مقتل 9 آلاف جندي أوكراني.. وأوروبا تتجهز لحرب طويلة الأمد

أعلنت أوكرانيا مقتل حوالي 9 آلاف من جنودها منذ بدء الحرب مع روسيا، فيما يناقش الاتحاد الأوروبي إطلاق عملية "تدريب وإسناد" للقوات الأوكرانية في الدول المجاورة، بينما يستمر القتال على مناطق شرق وجنوب البلاد، فيما اتهمت موسكو كييف بتدبير اغتيال ابنة المفكر الكسندر دوغين.

وأكد رئيس هيئة أركان الجيش الأوكراني فاليري زالوجني الاثنين مقتل نحو تسعة آلاف جندي أوكراني منذ بداية الحرب الروسية على أوكرانيا في 24 شباط/فبراير الماضي.

وقال زالوجني خلال تجمّع عام في كييف إن هناك أطفالًا أوكرانيين يحتاجون إلى اهتمام خاص لأن آباءهم ذهبوا إلى جبهة القتال وأصبحوا ربما من "أبطالنا التسعة آلاف الذين قُتلوا".

حرب شاملة.. دعم أوروبي

وفي السياق، قال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، إن الاتحاد الأوروبي يخطط لتنظيم مهمة "تدريب وإسناد" للجيش الأوكراني في الدول المجاورة لأوكرانيا. 

وأشار بوريل إلى أن الاقتراح سيناقش الأسبوع المقبل في اجتماع لوزراء دفاع الاتحاد الأوروبي في براغ، مضيفا: "أتمنى أن تتم الموافقة عليها".

وأضاف أن "الحرب التي يبدو أنها ستطول تتطلّب جهدًا ليس فقط من ناحية تأمين المعدّات، بل أيضًا من ناحية التدريب والإسناد في تنظيم الجيش".

وتابع: "نحن نواجه حربًا واسعة النطاق، حربًا تقليدية، ليست حرب عصابات غير متكافئة، بل حرب تحشد وسائل ضخمة ومئات آلاف الجنود".

وقال الدبلوماسي الإسباني: "ترك عشرة ملايين أوكراني بلادهم، لكأن 20% من الإسبان غادروا إسبانيا".

تحرك أمريكي بالجوار

ومن جانب آخر، أعلنت القيادة المركزية الأمريكية تحليق طائرتين عسكريتين أمريكيّتين فوق دول عدّة في جنوب شرق أوروبا الاثنين، في عرض جديد للقوة وللتأكيد على "التزام" الولايات المتحدة إلى جانب أعضاء "حلف شمال الأطلسي" على خلفية الحرب في أوكرانيا.

وحلقت قاذفات "بي-52 ستراتوفورترس" المتمركزة في بريطانيا بعد ظهر الاثنين "بتحليقات منخفضة المستوى في جنوب شرق أوروبا"، وفقا للقيادة الأمريكية.

استمرار القتال بالشرق والجنوب

على الصعيد الميداني، أكّدت وزارة الدفاع الروسية الاثنين أن قواتها قتلت نحو مئة جندي أوكراني في ثلاث بلدات مختلفة في منطقة دونيتسك وثلاثين في منطقة زابوروجيا، بالإضافة إلى خمسين في منطقة ميكولاييف في شرق أوكرانيا.

وحسب الوزارة، فقد دُمّرت عشرات المركبات المدرعة الأوكرانية وثمانية مواقع قيادة وقاذفة صواريخ "بوك-إم 1" المضادة للطائرات وستة مستودعات أسلحة وذخيرة للصواريخ والمدفعية.

اقرأ أيضا: شتاء قارس بانتظار الأوروبيين مع شح الغاز وارتفاع أسعار الكهرباء

حوار بوساطة تركية

وحول استئناف المفاوضات، قال مستشار الرئاسة الأوكرانية ميخايلو بودولياك لوكالة فرانس برس إن الكرملين، على مدى أسابيع، "يحاول إقناع أوكرانيا بالدخول في مفاوضات" من أجل "تجميد الصراع مع الحفاظ على الوضع الراهن في الأراضي الأوكرانية المحتلة".

وأضاف أن روسيا "تنقل مقترحاتها عبر وسطاء مختلفين" دون أن يسميهم، بينما لا يوجد حاليًا أي اتصال سياسي مع روسيا بحسب كييف. 

وفي أوائل آب/أغسطس، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي التقى نظيره الروسي، قبل زيارة أوكرانيا الجمعة للمرة الأولى منذ بدء الهجوم أنه مستعد للعب دور الوسيط بين كييف وموسكو. 

وتعتقد أوكرانيا أن موسكو في الواقع "لا تريد حوارًا" لسلام جاد ولكنها تسعى للحصول على "استراحة عملياتية لجيشها" قبل شن "هجوم جديد" على جارتها، بحسب بودولياك.

أوكرانيا قتلت ابنة دوغين

وفي سياق غير منفصل، ندد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بارتكاب "جريمة دنيئة" بعد مقتل داريا دوغين ابنة المفكر ألكسندر دوغين المؤيد للحرب الروسية في انفجار سيارتها تتهم موسكو كييف بتنفيذها.

وقال بوتين في رسالة تعزية نشرها الكرملين وموجّهة إلى عائلة الشابة إنها "جريمة دنيئة ووحشية وضعت حدًا لحياة داريا دوغين قبل أوانها، وهي كانت لامعة وموهوبة وتمتلك قلبًا روسيًا حقيقيًا".

واتهمت أجهزة الأمن الروسية، "الأجهزة الخاصة" الأوكرانية بقتل ابنة المفكر المقرّب من الكرملين، وفق وكالات أنباء روسية.

وكانت داريا دوغين التي تعمل صحافية ومحللة سياسية، تقود سيارة من طراز تويوتا لاندكروزر عندما انفجرت على طريق سريع بالقرب من قرية بولشي فيازيومي، على بعد 40 كيلومترًا عن موسكو، مساء السبت.