هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
في
مبادرة إنسانية نادرة، طلب مواطن فلسطيني من إدارة جهاز الدفاع المدني الفلسطيني، هدم
منزله من أجل تمكن آليات الدفاع المدني من العبور لإنقاذ جرحى فلسطينيين من تحت
الأنقاض وانتشال جثامين العديد من الشهداء.
وعن
دوافع المواطن أشرف محمد القيسي (46 عاما) من سكان رفح جنوب القطاع، لهذه التضحية
الفريدة، قال لـ"عربي21" إن البيت الذي يقع بجواره في حي
"الشعوت" برفح، "تعرض لقصف همجي من قبل طائرات الاحتلال مساء أمس،
ودمر البيت بالكامل، دون سابق إنذار أو تحذير".
وأوضح
أن منزله تضرر بشكل جزئي جراء القصف الإسرائيلي العنيف، منوها إلى أن المدخل المؤدي
إلى البيت المدمر ضيق جدا، ولا يمكن لآليات الدفاع المدني أن تتمكن من الوصول له.
وذكر
القيسي وهو أب لستة أبناء، أنه طلب من الدفاع المدني القيام بهدم منزله كي تتمكن الآليات
من الوصول للبيت المدمر لإنقاذ الجرحى وانتشال جثامين الشهداء، مضيفا أن "بيتي
مقدم فداء للوطن وللشهداء، وما قمت به هو واجب وطني وإنساني لكل وطني حر
وشريف".
وأكد
المواطن أنه على استعداد لأن يقدم أولاده فداء لفلسطين، ومن أجل كشف جرائم
الاحتلال بحق المواطنين الفلسطينيين الأمنيين، وقال: "حسبنا الله ونعم
الوكيل على الاحتلال الصهيوني وعلى العملاء، وربنا ينتقم منهم".
اقرأ أيضا: مقترح مصري لوقف النار في غزة.. والقاهرة تنتظر رد المقاومة
من
جانبها، أعلنت دائرة المؤسسات الخيرية تقديم بدل إيجار ولمدة عام للمواطن القيسي
"بعد أن قدم منزله فداء من أجل وصول آليات الإنقاذ لجيرانه".
وبدأ
العدوان الإسرائيلي الجديد على القطاع قبيل عصر أمس الجمعة، حيث شن جيش الاحتلال
غارات مكثفة على مختلف المدن الفلسطينية في القطاع اشتدت مساء السبت، حيث استهدف
العديد من المنازل في غزة ورفح وخانيونس، إضافة إلى أماكن مدنية ومواقع للمقاومة
الفلسطينية.
ويواصل
الاحتلال الإسرائيلي عدوانه العسكري الشرس على قطاع غزة المحاصر لليوم الثالث على
التوالي، وقد ارتكب الليلة الماضية عدة مجازر بحق المواطنين الفلسطينيين.
وتسبب
القصف الإسرائيلي الذي استهدف المواطنين الفلسطينيين في ارتكاب مجزرتين؛ الأولى في
جباليا شمال القطاع والتي أدت إلى استشهاد نحو 6 مواطنين معظمهم أطفال..
كما
أن جيش الاحتلال ارتكب -بقصفه منازل ملتصقة في رفح جنوب القطاع دون إنذار- مجزرة ثانية،
أدت إلى استشهاد نحو 8 مواطنين بينهم أطفال وقائد لواء الجنوب في
"سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة "الجهاد الإسلامي"،
القيادي خالد منصور.
وطوال
الليلة الماضية، عملت طواقم الدفاع المدني في ظروف صعبة للغاية، من أجل البحث عن
مفقودين وإخراج الشهداء والإصابات من تحت الأنقاض جراء قصف منازل المواطنين في
رفح.
وصباح
اليوم، أكد المتحدث باسم وزارة الداخلية والأمن الوطني إياد البزم "انتهاء
أعمال فرق الإنقاذ والطواقم المساندة لها من إخلاء جميع من كان في المنزل الذي
دمرته طائرات الاحتلال الإسرائيلي على رؤوس ساكنيه الليلة الماضية في حي
"الشعوث" بمخيم رفح جنوب قطاع غزة".
وأوضح
في بيان له وصل "عربي21" نسخة عنه، أن "عمل فرق الإنقاذ استمر ما
يزيد على الثماني ساعات من العمل المتواصل لطواقم الدفاع المدني والشرطة والخدمات
الطبية، تساندها طواقم بلدية رفح ووزارة الأشغال، وقد تم إخلاء 7 شهداء من بينهم
طفل يبلغ من العمر 14 عاما وسيدتان".
وأعلنت وزارة
الصحة الفلسطينية في غزة عن حصيلة العدوان التي وصلت إلى "عربي21"؛ فقد ارتقى نتيجة القصف 31 شهيدا، بينهم 6 أطفال و4 سيدات وارتفع عدد الإصابات بجروح مختلفة إلى
أكثر من 265 إصابة.