هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أعلنت منظمات رقابية مختصة في متابعة الانتخابات أنها سجلت العديد من الخروقات خلال يوم الاستفتاء.
وقال رئيس الجمعية التونسية من أجل نزاهة
وديمقراطية الانتخابات "عتيد" بسام معطر، في تصريحات
لـ"عربي21"، إن الجمعية سجلت تجاوزات متفاوتة الخطورة .
وبين رئيس " عتيد" أن الجمعية عاينت
خروقات تتمثل في تواصل الحملة الانتخابية، وخرق الصمت الانتخابي من قبل رئيس
الجمهورية قيس سعيد خلال الإدلاء بتصريح إعلامي عند قيامه بواجبه الانتخابي.
وأكد معطر أن الرئيس عمد إلى خرق الصمت
الانتخابي الذي انطلق منذ السبت 23 يوليو الجاري ،من خلال تفسيره لبعض فصول
الدستور في تصريح إعلامي بمركز الاقتراع.
وكان الرئيس سعيد قد ألقى كلمة بعد الإدلاء
بصوته بساحة مركز اقتراع وتصريح إعلامي للقناة الوطنية الرسمية، وهو ما أثار
استنكارا ورفضا واسعا واعتبر جريمة انتخابية.
وأصدرت أغلب الأحزاب والمنظمات بيانات إدانة، وطالبت هيئة الانتخابات بالتدخل والمعاينة.
كما تحدث بسام معطر عن تواصل الحملة الانتخابية
خلال الصمت الانتخابي ببعض المراكز الأخرى، إذ رصدت حملة انتخابية أمام مركز اقتراع
تدعو إلى التصويت "بنعم" .
ورصد مراقبو "عتيد" ضعف حضور المراقبين
المحليين والتضييق عليهم؛ بسبب عدم إلمام أعضاء الهيئات الفرعية للانتخابات باعتماد
الهيئة لتراخيص ورقية تمكن مكونات المجتمع المدني من مراقبة الانتخابات بسبب عدم
توفر بطاقات الاعتماد.
يشار إلى أن غياب المراقبين كان بارزا في أغلب
المكاتب، في حين أن هيئة الانتخابات تقول إنها منحت بطاقات اعتماد لأكثر من 5 آلاف مراقب.
كما أقرت الهيئة بعدم توفر بطاقات اعتماد
ومنحها لتراخيص ورقية للملاحظين، وفق تصريح رسمي للناطق الرسمي باسم الهيئة محمد
التليلي المنصري لـ"عربي21".
من جهته، قال صابر العبيدي ممثل مرصد "شاهد
لمراقبة الانتخابات"، في تصريح خاص لـ"عربي21"، إنه تم رصد عديد
الخروقات من قبل ملاحظي المرصد، البالغ عددهم 350 بجميع المحافظات.
وذكر العبيدي خروقات تتمثل في خرق الرئيس للصمت
الانتخابي من خلال تصريح بمركز انتخابي، أيضا حث الناخبين من جهات لم يسمها على
التصويت بنعم في مراكز اقتراع عديدة ( محافظة بن عروس، المهدية زغوان، بنزرت).
ولفت العبيدي إلى خروقات أخرى، تتمثل في حالات
اقتراع دون تسجيل الناخبين لأسمائهم في السجل، مع عدم التثبت من هويات الناخبين
ومرافقيهم في عدة مراكز .
وأضاف: "سجلنا تضييقا على مراقبي المرصد في بعض
المراكز من قبل أعوان هيئة الانتخابات".
كما أشار إلى خروقات تتمثل في تسجيل دخول أكثر
من شخص للخلوة، والتقاط صور عبر الهاتف داخلها، ونشر ورقة التصويت.
غياب المراقبين
بدورها، انتقدت منظمة "ملاحظون بلا حدود
" سوء تحضير الهيئة العليا المستقلة للانتخابات ليوم الاقتراع .
وقالت المنظمة في بيان لها إن غالبية مراكز
الاقتراع سجلت غيابا لافتا للمراقبين من المجتمع المدني ومن ممثلي الحملات.
وأكد تقرير المنظمة تسجيل تأخير في فتح بعض
مكاتب الاقتراع، وعدم تعليق قائمات الناخبين بأغلب المراكز، وغياب أعوان الهيئة المكلفين
بإرشاد الناخبين.
اقرأ أيضا: "صمت انتخابي" في تونس.. وتحذير من الاعتراض على الاستفتاء
فيما قالت جمعية "شباب بلا حدود"،
إنها سجلت "خروقات جسيمة"، من بينها طرد مراقبيها من 5 مراكز اقتراع بكل
من ولايات الكاف ومدنين وأريانة.
كما سجّلت الجمعية، حسب بيان لها، قيام رئيس
مركز اقتراع بمحافظة منوبة، بالاقتراع عوضا عن ناخب لم يحضر أصلا، ورصد حالة نقل
جماعي للناخبين في محيط مدرسة بمحافظة الكاف بواسطة سيّارة خاصة لعدة مرات.
ورصدت الجمعية حالة تصويت، على الرغم من عدم
الاستظهار ببطاقة الهوية.
ولاحظت جمعية "شباب بلا حدود" كذلك
أربع حالات دعاية انتخابية أمام مراكز الاقتراع قام بها ناخبون آخرون قصد التأثير
على التصويت، بالإضافة إلى غياب إشارات توجيهية تدل على مراكز الاقتراع.
هذا ورصد ائتلاف "أوفياء للديمقراطية ونزاهة الانتخابات" خروقات وتجاوزات وصفها "بالخطيرة" للصمت
الانتخابي ارتكبتها بعض المؤسسات الإعلامية.
وقال الائتلاف إن القناة العمومية الوطنية
الأولى نشرت صباح اليوم تصريحا لرئيس الجمهورية تضمن دعاية إيجابية للدستور موضوع
الاستفتاء وتهجما على معارضيه..
كما أشارت إلى أن المنابر التي نظمتها القناة الوطنية
الأولى، تضمنت دعاية إيجابية للدستور وتهجما على معارضيه، فضلا عن ومضات إعلانية
تدعو للتصويت بنعم.
ولفتت إلى أن الخروقات للصمت الانتخابي تعددت
في الصحافة الورقية يومي 24 و25 يوليو، حيث تضمنت بعض المقالات لدعوات إيجابية
لصالح الدستور، وأخرى سلبية فيها شيطنة لطرف معاد للاستفتاء.
جدير بالذكر أن النقابة الوطنية للصحفيين
التونسيين هي الأخرى سجلت عدة شكاو من الصحفيين بعد منعهم من التصوير بعدة
مراكز اقتراع .