هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشر
موقع "المركز الروسي الاستراتيجي للثقافات" تقريرًا للكاتب فلاديمير
بروخفاتيلوف، كشف فيه اعتزام أعضاء النقابة الزراعية الرئيسية في الاتحاد الأوروبي
"كوبا كوجيكا"، إلى جانب شركتين كبيرتين مختصتين في مجال إنتاج الأغذية،
التخفيض تدريجيا في حجم الأعمال التجارية وتقليل المنتجات المصنعة.
وتطرق
الموقع، في تقرير ترجمته "عربي21"، إلى البيان المشترك الصادر عن ممثلي
الصناعة الزراعية الأوروبية عشية اجتماع وزراء الطاقة في الاتحاد الأوروبي في
التاسع من الشهر الجاري، الذي ورد فيه أن الزيادات المتعاقبة في أسعار الطاقة
وخاصة الغاز الطبيعي والكهرباء تهدد استمرارية دورات إنتاج الأغذية الزراعية وتحول
دون مواصلة توريد السلع الزراعية الأساسية والمواد الغذائية والأعلاف. ومن جهتها،
حذّرت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية من خطر مواجهة أوروبا مجاعة بسبب
ارتفاع أسعار الكهرباء.
ونقل
الموقع عن بيكا بيسونين، الأمين العام لنقابة كوبا كوجيكا، قوله إن المشترين
الأوروبيين سيواجهون في الشتاء المقبل ارتفاعًا في الأسعار مقابل نقص غير مسبوق في
العديد من الفواكه والخضروات. وهو يؤكد أن الكهرباء تُستخدم في جميع مراحل إنتاج الغذاء،
من التسميد إلى الحصاد والتبريد، مشيرا إلى تضرر صناعات الألبان والمخابز من
ارتفاع تكاليف البسترة وصعوبة إنتاج مسحوق الحليب بسبب ما تتطلبه عملية الإنتاج من
طاقة كثيفة.
منذ
بداية السنة حتى تموز/ يوليو، ارتفعت أسعار الزبدة في الاتحاد الأوروبي بنسبة 80
بالمئة، بينما ارتفعت أسعار مسحوق الحليب بأكثر من 50 بالمئة، مقابل ارتفاع أسعار
لحم البقر بنسبة 28 بالمئة. تعليقا على ذلك، يقول المزارعون إن تكاليف الإنتاج
ترتفع بنسق سريع. وبسبب ارتفاع تكلفة المواد الأولية، خفّض منتجو الفاكهة
والخضروات في حجم مزروعات الموسم المقبل. وأفاد بعض المزارعين بأن الزيادة في
تكلفة تشغيل البيوت الزجاجية تتعدى نطاق المرابيح التي كان من الممكن جنيها.
وأعلنت
شركة "نورديك غرين"، وهي أكبر منتج للطماطم في السويد، بأنها لن تزرع
محاصيل شتوية، بينما يتم إغلاق البيوت الزجاجية بشكل تدريجي في هولندا، ثاني أكبر
مصدر للمنتجات الزراعية في العالم بعد الولايات المتحدة. ووفقًا لصحيفة
"فاينانشيال تايمز"، سيكون حجم ثمار الخيار والفلفل المزروعة في دفيئات
ساخنة في المملكة المتحدة في سنة 2022 نصف ما كان عليه السنة الماضية بسبب ارتفاع
تكاليف الطاقة بينما ستكون أسعارها أغلى بنحو الضعف.
وحسب
صحيفة "ديلي تلغراف"، فإن بريطانيا سوف تتضور جوعا بسبب اعتماد سياسات
بيئية خاطئة، ويعزو الاقتصاديون ذلك إلى طرق التكيف الاقتصادي المعتمدة بعد تخطي
جائحة فيروس كورونا والأزمة الروسية الأوكرانية، بما في ذلك نمو اتجاه التخلي عن
الأراضي الزراعية لفائدة الألواح الشمسية وغيرها من الأغراض البيئية.
