هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
توالت ردود الفعل الدولية بشأن تصريحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين التي هدد فيها باستخدام السلاح النووي.
وفي وقت سابق الأربعاء، أعلن بوتين، في خطاب لمواطنيه بثه التلفزيون الروسي، أنه سيستدعي 300 ألف جندي من قوات الاحتياط للقتال في أوكرانيا وأعلن دعمه لخطة لضم أجزاء منها، ملمحا للغرب بأنه على استعداد لاستخدام الأسلحة النووية للدفاع عن روسيا.
وخلال خطابه، رد بوتين على ما أسماها "الابتزاز النووي" الأوروبي، وقال إن "روسيا تتعرض لتهديدات بالسلاح النووي ولدينا أسلحة دمار شامل مضادة للأسلحة الغربية".
وأكد بوتين، في خطاب بثه التلفزيون الروسي، أنه "إذا تعرضت وحدة أراضينا للتهديد، سنستخدم كل الوسائل المتاحة، وهذا ليس خداعا".
بايدن: تهديدات "غير مسؤولة"
وفي أول تعليق له على تهديدات بوتين النووية، اتهم الرئيس الأمريكي جو بايدن روسيا، الأربعاء، بانتهاك المبادئ الأساسية لميثاق الأمم المتحدة بغزوها لأوكرانيا وقال إن موسكو تلقي تهديدات "غير مسؤولة" باستخدام الأسلحة النووية.
وفي حديثه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، انتقد بايدن الرئيس الروسي لشن حرب غير مبررة دفعت نحو 40 من أعضاء الأمم المتحدة لمساعدة أوكرانيا في القتال بالتمويل والأسلحة.
وأضاف بايدن: "أقدم عضو دائم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة على غزو جاره وحاول محو دولة ذات سيادة من الخريطة. هكذا انتهكت روسيا بكل وقاحة المبادئ الأساسية لميثاق الأمم المتحدة".
وأشار بايدن إلى أنه لا أحد هدد روسيا على الرغم من زعمها عكس ذلك ولا أحد سوى روسيا سعى إلى الصراع، متعهدا باستمرار الولايات المتحدة في تضامنها مع أوكرانيا.
اقرأ أيضا: بوتين يعلن "التعبئة الجزئية".. ويؤكد جاهزية استخدام النووي
كما أعلن البيت الأبيض أيضا عن تمويل إضافي بقيمة 2.9 مليار دولار لمكافحة انعدام الأمن الغذائي العالمي، وذلك بعدما تعهد بالفعل بتقديم 6.9 مليارات دولار هذا العام لتعزيز الأمن الغذائي حول العالم.
وصبت الولايات المتحدة تركيزها على الأمن الغذائي منذ أن أدى الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 شباط/فبراير إلى تفاقم أزمة الغذاء حول العالم، والتي كانت متفاقمة بالفعل بسبب تغير المناخ وجائحة كوفيد-19. وتعتبر روسيا وأوكرانيا مصدرين رئيسيين للحبوب والأسمدة وتسببت الحرب في تعطيل شحناتهما من هذه السلع الحيوية.
وقالت الأمم المتحدة إن الصراع دفع 47 مليون شخص آخرين إلى حافة "الجوع الحاد".
وقال البيت الأبيض في بيان: "هذا الإعلان الجديد الذي تبلغ قيمته 2.9 مليار دولار سينقذ الأرواح من خلال تدخلات طارئة والاستثمار في مساعدات الأمن الغذائي على المدى المتوسط والمدى الطويل عبر حماية الفئات الأكثر عرضة للخطر حول العالم من تبعات أزمة الأمن الغذائي العالمية المتصاعدة".
"حلف الأطلسي": تصعيد طائش
ووصف الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ، الأربعاء، تهديدات الرئيس الروسي باللجوء للأسلحة النووية بأنها "خطيرة وطائشة"، قائلا إن بوتين لن ينتصر في الحرب في أوكرانيا رغم إعلانه تعبئة إضافية لآلاف الجنود.
