أثار عقد ملتقى كبير في الغرب الليبي دعما
للحكومة المكلفة من البرلمان، برئاسة فتحي
باشاغا، بعض الأسئلة حول تداعيات الخطوة، وما إذا كانت تمهيدا لدخول هذه الحكومة إلى العاصمة "طرابلس" بعد فشل
محاولاتها سابقا.
وعقد ملتقى في مدينة الزاوية (غرب
ليبيا) حضره
ساسة وحكماء وشيوخ قبائل وأحزاب سياسية من أجل تجديد الدعم لحكومة باشاغا، وأنها
القادرة على تنظيم الانتخابات، في حين قاطع كثيرون من شيوخ وساسة الزاوية وغيرها
من مدن الغرب الليبي هذا الملتقى؛ رفضا لدعم باشاغا.
"باشاغا يغيب
ويرحب"
وتغيب رئيس حكومة البرلمان "باشاغا"
عن الملتقى الذي نظم لدعمه؛ مبررا ذلك بأنه لظروف ما، لكنه رحب بالملتقى، ووصفه بأنه
نموذج وطني يرسخ مبدأ الوحدة الوطنية، ويشير لتطلع الشعب الليبي لقيام دولة مدنية وديمقراطية تحتكم للشرعية الدستورية، مؤكدا أن حكومته تلقى دعما واسعا شرقا وغربا
وجنوبا"، وفق زعمه.
ولم يصدر أي تعليق من حكومة
الدبيبة على هذا
الملتقى، لكن بعض مؤيديها في الزاوية حاولوا منع عقد الملتقى، وهددوا بعض الحضور، ما
دفع كيانات ومؤسسات من الاعتذار عن الحضور.
وعاد باشاغا من مدينة سرت، حيث مقر حكومته، ليستقر في مسقط رأسه مصراتة، وسط حراسة من قوات عسكرية مؤيدة لحكومته وتربطها علاقة
بباشاغا منذ أن كان وزيرا للداخلية، بل واصطدمت هذه القوات بقوات تابعة للدبيبة، وأخرجتها من بعض معسكراتها.
والسؤال: هل يمكن أن يكون هذا الملتقى خطوة
تمهيدية لتمكين باشاغا من دخول طرابلس؟ وما الدور الذي ستقوم به مدينتي مصراتة والزاوية
في ذلك؟
"الانتخابات أهم
المطالب"
من جهته، أكد عضو مجلس الدولة الليبي عن مدينة
الزاوية، أحمد همومة، أن "الملتقى حضره ممثلون عن جميع مدن المنطقة الغربية، متمثلا ذلك في مؤسسات المجتمع المدني والشيوخ والأعيان، وعدد من الأحزاب السياسية، وأن
أهم المطالب تركزت حول دعم إجراء الانتخابات في أقرب الآجال".
وأوضح همومة، المشارك أيضا في الملتقى، أن
"الحضور يقتنعون بأن الانتخابات لا يمكن أن تحدث إلا في وجود حكومة تستطيع بسط
سيطرتها على كامل التراب الليبي، وأنهم وجدوا ضالتهم في حكومة باشاغا، التي نالت
ثقة مجلس النواب بالتوافق مع أعضاء مجلس الدولة"، وفق قوله.
وأضاف أنه "لهذا السبب، كان التفاف الحضور
حول هذه الحكومة ودعمها، لكنهم طالبوها بضرورة أن تقوم باستلام مهامها في العاصمة
طرابلس، ليتسنى لها القيام بدورها في توحيد المؤسسات وبسط الأمن، والقيام بدورها
التنفيذي بكل شفافية، وعدم تغليب قوى على أخرى".
"ضغط لدخول طرابلس"
في حين قال رئيس اللجنة القانونية بالمجلس
الأعلى الليبي، عادل كرموس، إن "باشاغا لجأ إلى الدعم الشعبي ومؤسسات المجتمع
المدني؛ لغرض الضغط نحو تسليم حكومة الدبيبة لمقارها، وتجنب المواجهات المسلحة، خاصة
أن باشاغا كان حريصا جدا على عدم حدوث أي مواجهات مسلحة".
وأضاف لـ"عربي21": "باشاغا حاول
استلام مهام حكومته بالعاصمة دون صدام، لكن تعنت حكومة الدبيبة واستعمالها العنف ضد
مؤيدي الحكومة المكلفة من البرلمان عند دخولهم السلمي للعاصمة، وإخراجهم باستعمال
القوة، دفعهم للجوء إلى الدعم الشعبي"، كما قال.
"حل ثالث"
الناشطة السياسية الليبية نادين الفارسي، رأت
أنه "لا يوجد دعم كبير لحكومة باشاغا في الغرب الليبي مثلما يصور البعض، خاصة
في ظل الانقسام الحاصل، ولن تستطيع أي من الحكومات بسط سيطرتها على البلاد، وما حدث
في الزاوية هو مجرد محاولة فقط لن تكون مختلفة عن المحاولات السابقة".
وأشارت في تصريح لـ"عربي21" إلى أنه في "هذا المشهد يتوجب الذهاب إلى خارطة طريق جديدة، وحل سياسي ينهي حالة الانقسام
الحاصل، وأن هذا ما يحصل الآن من ترتيبات
بين عقيلة والمشري"، وفق تقديرها.