وكتبت
صحيفة "الغارديان" البريطانية أن نصف المحاصيل في المملكة المتحدة معرضة
للتلف هذه السنة وذلك ليس بسبب الجفاف وإنما بسبب تركيب طواحين الهواء والألواح
الشمسية في كل مكان بدلا من أنظمة الري. ومن المتوقع تلف نصف محصول الجزر والبصل
وبنجر السكر والتفاح والجنجل إلى جانب تراجع إنتاج الحليب في المملكة المتحدة بسبب
نقص علف البقر.
وأضافت
"الغارديان" أن "هناك مخاوف من إحجام العديد من المزارعين عن زراعة
محاصيل السنة القادمة، الأمر الذي له تداعيات خطيرة على موسم حصاد 2023. ومن غير
المستبعد ذبح جزء هام من الثروة الحيوانية خشية نفاد كامل مخزون العلف في فصل
الشتاء".
اقرأ أيضا: التايمز: محنة مزارعي القمح في أوكرانيا تنذر بمجاعة عالمية
وحسب
رئيس الرابطة الوطنية الفرنسية لمنتجي الخضروات في فرنسا، جاك روشاوس، من المتوقع
خسارة فرنسا ما يصل 35 في المئة من محصول الفاكهة والخضروات. وعلى موقعه
"الانهيار الاقتصادي" كتب الخبير الاقتصادي الأمريكي الشهير مايكل
سنايدر أن 74 بالمئة من الأبقار و50 بالمئة من منتجات الألبان وأكثر من 80 بالمئة من إنتاج القمح و70 بالمئة من الخضار
والفواكه والمكسرات معرضة للخطر في الولايات المتحدة، حيث يقوم عدد كبير من مربي
الماشية في بعض الولايات الغربية ببيع ماشيتهم. وقد أبلغ المزارعون في ولاية لون
ستار عن انخفاض أعداد الماشية بنسبة 50 بالمئة، وفي نيومكسيكو وأوريغون بنسبة 43
بالمئة و41 بالمئة على التوالي.
ويرجع
الخبير أزمة الغذاء التي تهدد بحدوث المجاعة إلى السياسة المتبعة من طرف حكومة
الولايات المتحدة وموجة الجفاف. ومن جانبها، ترى مارغريت فيستاجر، رئيسة المنافسة
في الاتحاد الأوروبي، أن المجاعة التي تواجهها أوروبا سببها العقوبات المفروضة ضد
روسيا.
ونبّه
الموقع إلى أن المجاعة التي تتربص بالعالم مخطط لها منذ فترة طويلة. وقد أشار كبير
الخبراء الاقتصاديين ومدير البحث والتقييم والمراقبة في برنامج الأغذية العالمي
عارف حسين، إلى أن أزمة الغذاء العالمية تهدد العالم منذ أيار/ مايو 2020 في وقت
لم يكن فيه جفاف ولا عملية عسكرية روسية في أوكرانيا واتسمت فيه مؤشرات المحاصيل
والبذور والثروة الحيوانية وكذلك أسعار المنتجات الزراعية بالاستقرار.
ووفقًا
للأمم المتحدة، انخفضت نسبة سكان العالم الذين يعانون من سوء التغذية من 15 بالمئة
إلى 8.9 بالمئة ما بين 2000 و2019، علما بأن هدف الأمم المتحدة المنشود هو خفض هذا
الرقم إلى الصفر بحلول سنة 2030. لكن بمجرد انتشار الجائحة، ارتفع عدد الأشخاص
الذين يعانون من نقص التغذية من 690 مليونًا إلى 811 مليونًا. وفي سنة 2021،
ارتفعت أسعار الغذاء بمعدل 30 بالمئة وارتفعت أسعار زيوت عباد الشمس وبذور اللفت
بنسبة تفوق 60 بالمئة والقمح بنسبة 31 بالمئة والسكر بنسبة 30 بالمئة ومنتجات
الألبان بنسبة 17 بالمئة واللحوم بنسبة 13 بالمئة.
وفي
الختام، نوه الموقع بأن البيان الذي أدلى به خبير الأمم المتحدة سنة 2020 بشأن
المجاعة التي تهدد العالم لم يكن توقعًا، بل كان مشروعًا تمت دراسته بشكل دقيق.