ما آلية نقل الحبوب من الموانئ الأوكرانية في البحر الأسود؟

شكلت آلية نقل الحبوب إحدى القضايا التي خلفتها الحرب الأوكرانية على روسيا، وتأثر بشكل مباشر على العالم بأجمعه.

ومن المقرر أن يجتمع الوفدان الروسي والأوكراني للتوقيع على آلية نقل الحبوب في إسطنبول، بحضور الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش.

وأدى عدم قدرة أهم منتجين للحبوب في العالم على تصدير منتجاتهما، إلى زيادة أسعار المواد الغذائية وعرض حياة الملايين من الناس الذين يعيشون في البلدان الأفريقية الفقيرة بشكل خاص للخطر.

وبحسب شبكة "بي بي سي" التركية، تكثفت جهود الوساطة من تركيا والأمم المتحدة منذ آيار/ مايو الماضي، ولاسيما في منتصف حزيران/ يونيو، وأدى الاجتماع الذي عقد في إسطنبول، مدخلا  إلى الاتفاق بشكل عام.

وفي هذه العملية، يتم لفت الانتباه إلى الدبلوماسية التي قام بها وزير الدفاع التركي خلوصي أكار مع نظيريه الروسي سيرغي شويغو، والأوكراني أوليكسي ريزنيكوف، فضلا عن الدور الصامت والفعال لريبيكا غرينسبان الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة للتجارة والتنمية “أونكتاد” في تذليل العقبات التقنية.

80 سفينة و25 طنا من الحبوب

وكان الهدف الأول من الجهود المبذولة لإنشاء ممر للحبوب، ضمان تحرك السفن المحملة بالحبوب والمنتجات الغذائية الأخرى المحاصرة في الموانئ الأوكرانية، وخاصة أوديسا، بسبب الألغام، إلى الأسواق العالمية، حيث تم تسجيل نحو 80 سفينة محاصرة هناك تحمل 25 طنا من الحبوب.

اقرأ أيضا: تركيا تعلن التوصل لاتفاق بين روسيا وأوكرانيا حول نقل الحبوب
 

وكان من أهم ركائز المفاوضات الضمانات الأمنية التي يجب أخذها من موسكو، حتى تتمكن السفن من مغادرة المناطق الملغومة دون مشاكل، وعدم التعرض للهجمات الروسية.

وأعطت روسيا، اعتبارا من منتصف حزيران/ يونيو، رسالة مفادها أنها تستطيع تقديم الضمانات اللازمة للاتفاق، من خلال سحب قواتها البحرية من الموانئ الأوكرانية وجزيرة الأفعى في البحر الأسود، لكنها اشترطت أن الاتفاقية يجب أن تتضمن أيضا نقل الحبوب والمنتجات الغذائية الروسية.

صحيفة "خبر ترك" في تقرير للكاتبة كوبرا بار، قالت؛ إن الحرب الروسية الأوكرانية خلقت قصة جانبية ستكون موضوع الأفلام في المستقبل معظم أحداثها تدور في إسطنبول.

مخاوف أوكرانية وروسية

وتقطعت السبل في 20 مليون طن من الحبوب في ميناء أوديسا الأوكراني منذ شباط/ فبراير الماضي، وليس من الواضح ما إذا فسدت في ظل الحرب، ولكن إذا بقيت أكثر هناك فستبدأ المجاعة في إفريقيا. فالعالم كله يحتاج إلى تلك الحبوب والأموال التي قد يجبى منها.

كما لدى روسيا نحو 30 مليون طن من الحبوب بانتظار تصديرها، ولم تتمكن من ذلك بسبب عدم تأمين الشركات الغربية سفنا لنقلها، كما تخشى موسكو على سفنها التجارية لنقل الحبوب خشية من مصادرتها بسبب العقوبات.

وحاصرت أوكرانيا الميناء بالألغام خشية من شن السفن الحربية الروسية هجوما عليه، وتقطعت السبل بالسفن التجارية داخله، وهي قلقة من أنه إذا قام بإزالة الألغام حتى تتمكن سفن الحبوب من الخروج من قيام الروس بمهاجمة الميناء.

ومن جهة أخرى، يخشى الروس من أن السفن التي ستقوم بتفريغ الحبوب ستحمل أسلحة إلى أوكرانيا في رحلة عودتها إلى أوديسا.

وترى الصحيفة أن انعدام الثقة تجاه بعضهما بعضا، عميق لدرحة أنه لم يتم العثور على حل مشترك منذ أشهر عدة.

ما الآلية التي جرى الاتفاق عليها؟

وأشارت إلى أن المفاوضات التي توسطت فيها تركيا والأمم المتحدة ستحقق نتائج هذه المرة، حيث وصل الأمين العام للأمم المتحدة إلى إسطنبول على عجل الليلة الماضية، ومن المتوقع أن يتم التوقيع على الاتفاق اليوم.

اقرأ أيضا: ترقب غربي لنتائج لقاء أردوغان وبوتين بشأن "أزمة الحبوب"
 

وذكرت الصحيفة أنه وفقا للآلية التي سيجري التوقيع عليها، تم إنشاء ثلاثة ممرات آمنة لخروج السفن من ميناء أوديسا، ولن تكون هناك إزالة كاملة للألغام بسبب عدم ثقة الأوكرانيين بالروس.

بعد ذلك، سترافق السفن الحربية الأوكرانية السفن المحملة بالحبوب إلى المياه الدولية، ثم ستتولى الأساطيل الأجنبية مرافقة السفن وتحضرها إلى إسطنبول. وسنرى في الاتفاق ما إذا كان المقصود  بالأسطول الأجنبي الأساطيل الروسية أم التركية.

وسيتم إنشاء مركز عمليات في إسطنبول لتوزيع الحبوب على أجزاء أخرى من العالم، ولمعالجة مخاوف روسيا من تهريب الأسلحة، سيتم تفتيش السفن التي تم تفريغها من الحبوب واحدة تلو الأخرى من السلطات التركية في إسطنبول قبل عودتها.

ونوهت الصحيفة إلى أنه من المعروف مدى صعوبة محاولة الغرب إرسال الذخيرة إلى أوكرانيا من خلال الوسائل الرسمية وغير الرسمية، وقد يؤدي أي استفزاز محتمل عبر السفن إلى مواجهة تركيا وروسيا بعضهما لبعض.

ولفتت إلى أن أوروبا التي كانت حريصة على التوسط في قضية الحبوب أصبحت خارج اللعبة تماما، وهي مشغولة مع أزمة استقالة رؤساء الوزراء الواحد تلو الآخر.

وأكدت الصحيفة أن تركيا على وشك القيام بعملية دبلوماسية مهمة للغاية في مواجهة هذه الأزمة ستكون لصالح البشرية جمعاء.