هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
لا تزال دول حول العالم تشهد احتجاجات نادرة في ظل تداعيات اقتصادية شديدة إثر الحرب في أوكرانيا ووباء كورونا، وصلت إلى دولة بنما، في حين شهدت سريلانكا هروب رئيسها وسط غضب شعبي كبير.
ونزل آلاف المتظاهرين إلى شوارع بنما لمطالبة الحكومة باتخاذ إجراءات ضد التضخم والفساد.
— Rochex Rababel Robinson Bonilla (@RochexRB27) July 13, 2022
— Manel Márquez (@manelmarquez) July 13, 2022
وكان مئات المتظاهرين قد خرجوا إلى الشارع الاثنين، ما دفع بالرئيس لورنتينو كورتيز، إلى لإعلان عن خفض أسعار البنزين للعربات الخاصة إلى 3.95 دولار للغالون، اعتبارا من 15 تموز/ يوليو، أي بنسبة 24 بالمئة عن الأسعار في نهاية حزيران، وهو إجراء يستفيد منه النقل العام منذ أيار/ مايو.
كما أنه أعلن أن حكومته ستصدر مرسوما يقضي بتجميد أسعار عشرات السلع الأساسية.
إلا أن المتظاهرين يؤكدون أن "الوضع في بنما لا يطاق".
اقرأ أيضا: احتجاجات واسعة في سريلانكا والإكوادور والأرجنتين (شاهد)
وإضافة إلى تظاهرات العاصمة، خرجت تظاهرات في كافة أنحاء البلاد، رغم إعلان الرئيس عن تلك الإجراءات.
وتقول العديد من النقابات إن التظاهرات ستتواصل إلى حين خفض أسعار البنزين دون ثلاثة دولارات للغالون.
وارتفعت أسعار الوقود في بنما بنسبة 47 في المئة بين كانون الثاني/ يناير وتموز/ يوليو.
هروب رئيس سريلانكا
ووصل الرئيس السريلانكي غوتابايا راجابكسا، فجر الأربعاء، إلى المالديف، على متن طائرة عسكرية أقلّته من كولومبو بعدما تعهّد بالاستقالة من منصبه إثر احتجاجات شعبية عارمة ضدّه.
وقال مسؤول في مطار ماليه، عاصمة جزر المالديف، إنّ الطائرة العسكرية، وهي من طراز أنطونوف-32، هبطت في المطار آتية من كولومبو، وعلى متنها أربعة أشخاص بينهم الرئيس البالغ 73 عاماً وزوجته وحارس شخصي.
وأضاف أنّه فور نزولهم من الطائرة، تمّ اصطحابهم بحراسة الشرطة، إلى وجهة لم تُعرف في الحال.
وكان راجابكسا وعد بإعلان استقالته من منصبه الأربعاء، قائلاً إنّه يريد إتاحة حصول "انتقال سلمي للسلطة".
وكان الرئيس قد فرّ من مقرّ إقامته الرسمي في العاصمة كولومبو السبت الماضي، بعد أن اقتحم هذا المقرّ عشرات آلاف المحتجين الغاضبين، متوّجين بذلك أشهراً من التظاهرات المطالبة باستقالته بسبب أسوأ أزمة اقتصادية تشهدها البلاد.
اقرأ أيضا: رئيس سريلانكا ينوي الاستقالة الأربعاء.. موعد جديد للانتخابات
وفشلت محاولاته السابقة للسفر على متن طائرة عسكرية إلى الهند، أقرب جيران سريلانكا، إذ إنّ السلطات الهندية لم تسمح لطائرة عسكرية بالهبوط في مطار مدني.
ولا يصدر مكتب الرئاسة بيانات عن وضع الرئيس، لكن راجابكسا الذي لا يزال القائد الأعلى للقوات المسلحة يتمتع بإمكانية استخدام وسائط عسكرية.
