سياسة دولية

روسيا ترفض تمديد إرسال مساعدات لسوريا.. ومخاوف من "كارثة"

حظي القرار الذي أعدته أيرلندا والنرويج بتأييد 13 صوتا بينما امتنعت الصين عن التصويت- جيتي
حظي القرار الذي أعدته أيرلندا والنرويج بتأييد 13 صوتا بينما امتنعت الصين عن التصويت- جيتي

استخدمت روسيا، الجمعة، حق النقض (الفيتو) ضد محاولة لإصدار قرار بمجلس الأمن لتمديد إرسال مساعدات الأمم المتحدة إلى سوريا عبر تركيا.

 

وكانت أيرلندا والنرويج تقدمتا بمشروع قرار إلى مجلس الأمن الدولي في محاولة لتمديد موافقة المجلس لمدة 12 شهرا على تسليم مساعدات من الأمم المتحدة لحوالي أربعة ملايين شخص في شمال غرب سوريا الذي تسيطر عليه المعارضة من تركيا.


وحظي القرار، الذي أعدته أيرلندا والنرويج، بتأييد 13 صوتا، بينما امتنعت الصين عن التصويت. ويحتاج أي قرار إلى موافقة تسعة أصوات وعدم استخدام روسيا أو الصين أو الولايات المتحدة أو بريطانيا أو فرنسا حق النقض، وفقا لرويترز.

ومن المقرر الآن أن يصوت المجلس المكون من 15 عضوا على اقتراح من روسيا، حليفة سوريا، للموافقة على عملية الأمم المتحدة لمدة ستة أشهر. وقال دبلوماسيون إن من المتوقع عدم تمرير القرار.

 

وفي السياق، أدانت لجنة الإنقاذ الدولية قيام روسيا باستخدام الفيتو اعتراضا على تمديد التفويض الأممي الخاص بنقل المساعدات إلى سوريا عبر معبر "باب الهوى" على الحدود مع تركيا.

وقالت لجنة الإنقاذ الدولية، في بيان لها الجمعة، وصل "عربي21" نسخة منه: "يُعدّ هذا القرار بمثابة شريان حياة حاسم لملايين السوريين، خاصة وأن الاحتياجات الإنسانية وصلت إلى مستويات قياسية، إضافة إلى أن أسوأ أزمة جوع منذ بدء الصراع تهدد حياة الملايين".

وشدّدت المنظمة على أن "تصويت أعضاء مجلس الأمن لعدم الحفاظ على وتوسيع جميع سبل وصول المساعدات للسوريين الضعفاء هو أمر يتحدى العقل والمبدأ".

وأردفت: "لا يوجد حاليا بديل عملي للمساعدات عبر الحدود لتلبية الاحتياجات المتزايدة في جميع أنحاء سوريا"، مضيفة: "بدون وجود بدائل كافية، فإن هذه الأزمة الشديدة بالفعل مهيأة للانتقال إلى كارثة إنسانية".

وتابع البيان: "يجب أن يسترشد أعضاء مجلس الأمن بالضرورات الإنسانية بدلا من السياسة، وأن يضمنوا إمكانية الوصول إلى السوريين المحتاجين، أينما كانوا، من خلال أكثر الطرق المباشرة".

واختتم البيان بالقول: "بعد سنوات عديدة من الفشل في حق الشعب السوري ندعو مجلس الأمن إلى الانعقاد بشكل عاجل للسماح بوصول المساعدات الإنسانية عبر باب الهوى لمدة 12 شهرا أخرى".

وسبق أن حذّرت لجنة الإنقاذ الدولية من أن "الخدمات الصحية المنقذة للحياة معرضة لخطر وشيك في شمال غرب سوريا إذا توقفت مساعدات الأمم المتحدة عبر الحدود".

وينتهي التفويض الاستثنائي الحالي لنقل المساعدات الأممية إلى سوريا في 10 تموز/ يوليو الجاري.

فيما أعلن سفير البرازيل رونالدو كوستا فيلهو الذي ترأس جلسة مجلس الأمن، أن 13 دولة وافقت على مشروع قرار صاغته أيرلندا والنرويج لتمديد التفويض الأممي، مقابل اعتراض روسيا، وامتناع الصين عن التصويت.

بينما يتطلب صدور قرارات المجلس موافقة 9 دول على الأقل من أعضائه، شريطة ألا تعترض عليه أي من الدول الخمس الدائمة العضوية، وهي روسيا والصين والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا.

والخميس، دعا أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أعضاء مجلس الأمن، إلى تمديد تفويض نقل المساعدات إلى سوريا، 12 شهرا.

وتشدد غالبية الدول الأعضاء بالمجلس (15 دولة)، باستثناء روسيا والصين، على أهمية استمرار المساعدات الإنسانية العابرة للحدود من تركيا إلى سوريا، بغية المحافظة على حياة أكثر من 4.1 ملايين شخص محاصرين في شمال غربي سوريا.

ومنذ عام 2011، تشهد سوريا حربا أهلية بدأت إثر تعامل نظام بشار الأسد بقوة مع ثروة شعبية خرجت ضده في 15 آذار/ مارس من العام ذاته، ما دفع ملايين الأشخاص للنزوح واللجوء إلى الدول المجاورة.

 

التعليقات (0)