك ستجد مؤسساتنا تعمل سويا بشكل وثيق، ونحن سنتجاوز هذا الخلاف الأخير الذي أعتقد أنه غير مبرر".
وبينما أشار إلى أن السعودية والولايات المتحدة "حليفتان وثيقتان" على المدى الطويل، شدد كذلك على أن المملكة على علاقة "قوية للغاية" مع شركائها الآسيويين بما في ذلك الصين باعتبارها أكبر مستورد للهيدروكربونات من السعودية.
ومثلما حدث في السنوات السابقة، شهد منتدى مبادرة مستقبل الاستثمار الذي يستمر ثلاثة أيام وافتتح اليوم الثلاثاء مشاركة كبيرة من كبار مسؤولي الشركات الأمريكية المدرجة في وول ستريت بالإضافة إلى الصناعات الأخرى التي لها مصالح استراتيجية في السعودية، أكبر مصدر للنفط في العالم.
اقرأ أيضا: WSJ: ابن سلمان يسخر من بايدن في جلساته المغلقة
وجاءت هذه المشاركة رغم قرار إدارة بايدن بعدم المشاركة في هذا المنتدى الذي يغيب عنه المسؤولون الأمريكيون الرسميون، فيما كان من بين الحاضرين في الصف الأول جاريد كوشنر والذي كان من أبرز مساعدي الرئيس السابق دونالد ترامب الذي كان يتمتع بعلاقات جيدة مع الأمير محمد. ومن المقرر أن يشارك كوشنر كمتحدث في إحدى جلسات المؤتمر.