تقدير إسرائيلي: شعبية "بن غفير" تزداد رغم مواقفه العنصرية

تتزايد التوجهات اليمينية في الشارع الإسرائيلي، مع الشروع في التحضير للانتخابات المبكرة الخامسة، وذلك من خلال بروز عدد من المرشحين المحتملين للكنيست القادم، والوزراء المتوقع دخولهم في الحكومة المقبلة، لاسيما المتطرف إيتمار بن غفير الذي قد يشكل مع مرور الوقت التيار الرئيسي في دولة الاحتلال، فزعيم المعارضة بنيامين نتنياهو يحتضنه، والصحفيون يتابعون تصريحاته.

ويبدو بن غفير أكثر أعضاء الكنيست الحاليين ترحيبا بإجراء الانتخابات المقبلة، لأنه وفقًا لاستطلاعات الرأي اكتسب شعبية لافتة، وتمكن من الوصول إلى جماهير إضافية، سواء في القطاع الحريدي المتطرف، أو في الوسط العلماني، رغم إعلانه أنه يسير على خطى مائير كهانا، ذلك العنصري الذي نشر قائمة من القوانين التي تذكّر بالأنظمة العنصرية المتطرفة.

باروخ كارا المعلق القانوني في القناة 13 ذكر في مقال نشره موقع ويللا، ترجمته "عربي21" أن "بن غفير يكتسب مزيدا من الشعبية بين الإسرائيليين رغم مشاركته الفاعلة في التحريض قبل اغتيال رابين، واحتفل بعد اغتياله، وعلق في منزله صورة القاتل باروخ غولدشتاين منفذ مجزرة الحرم الإبراهيمي في الخليل 1994، ونظم معسكرات شبابية دربهم فيها على كيفية التصدي لأجهزة الأمن الإسرائيلية التي تلاحق المجموعات اليهودية المتطرفة، فضلا عن إدانته بالتحريض على العنصرية، ودعم منظمة إرهابية، وحيازة مواد دعائية تحريضية".

وأضاف أن "بن غفير لم يخف مشاركته في الاحتفالات التي أقامها اليهود المتطرفون عقب إصابة أريئيل شارون بسكتة دماغية، بزعم أنه مسّ بأرض إسرائيل عقب الانسحاب من قطاع غزة وبعض مستوطنات شمال الضفة الغربية، رغم أن شارون كان جنرالاً ومحاربا من أجل الصهيونية، وأنقذ إسرائيل في حرب 1973، لكن بن غفير لم يخدم في الجيش أصلا، وفي الوقت ذاته يرى في نتنياهو أكبر أداة له أمام الرأي العام الإسرائيلي، الذي قد يمنحه حقيبة وزارية في حكومته المقبلة، إن شكّلها".

فضلا عن كل هذه المواقف المتطرفة لـ بن غفير، فإنه لا يخفي عداءه للعرب والفلسطينيين عموما، وأعضاء الكنيست منهم خصوصا، بزعم أن كل عضو كنيست يشجع علانية الكفاح المسلح ضد إسرائيل عليه الانسحاب من الكنيست، ومحاكمته، رغم أن أياً من أعضاء الكنيست العرب لا يحملون إدانات جنائية أمنية كما يحمل بن غفير.

لا يمثل بن غفير شخصه في الساحة الإسرائيلية، بل تيارا سياسيا وحزبيا وأيديولوجياً آخذا في التمدد والتوسع بين الإسرائيليين، يأخذ بهم نحو مزيد من التطرف والجنون، واستبعاد الآخر، ليس الفلسطينيين فحسب، بل الإسرائيليين واليهود أيضا ممن لا يتفقون مع مواقفه العدوانية والعنصرية، ما يفسح المجال لحلبة سياسية وحزبية إسرائيلية يغلب عليها المواقف الأيديولوجية أكثر من السياسية، ويعني مزيدا من السياسات الصدامية مع الفلسطينيين، إن قدّر لهؤلاء اليمينيين أن يشكلوا الحكومة المقبلة.