محاولته الذهاب إلى الإمارات
وأمضى الرئيس وزوجته ليل الثلاثاء في قاعدة عسكرية بالقرب من المطار الدولي، بعد أن فاتته أربع رحلات جوية كان من الممكن أن تقلهما إلى الإمارات.
وفوّت شقيقه الأصغر باسل الذي استقال من منصب وزير المالية في نيسان/ أبريل رحلة جوية متجهة إلى دبي، بعد مواجهة مماثلة مع سلطات الهجرة.
وترك الرئيس السريلانكي في القصر حقيبة مليئة بالوثائق و 17.85 مليون روبية (49 ألف يورو) نقدًا، تم تسليمها للمحكمة.
اقتحام مقر رئيس الحكومة
فيما اقتحم متظاهرون مكتب رئيس الوزراء ويكرمسينغ، معبرين عن غضبهم من تمكن رئيس البلاد من الفرار.
وكذلك تمكنوا من وقف البث التلفزيوني الرسمي، عقب دخولهم إلى مقر القناة.
وقال ويكرمسينغ: "أمرت القادة العسكريين وقائد الشرطة باتّخاذ ما يلزم من تدابير لإعادة إرساء النظام".
وتابع "أولئك الذين اقتحموا مكتبي يريدون منعي من تولي مسؤولياتي بصفتي رئيسا بالإنابة".
والسبت أُحرق منزله الخاص بعدما اقتحم محتجون المجمع الرئاسي وسيطروا عليه.
وقال ويكرمسينغ: "لا يمكن أن نمزق دستورنا. لا يمكن أن نسمح لفاشيين بالسيطرة على السلطة. علينا أن نضع حدا لهذا التهديد الفاشي للديموقراطية"، مشددا على ضرورة إعادة المقار الحكومية التي يحتلها متظاهرون إلى عهدة الدولة.
وجاءت تحركات المتظاهرين الأربعاء نسخة مكررة لما فعلوه السبت حين سيطروا على منزل راجابكسا ومكتبه ما أجبره تاليا على مغادرة البلاد صباح الأربعاء.
إعلان الطوارئ
وأعلنت سريلانكا حالة طوارئ عامة الأربعاء، بعد ساعات على فرار الرئيس غوتابايا راجابكسا خارج البلاد، بحسب ما أعلن مكتب رئيس الوزراء.
وقال المتحدث باسم رئيس الوزراء دينوك كولومباج: "بما أن الرئيس غادر البلاد، فقد أُعلنت حالة طوارئ للتعامل مع الوضع في البلاد".
وفي حال استقالة راجابكسا، فإنه سيتولى رئيس الوزراء رانيل ويكرمسينغ منصب الرئيس بالوكالة تلقائيا، إلى حين انتخاب البرلمان نائبا يكمل الولاية التي تنتهي في تشرين الثاني/ نوفمبر 2024.
لكن ويكرمسينغ يواجه أيضا تحديا من المتظاهرين الذين يخيمون أمام مكتب الرئاسة منذ أكثر من ثلاثة أشهر للمطالبة باستقالة الرئيس بسبب الأزمة الاقتصادية غير المسبوقة التي تمر بها البلاد.
ويتهم راجابكسا بسوء إدارة الاقتصاد إلى حد أن العملات الأجنبية نفدت من البلاد لتمويل حتى الواردات الأساسية، وهو أمر ترك السكان البالغ عددهم 22 مليون نسمة في وضع صعب للغاية.
وتخلّفت سريلانكا عن سداد ديونها الأجنبية البالغ قدرها 51 مليار دولار في نيسان/ أبريل، وتجرى محادثات مع صندوق النقد الدولي من أجل خطة إنقاذ محتملة.
واستهلكت سريلانكا تقريبا إمداداتها الشحيحة أساسا من البترول. وأمرت الحكومة بإغلاق المكاتب والمدارس غير الأساسية لتخفيف حركة السير وتوفير الوقود. ونزل آلاف المتظاهرين إلى شوارع بنما مجددا الثلاثاء، لمطالبة الحكومة باتخاذ إجراءات ضد التضخم والفساد.