وأضاف في مقابلة لرويترز أن أول تعبئة تقوم بها روسيا منذ الحرب العالمية الثانية ستؤدي إلى تصعيد الصراع وستقود لخسارة المزيد من الأرواح، واعتبرها في الوقت نفسه دليلا على أن بوتين أخطأ في حساباته منذ غزوه لأوكرانيا في 24 شباط/ فبراير.
وأكد ستولتنبرغ أن حلف الأطلسي "لن يدخل في هذا النوع من الخطاب النووي الطائش والخطير مثل الرئيس بوتين، لأن الحلف الدفاعي المؤلف من 30 دولة لا يسعى إلى مواجهة مع روسيا، ويحاول ببساطة حماية أوكرانيا ومنع تصعيد الصراع".
وقال ستولتنبرغ إن خطاب بوتين يكشف أن "الحرب لا تسير وفقا لخططه... لقد ارتكب خطأ كبيرا في الحسابات".
وأضاف أن تعبئة "المزيد من القوات ستؤدي إلى تصاعد الصراع. وهذا سيعني المزيد من المعاناة والمزيد من فقدان الأرواح.. أرواح الأوكرانيين وكذلك الروس".
اقرأ أيضا: نفاد تذاكر مغادرة روسيا بعد "التعبئة الجزئية".. ودعوات للاحتجاج
وقال ستولتنبرغ، في إشارة إلى أي خطوة من جانب روسيا لاستخدام السلاح النووي، "سوف نتأكد من عدم وجود أي لبس في موسكو فيما يتعلق بطريقتنا في رد الفعل. يعتمد الأمر بالطبع على طبيعة الموقف أو أي نوع من الأسلحة قد يستخدمونه. أهم شيء هو منع حدوث ذلك ولهذا كنا واضحين للغاية خلال اتصالاتنا مع روسيا بشأن عواقب لم يسبق لها مثيل".
ويرى ستولتنبرغ أن "الطريقة الوحيدة لإنهاء هذه الحرب هي إثبات أن الرئيس بوتين لن ينتصر في ساحة المعركة. وعندما يدرك ذلك، عليه أن يجلس ويتفاوض بشأن اتفاق مناسب مع أوكرانيا".
وأشار ستولتنبرغ إلى أن أعضاء الحلف قدموا دعما غير مسبوق لأوكرانيا وأنهم بحاجة الآن لإعادة بناء مخزونها من الأسلحة والذخيرة.
ونظرا لأن الحلف كان مستعدا "لعملية طويلة الأمد" في التعامل مع بوتين، فإنه يخوض الآن حوارا وثيقا مع صناعة الدفاع لتعويض مخزون العتاد.
وقال ستولتنبرغ إن الصين من بين التحديات الأمنية التي يتعين على الحلف مواجهتها، لكنه لا يضعها في مرتبة الدولة العدو.
وتحدث عن السلوك الصيني الذي يعتمد على التهديد في بحر الصين الجنوبي وفي مواجهة الجيران، فضلا عن "الطريقة التي ينتهكون بها الحقوق الأساسية للإنسان".
ماكرون: قرار التعبئة الجزئية "خطأ"
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الأربعاء، إن القرار الذي أصدره بوتين بإعلان تعبئة جزئية لجنود الاحتياط للحرب في أوكرانيا "خطأ" وسيزيد من عزلة البلاد.
وقال ماكرون في نيويورك حيث يحضر اجتماعات مختلفة على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة: "قراره (بوتين) يمثل خبرا سيئا للشعب الروسي وللشباب منهم وسيزيد من عزلة دولته".
وفي أول تصريح له بعد خطاب بوتين، قال ماكرون بعد محادثات مع رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية إن القوى النووية بحاجة الآن إلى التصرف بمسؤولية.