هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أثار
إعلان شركة الإنتاج الضخمة الشهيرة "Marvel"، أن فيلمها القادم عن
كابتن أمريكا سيتضمن للمرة الأولى وجود بطل خارق إسرائيلي، وهو شخصية "صبرا"
التي ستجسدها الممثلة الإسرائيلية أيضا شيرا هاس، جدلا واسعا في الأوساط العربية.
واعتبر
ناقدون ناشطون أن قرار الشركة لا يراعي الكتلة الجماهيرية الواسعة التي تحظى بها
أفلام شركة مارفل في الوطن العربي، والذي هو بدوره مناهض لإسرائيل ومتعاطف مع
القضية الفلسطينية.
واعتبرت
أن قرار "Marvel" بإمكانه أن يؤثر على شعبيتها، ومقاطعة العالم الخاص بأفلام
"كابتن أمريكا" والذي يقوم بدوره الممثل كريس إيفانز، والذي أثار ضجة
واسعة أيضا حين تعرض للمواطنين في الشرق الأوسط والوطن العربي بنقد لاذع بعد منع
عرض فيلم "Lightyear" والذي كان يقوم ببطولته لاحتوائه على مشاهد تعرض المثلية الجنسية.
وبخلاف
ذلك، لمارفل عبرة يمكن أن تراها في الخط الإنتاجي للشركة المنافسة لها "DC" حيث تتعرض سلسلة أفلام "Wonder
Women" دائما لمنع العرض داخل الوطن العربي بسبب أن من يقوم ببطولتها الممثلة
الإسرائيلية والجندية بالجيش الإسرائيلي سابقا "جال جادو".
ولكن يبدو أن مارفل لديها إصرار في أن تسير في خطتها تباعا أن يحتوي عالمها الإنتاجي في الدراما والسينما على طيف من الشخصيات التي تمثل "مثليين\آسيويين\مسلمين\سود"، وقد جاء الدور تلك المرة على مغازلة واضحة للإسرائيليين في العالم.
فأبطال عالم مارفل السينمائي كان بينهم الكثير من الشخصيات اليهودية بالفعل بحسب القصص المصورة، ولكن لا تظهر هويتها الدينية في الأفلام، ولكن في هذه المرة هناك يهودية إسرائيلية عميلة أيضا للموساد الإسرائيلي، تُعامل كبطلة خارقة.
ولكن من هي صبرا؟
الجيل
الأول أم صبرا وشاتيلا
في
القصص المصورة، "صبرا"، والمعروفة أيضا باسم روث بات سيراف، هي عميلة
خارفة لوكالة التجسس التابعة للموساد الإسرائيلي، والذي تتصادم وتتقاطع مسيرتها مع
أبطال خارقين آخرين مثل "هالك-رجال إكس" وتشمل قواها القوة الخارقة
والمراوغة والقدرة على تحمل المشاق والظروف الصعبة، وترتدي زيا يحمل في وسطه علم
إسرائيل ونجمة داوود.
وصبرا
هو اسم يرمز لجيل الصبرا، وهو المصطلح المعروف لثمرة الصبار، ورمزية ذلك الاسم
التاريخية أنها تعبر عن "جيل اليهود الذي وُلد في إسرائيل" وليس جيل المهاجرين،
وابتكرت شخصية صبرا للمرة الأولى عن طريق بيل مانتلو وسال بوسسيما في عام 1980م.
وهي
ابنة الكيبوتس الذي تستخدمه الحكومة للإسرائيلية لتدريب أبطالها الخارقين ليكونوا
عملاء للموساد.
بالإضافة
لكون الشخصية إسرائيلية وعميلة للموساد، ما أثار استفزاز الفلسطينيين عبر وسائل
التواصل الإجتماعي هو الربط بين اسم الشخصية واسم مذبحة "صبرا وشاتيلا"
1982م والتي قام بها الجيش الإسرائيلي بمعاونة الكتائب اللبنانية في بيروت في خضم
الغزو الإسرائيلي للبنان.
وذهب الشك إلى هذا الأمر بسبب توقيت الشركة في الإعلان
عن الشخصية ومشاركتها في الفيلم قبل الأسبوع واحد فقط من الذكرى الأربعين للمذبحة.
من
الكوميك إلى السينما.. ما الذي سيتغير؟
وحين
ظهرت صبرا للمرة الأولى في عالم مارفل، ظهرت في عدد الكوميك الخاص بهالك الخارق
عام 1981م، وقد ظهرت في خضم أحداث لا
يمكننا أن نتصور أنها ستظهر عليها في الفيلم السينمائي، فهناك الكثير مما تغير على
مدار أربعين عاما، والتي أصبحت من المحرمات في السينما الهوليودية المعاصرة.
في
ذلك العدد، وجد هالك نفسه عن طريق الخطأ في تل أبيب، ليصادق صبيا عربيا سُيقتل
في هجوم من "إرهابيين" عرب معروفين. وتحدث الصبي مع هالك عن ماهية
الصراع في فلسطين والمطامع اليهودية في الأرض الموعودة.
وحين تلتقي صبرا بهالك
للمرة الأولى فأنها تفترض فيه تعاونه مع "الإرهابيين" وتقوم بمهاجمته، ولكنه يوضح
لها أن الصبي كان صديقه، ويقول لها: "مات الصبي لأن شعبه وشعبك كلاكما يريدون
امتلاك أرض! مات الصبي لأنكم لا تشاركونه الأرض! لقد جئت أبحث عن السلام، ولكن لا
يبدو أن هناك سلاما في تلك الأرض". لتجثو صبرا إلى جانب جثة الصبي المسجاة
على الأرض، وتتأثر بوضوح.
لا
يمكن افتراض ما هي الصورة التي ستقُدم لصبرا في السينما، ولكن لا يبدو أنها ستحظى
بدور بطولة كبير كما يتوقع خبراء ومتابعين لخطط ومشاريع مارفل السينمائي، ولكن
بالتأكيد أن حوارات من ذلك النوع لا يمكن توقع أن تدور، لأنها تنتقد سياسة الحكومة
الإسرائيلية.
أهلا
بمارفل في ساحة الصراع
باعتبارها
شركة عالمية، تحاول مخاطبة جميع الأطياف في العالم، فإن مارفل لطالما حرصت على
تجنب القضايا السياسية الخلافية الشائكة، واتجهت في عوالمها السينمائية إلى عرض
أبطالها الذين يحاربون كائنات غير أرضية، أو الذين يكونون جزءا من أحداث الصراع
في التاريخ الأمريكي في الحرب العالمية الثانية أو الحرب الباردة.
ويعد
قرار مارفل إدخال صبرا إلى عالمها السينمائي، قرارا مربكا يورط الشركة في قضية سياسية
معقدة دون أي غرض واضح حتى تلك اللحظة، وخاصة باختيار شخصية مثل صبرا، والتي لديها
تحيزات واضحة تشوه القضية لصالح المواقف العنصرية والتعسفية للسياسة الإسرائيلية
تجاه الفلسطينيين.
فعلاقات صبرا بالحكومة الإسرائيلية في القصص المصورة تجيز بشكل واضح وتبرر أفعال جيش الاحتلال الإسرائيلي تجاه السلوكيات القائمة ضد العرب.